أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “الجيش الإسرائيلي سوف يسيطر على غزة حتى لو وافقت حماس على اتفاق”، وذلك في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”، الخميس. وقال: “سنفعل ذلك على أي حال، حماس لن تبقى في غزة”، مضيفاً أن إسرائيل “تقترب من نهاية حرب على سبع جبهات تشمل إيران ووكلاءها”.
وفي وقت لاحق الخميس، قال نتنياهو إنه أوعز ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراح جميع الأسرى في قطاع غزة وإنهاء الحرب بالتوازي مع المضي في مخطط احتلال القطاع.
وتبدو تصريحات نتنياهو غير منطقية واستهلاكا للوقت، إذ إن مقترح الوسطاء الذي أعلنت “حماس” قبل 3 أيام الموافقة عليه يتضمن الإفراج عن نصف الأسرى تقريبا مقابل وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما، تتضمن مفاوضات لوقف دائم للحرب، وهو ما يتناقض مع المضي بخطط الاحتلال.
ونقلت القناة “12” العبرية الخاصة عن نتنياهو قوله خلال زيارته فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي: “جئت للتصديق على خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة وحسم المعركة مع حماس”.
وأضاف “بالتوازي، أوعزت ببدء مفاوضات فورية بشأن إطلاق سراح جميع رهائننا وإنهاء الحرب بشروط مقبولة لإسرائيل”.
وتابع “نحن في مرحلة الحسم، وأقدر كثيرا استجابة جنود الاحتياط وبالطبع الجيش النظامي من أجل هذا الهدف الحيوي”.
وادعى نتنياهو أن “مسألتي حسم حماس وإطلاق سراح جميع المحتجزين تسيران جنبا إلى جنب”، بحسب تعبيره.
وعلقت القناة على تصريح نتنياهو، قائلة إنه الأول الذي يتطرّق فيه بشكل مباشر إلى صفقة التبادل بعد إعلان حماس ردها بشأن مقترح الوسطاء.
وكانت عائلات الأسرى الإسرائيليين قد طالبت حكومة نتنياهو بقبول الاتفاق الذي وافقت عليه حركة حماس.
ويواصل جيش الاحتلال هجومه البري العنيف على أحياء مدينة غزة الجنوبية، ضمن خطته التي تهدف إلى احتلال المدينة كاملة وتهجير سكانها نحو الجنوب، في عملية أطلق عليها اسم “عربات جدعون 2”. وقد صادقت قيادة الجيش ووزير الدفاع على الخطة التي تستهدف نحو مليون فلسطيني، في وقت استدعت فيه إسرائيل آلاف جنود الاحتياط وأصدرت أوامر “بتقصير المهلة الزمنية” لاحتلال غزة.
شهود عيان أكدوا تسجيل توغلات إسرائيلية جديدة في محيط شارع 8 ومفترق “دولة”، ترافقت مع تدمير واسع للمنازل ونزوح قسري متواصل، وسط انتشار كثيف للطائرات المسيرة التي تستهدف كل متحرك. كما أُجريت اتصالات تحذيرية مع المستشفيات في غزة لنقل المرضى والمعدات إلى الجنوب، رغم غياب القدرة الاستيعابية هناك.
على الأرض، واصلت قوات الاحتلال عملياتها في أحياء الزيتون والصبرة والشجاعية والتفاح، مع قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة، أسفرت عن مجازر دامية بحق المدنيين والنازحين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 70 فلسطينيا وإصابة 356 خلال 24 ساعة، بينهم 18 شهيداً و117 جريحاً من ضحايا استهداف المساعدات الإنسانية، لترتفع حصيلة ضحايا “لقمة العيش” إلى أكثر من 2,036 شهيداً. وبذلك بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 62,192، فيما تجاوز عدد الجرحى 157,114.
كما استهدفت الطائرات الحربية أحياء الشيخ رضوان والصبرة ومخيم الشاطئ، ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء بينهم أطفال. وفي شمال القطاع، شُنّ قصف عنيف على جباليا، أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين، فيما واصلت قوات الاحتلال استهداف تجمعات المدنيين قرب نقاط توزيع المساعدات، حيث استُشهد خمسة في النصيرات وثلاثة في رفح، فضلاً عن تدمير مركز إيواء شرق دير البلح. وفي خان يونس، ارتقى ثمانية بينهم خمسة مزارعين من عائلة الأسطل، جراء قصف من مسيرة إسرائيلية.
أعلنت وزارة الصحة كذلك وفاة مواطنين بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا التجويع إلى 271، بينهم 112 طفلاً.
وأكد فيليب لازاريني، المفوض العام لـ”الأونروا”، أن سوء التغذية بين الأطفال في غزة ارتفع ثلاث مرات خلال أقل من ستة أشهر، مشيراً إلى أن واحداً من كل ثلاثة أطفال مصاب بسوء التغذية، في ظل منع إدخال المساعدات منذ ستة أشهر.
في موازاة ذلك، حذّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من “خطر عمليات قتل جماعي وتهجير قسري” إذا ما مضت إسرائيل في احتلال غزة، واعتبر أن ما يجري “تكرار لأساليب الحرب التي تسببت بدمار هائل في شمال القطاع ورفح”.
في المقابل، واصلت فصائل المقاومة الرد على الهجمات، إذ أعلنت كتائب القسام عن قصف تجمع لجنود الاحتلال في خان يونس، فيما بثت سرايا القدس مشاهد لكمين مشترك استهدف آليات إسرائيلية شرق الشجاعية. كما أصيب جندي إسرائيلي بجروح متوسطة في حي الزيتون، وفق صحيفة “يسرائيل هيوم”، في وقت تتكتم فيه السلطات الإسرائيلية على حجم خسائرها البشرية والمادية.
وتنذر الخطة الإسرائيلية لإعادة احتلال غزة بمزيد من التصعيد الدموي ضد المدنيين، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات