قال الوزير الاول أيمن بن عبد الرحمن أن مشكلة الدول الإفريقية الأساسية في إنجاز المشاريع الاندماجية هي التمويل وتكلفة التمويل، مشددا على أن الجزائر سبق وأن مسحت ديون 14 دولة إفريقية بغية تحريرها من عبئ المديونية.

وقال الوزير الأول ايمن بن عبد الرحمن خلال تدخله في المائدة المستديرة الرئاسية حول تمويل المنشآت ذات الأولوية في إطار برنامج تطوير المنشآت في إفريقيا PIDA، خلال أشغال قمة داكار الثانية إن اشكالية الاندماج الافريقي من أوليات الدول الإفريقية، حيث سعت الجزائر منذ استقلالها لتكريس هذا الهدف فكان مشروع طريق الوحدة الإفريقية بامتداد 10 آلاف كيلومتر الأول من نوعه في هذا المجال والذي يمتد إلى كل الدول الإفريقية مالي_ النيجر وتونس ايضا.

وقال بن عبد الرحمن أن مشاريع الاندماج يجب ان تحظى بأهمية كبرى في برامج وميزانيات الدول الإفريقية، حيث تكمن مشكلتها الأساسية اليوم في التمويل، خاصة تكلفة التمويل التي تعد من العوائق المسجلة في هذا الإطار.

وشدد بن عبد الرحمن قائلا: “يجب ان نتحاور جميعا مع شركائنا، وأن يكون جانب من المحادثات بين الدول، لحلحلة إشكالية التمويل، وتكريس المشاريع التمويلية والاندماجية الكبرى، ومجابهة ضغط المديونية”.

وأوضح بن عبد الرحمن، ممثلا لرئيس الجمهورية، انه بالنسبة لمشروع الالياف البصرية، فهذا الأخير يكتسي اهمية كبرى للجزائر التي تسعى لتجسيده وتصر على ذلك، وهذا بهدف القضاء على الفجوة الرقمية بالقارة وجنوب الصحراء، إذ تعمل الجزائر على إعادة تحيين المشروع وستنتهي من ذلك قريبا، لاسيما وأنه يعد أحد المشاريع الاندماجية التي تعتبرها الجزائر من اولويات القارة للذهاب في مسار تنموي صلب يتحكم في أبجديات التبادل التجاري والإقتصادي.

وعاد الوزير الأول ليذكر بأن الجزائر كانت أول الدول التي مسحت ديون 14 دولة إفريقية بقيمة 1.4 مليار دولار لتمكينها من المضي قدما في درب التقدم دون عبء المديونية، مضيفا: “نسعى اليوم لتكريس مقاربة اقتصادية تكاملية تبنى إفريقيا للأفارقة، بمشاورة المؤسسات الدولية للتمويل، وهو الأمر الذي لا نعتبره عائقا للتنمية”.

وختم بن عبد الرحمن حديثه قائلا: “الجزائر بذلت منذ استقلالها جهودا كبرى لتحقيق الاندماج الافريقي وماضية في وضع خبرتها لخدمة الدول الإفريقية، عبر اختيار النماذج الأكثر جدوى لبلوغ أقصى درجات التنمية، لكن يجب محاربة الفساد والرشوة وتحقيق الحوكمة والشفافية والنجاعة في التسيير”.