أخبار عاجلة

بلينكن يجدد التزام واشنطن بالشراكة الأمنية مع دول الخليج

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام وزراء خليجيين في الرياض اليوم الأربعاء أن بلاده لا تزال ملتزمة تجاه شركائها في منطقة الخليج، في وقت تشهد فيه التحالفات الإقليمية تغييرات سريعة على وقع الاتفاق التاريخي بين السعودية وإيران الذي أنهى 7 سنوات من القطيعة.

وقال بلينكن خلال اجتماع وزاري في الرياض مع كبار دبلوماسيي دول مجلس التعاون الخليجي إن "الولايات المتحدة موجودة في هذه المنطقة لتقول إننا لا نزال منخرطين بعمق في الشراكة معكم جميعًا"، مشيرا إلى أن دول "مجلس التعاون الخليجي هي جوهر رؤيتنا لشرق أوسط أكثر استقرارًا وأمانًا وازدهارًا".

وكان وزير الخارجية الأميركي قد وصل الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام، في خضم تقارب تاريخي بين السعودية ودولتين عدوتين للولايات المتحدة هما إيران وسوريا مما أطلق تغييرًا في الوضع الجيوسياسي في المنطقة.

وهي الأولى التي يقوم بها للمملكة منذ أن قرّرت السعودية في مارس/آذار الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية مع خصمها اللدود، الجمهورية الاسلامية التي تخضع لعقوبات غربية بسبب أنشطتها النووية المثيرة للجدل وتورطها في صراعات إقليمية.

وتحفظت الولايات المتحدة على الاتفاق الذي أبرم برعاية الصين، القوة الدبلوماسية الصاعدة في الشرق الأوسط.

ومنذ ذلك الحين، أعادت السعودية العلاقات مع سوريا حليفة طهران وكثفت مساعيها للسلام في اليمن حيث قادت منذ سنوات تحالفًا عسكريًا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وقبيل وصول بلينكن الثلاثاء أعادت إيران العدو اللدود للولايات المتحدة، فتح سفارتها في الرياض. وفي سياق انفتاح الرياض على خصوم واشنطن، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاثنين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

ويضمّ جدول أعمال الاجتماع الوزاري المنعقد في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض القضايا الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك الصراعات في اليمن والسودان وسوريا والأراضي الفلسطينية، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.

وقال بلينكن في كلمته أمام الوزراء "إننا نعمل معًا للتوصل إلى حلّ للنزاع في اليمن ولمواصلة التصدّي لسلوك إيران المزعزع للاستقرار، بما في ذلك احتجازها مؤخرًا ناقلات نفط في مياه الخليج".

وفي الشأن السوري، قال "إننا مصمّمون على إيجاد حلّ سياسي في سوريا يحافظ على وحدتها وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها".

أما في ما يخصّ العلاقات مع إسرائيل، فأكد "أننا نتعاون مع دول في المنطقة لتوسيع وتعميق تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وقبيل الاجتماع الوزاري، عقد بلينكن لقاءً مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده، كما التقى نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن الوزيرَين "مصممّان على مواصلة العمل معًا لمكافحة الإرهاب ودعم الجهود لتحقيق سلام دائم في اليمن وتعزيز الاستقرار والأمن وخفض التصعيد والتكامل في المنطقة". وأضاف "تعهد الجانبان بمواصلة تعاونهما القوي لإنهاء القتال في السودان".

وسيترأّس بلينكن مع نظيره الأمير بن فرحان الخميس في الرياض أيضا اجتماعًا للدول الأعضاء في التحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي أنشئ عام 2014 ويضم عشرات الدول.

وفي اليوم الأول من زيارته للمملكة، قال مسؤول أميركي طالبا عدم كشف هويته إن بلينكن وولي العهد السعودي أجريا "محادثات صريحة"، موضحا أن وزير الخارجية أثار مع الأمير محمد بن سلمان قضية حقوق الإنسان "بشكل عام وفيما يتعلق بقضايا محددة".

وأضاف أن الاجتماع الذي بدأ قرابة منتصف الليل بالتوقيت المحلي في القصر الملكي واستمر ساعة وأربعين دقيقة سمح بالتوصل إلى عدد من نقاط "التلاقي ... مع اعترافنا بتلك التي نختلف حولها". وتابع أنهما "ناقشا تطبيعا محتملا للعلاقات مع إسرائيل واتفقا على مواصلة الحوار في هذا الشأن".

وتناولت المناقشات أيضا النزاع في السودان حيث فشلت وساطة الولايات المتحدة والسعودية في فرض احترام هدنات بين القائدين العسكريين المتحاربين.

وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لاستئناف المحادثات في جدة مع مبعوثين من الجانبين إذا كانوا "جديين" في رغبتهم في احترام وقف لإطلاق النار يساعد على إيصال المساعدات الإنسانية.

ومنذ 15 أبريل/نيسان أدت الحرب في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول محمد حمدان دقلو إلى مقتل أكثر من 1800 شخص ونزوح أكثر من 1.5 مليون شخص.

وأكّد بلينكن والأمير محمد بن سلمان من جديد "التزامهما بالاستقرار والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها"، بما في ذلك من أجل إنهاء النزاع في اليمن، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر في بيان.

وكتب بلينكن على تويتر أنه بحث مع ولي العهد "أولوياتنا المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب من خلال التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتحقيق السلام في اليمن وتعميق التعاون الاقتصادي والعلمي".

 

والعلاقات بين واشنطن والرياض معقدة إذ تتهم إدارة جو بايدن الدولة الخليجية الثرية بانتهاكات لحقوق الإنسان والتأثير على أسعار النفط الخام. وقد دعا ناشطون حقوقيون الثلاثاء بلينكن إلى إثارة هذه المسألة مع السلطات السعودية.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات