أعلن حزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان عن إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية بعد اختراقها الحدود الجنوبية وسط مخاوف من تصاعد التوتر على الحدود بعد تهديدات متبادلة بين الجماعة المدعومة من إيران وحكومة بنيامين نتنياهو.
وعادة ما تخرق الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية، كما يرسل حزب الله بين الحين والآخر بدوره مسيرات باتجاه الجانب الآخر من الحدود.
ويعلن الطرفان بين الحين والآخر إسقاط طائرات مسيّرة للطرف الآخر لكن العملية الأخيرة تأتي وسط توتر غير مسبوق بين الطرفين وتهديدات متبادلة بشن عملية عسكرية واسعة.
وأجرى لواء النخبة الإسرائيلي "جولاني" بداية الشهر الجاري تدريبات تحاكي التصدّي لهجوم ينفذه حزب الله اللبناني داخل إسرائيل في مؤشر على حجم التوتر.
ويأتي إسقاط الطائرة المسيرة الاسرائيلية في ظل توتر غير مسبوق في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالتوتر الفلسطيني الإسرائيلي وعلى المستوى الدولي وكذلك تهديدات متبادلة بين إسرائيل وإيران اضافة للازمات السياسية الداخلية في لبنان والدولة العبرية.
وتؤكد قوى سياسية لبنانية أن تصاعد التوتر مع إسرائيل لا يصب في مصلحة لبنان الذي يعاني من ازمة سياسية بسبب الشغور الرئاسية ومصاعب اقتصادية ومالية كبيرة وسط انهيار العملة اللبنانية وتداعيات ذلك على مقدرته الشرائية ووضعه العام.
وليست الجبهة الداخلية في لبنان من تعيش أزمة فإسرائيل تشهد خلافات كبيرة بين الحكومة التي تهيمن عليها قوى يمنية والمعارضة بسبب ملفات على رأسها الإصلاحات القضائية وهو ما يعتبره مراقبون سببا لعدم نوب حرب في الفترة الحالية.
وأعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله في بيان مقتضب الإثنين أن "أسقطت المقاومة الإسلامية، بالأسلحة المناسبة، طائرة مسيّرة إسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية في وادي العزية قرب بلدة زبقين" في جنوب لبنان.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "قبل قليل، سقطت مسيرة للجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية خلال نشاط روتيني". وأشار إلى أنه "ليس هناك خشية من تسرب للمعلومات".
وفي العام 2019، تعهد حزب الله بإسقاط الطائرات المسيّرة الإسرائيلية إثر توتر استمر أسابيع وتخلله هجوم بطائرتين مسيرتين اتهم حزب الله إسرائيل بتنفيذه في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويطلق الجيش اللبناني بدوره النيران باتجاه المسيرات الإسرائيلية حين اختراق المجال الجوي.
وفي صيف 2022، أطلق حزب الله ثلاث مسيرات غير مسلحة باتجاه منطقة بحرية كان متنازعًا عليها بين لبنان وإسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية. وأعلنت إسرائيل في حينها إسقاط المسيرات.
ويعدّ حزب الله لاعباً رئيسياً على الساحة السياسية في لبنان، ويمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة طالما حذرت إسرائيل منها فيما تعمد فصائل فلسطينية على استهداف شمال إسرائيل عبر الحدود اللبنانية من خلال إطلاق صواريخ.
ولبنان وإسرائيل رسمياً في حالة حرب. وشهد لبنان عام 2006 حرباً دامية بين إسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوماً وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.
تعليقات الزوار
لا تعليقات