أخبار عاجلة

ضابط استخبارات أمريكي: “الهجوم الأوكراني المضاد سيكون “انتحار الجماعي”

 قال ضابط استخبارات مشاة البحرية الأمريكية المتقاعد سكوت ريتر، إن القوات الأوكرانية التي تم الزج بها في منطقة زابوروجيه قد منيت بفشل ذريع في اختراق الدفاعات الروسية.

وأضاف ريتر في مقال نشره في “سبوتنيك” “على مدار الأيام القليلة الماضية، ألقت أوكرانيا اثنين من أفضل كتائبها الميكانيكية تدريباً وأفضل تجهيزاً في عمليات هجومية ضد المدافعين الروس المتمرسين في قطاع زابوروجيه من الخطوط الأمامية”.

وأشار إلى أنه تم تجهيز القوات الروسية بالدبابات الغربية الحديثة ومركبات المشاة القتالية، وباستخدام التكتيكات الخاصة بحلف شمال الأطلسي (الناتو) التي شكلتها المعلومات الاستخبارية التي قدمها الناتو والتخطيط التشغيلي للحلف.

وتابع: “باختصار، كان هذان اللواءان يمثلان قدرة رفيعة المستوى لحلف شمال الأطلسي، وهي مثال للعلاقة بين أوكرانيا والغرب في حربهما المستمرة لتدمير روسيا”.

وقال إنه رغم استعانة هذه القوات بمركبات المشاة القتالية الأمريكية M-2 Bradley المدمرة ودبابات Leopard 2A6 الألمانية الصنع، فإن الحقيقة أن هذه المعدات تم التخلي عنها وحرقها في السهوب الأوكرانية، وأثبتت عدم جدواها وانهارت النظريات الغربية التي قالت إنها ستكون قادرة على إلحاق الهزيمة بروسيا.

ومضى ضابط الاستخبارات الأمريكي المتقاعد بالقول: “الحقيقة هي أن أوكرانيا لن تحقق أبدًا هدفها المعلن المتمثل في اختراق الدفاعات الروسية لقطع الجسر البري الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا. كان هذا تفكيرًا سطحيًا أطلقه أنصار أوكرانيا الغربيون لتحفيز الأوكرانيين على ارتكاب ما يمكن وصفه بالانتحار الجماعي لإلحاق خسائر بين المدافعين الروس”.

كان يأمل الغرب أن تصبح روسيا محبطة بسبب الخسائر التي كان يطمح في تحقيها وتقبل إنهاء النزاع عن طريق التفاوض بشروط مقبولة لكل من أوكرانيا وحلفائها الغربيين، لكن فشلت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون في تحقيق مبتاغهم، بحسب ريتر.

وقال ضابط الاسخبارات الأمريكي المتقاعد: “يمكن إرجاع أصل هذا الفشل إلى شيئين. أولاً، كان لدى أوكرانيا وحلفائها في الناتو تقييم خاطئ فيما يتعلق بالقدرات القتالية للجيش الروسي ولا سيما تلك القوات المنتشرة في منطقة زابوروجيه وثانيًا، التوقعات غير الواقعية المخصصة لتدريب الناتو ومعداته التي تم توفيرها للقوات الأوكرانية والتي أوكل إليها مهمة اختراق الدفاعات الروسية”.

المنطقة التي اختارتها أوكرانيا وشركاؤها في الناتو كمحور للجهود المبذولة للهجوم المضاد كانت تحت سيطرة حرس البنادق الآلية 42 الروسي.

وألقى سكوت ريتر بالضوء على فشل مراكز الأبحاث الأمريكية ومن بينها معهد دراسة الحرب في تقييم قوة حرس البنادق الآلية 42 الروسي والتي توقعت انهياره تحت وطأة القوات الأوكرانية المدججة بأحدث الأسلحة الأوروبية.

وتابع: “في حين أن القتال في زابوروجيه لم ينته بعد، فإن النتائج الأولية في ساحة المعركة تظهر أنه، على عكس توقعات أوكرانيا وشركائها في الناتو، أدى رجال حرس البنادق الآلية 42 الروسي مهامهم بطريقة احترافية، وأحبطوا الهجوم الأوكراني بشكل حاسم”.

وأكد أنه بالمثل أظهر فوج البنادق الآلية رقم 70 أداء جيدا للغاية في ظل الظروف الصعبة، وهو ما يمكن قوله أيضا عن لواء البنادق الآلية رقم 291 وفوج البنادق الآلية 71، جنبًا إلى جنب مع جنود القوات الخاصة من لواء سبيتسناز 22.

وقال إن محللين من معهد دراسات الحرب (ISW) الأمريكي، أشاروا لاحقا في تقييمهم للنجاحات الأولية للمدافعين الروس، وقالوا إن “القوات الروسية يبدو أنها نفذت عقيدة دفاعية تكتيكية رسمية ردًا على الهجمات الأوكرانية”.

ومضى سكوت ريتر: “هذا، بالطبع، لا ينبغي أن يفاجئ أحد، لأن الشخص الذي يقود القوات الروسية في منطقة زابوروجيه هو الكولونيل الجنرال ألكسندر رومانشوك، الرجل المسؤول عن تصور العقيدة الدفاعية الروسية الحديثة”.

ووفق قوله، يعكس التقييم الضعيف لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا للقدرة العسكرية الروسية تقييماتهما المبالغ فيها للوحدات الأوكرانية المكلفة بمهاجمة الدفاعات الروسية في زابوروجيه، أي اللواءين الميكانيكيين 33 و47. تلقت كلتا الوحدتين معدات الناتو الحديثة، بما في ذلك دبابات ليوبارد ومركبات برادلي القتالية للمشاة.

تم تزويد ضباط ورجال الوحدتين بأفضل تدريب يمكن أن يقدمه الناتو فيما يتعلق بعمليات الأسلحة المشتركة الحديثة، بما في ذلك أسابيع من التدريب المتخصص في ألمانيا ركز على تكتيكات الفصيل والسرايا والكتيبة والعمليات التي تدمج القوة النارية والمناورة أثناء شن عمليات هجومية.

وقال ريتر: “يعتقد “الخبراء” الأمريكيون مثل مارك هيرتلن، وهو جنرال متقاعد بالجيش الأمريكي، أن الجمع بين المعدات العسكرية الغربية المتقدمة والتكتيكات المتفوقة على غرار الناتو “سيسمح لفرق الأسلحة المشتركة الناشئة في أوكرانيا بإجراء مناورة عالية الإيقاع” قادرة على التغلب على المدافعين الروس في أوكرانيا”.

وأردف بقوله: “كان من الأفضل أن يصغي هيرتلنغ وإخوانه في الناتو في الخدمة الفعلية إلى كلمات الجنرال كريستوفر كافولي، القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، عندما تحدث أمام مؤتمر الدفاع السويدي في كانون الثاني (يناير) الماضي”.

أشار كافولي وقتها إلى أن الصراع الروسي الأوكراني “لا يتناسب مع كل أفكارنا الأخيرة”.

والخلاصة من هذا الكشف هي أن الناتو ليس مدربًا ولا مجهزًا لخوض هذا النوع من القتال الذي يطالب أوكرانيا بتنفيذه ضد روسيا.

ومضى الضابط الأمريكي المتقاعد: “علاوة على ذلك، ألقى الناتو والقيادة العليا الأوكرانية الألوية الأوكرانية بين أسنان المنشار الدفاعي الروسي دون دعم ناري كافٍ، مما يعني أن الروس كانوا أحرارًا في تعظيم تفوقهم في المدفعية والقوة الجوية لتحييد وتدمير القوات المهاجمة الأوكرانية قبل ذلك”.

وتابع موضحا: “النتيجة النهائية: لقد تفوق الواقع الروسي على نظرية الناتو في ساحة المعركة، والجيش الأوكراني هو الذي دفع الثمن الأكبر مرة أخرى. علاوة على ذلك، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا الوضع سيتغير في أي وقت قريب، وهذه حقيقة لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل أوكرانيا وحلف الناتو في المستقبل”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات