أكد مسؤول أمني أوكراني كبير مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين في شبه جزيرة القرم، وحذر من استهداف أي إيرانيين آخرين موجودين على الأراضي الأوكرانية المحتلة لدعم غزو موسكو.
وكشف سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، لصحيفة “الغارديان” البريطانية أن “الإيرانيين كانوا حاضرين في شبه جزيرة القرم، لمساعدة روسيا في قيادة المسيرات الإيرانية “شاهد -136″، التي قدمتها حكومة طهران لموسكو”.
وهدد المسؤول الأوكراني، خلال مقابلة مع الصحيفة البريطانية، بأن بلاده ستستهدف “أي وجود عسكري إيراني إضافي في أوكرانيا”، فيما لم يذكر عدد القتلى الإيرانيين خلال الحرب.
وأوضح دانيلوف: “لا يجب أن تكون في مكان لا يجب أن تكون فيه.. لم ندعهم (الإيرانيين) إلى هنا وكانوا على أراضينا، وإذا تعاونوا مع الإرهابيين وشاركوا في تدمير أمتنا فعلينا قتلهم”.
وفي وقت سابق، أقرت حكومة طهران أنها زودت روسيا بـ “عدد صغير” من الطائرات بدون طيار “قبل أشهر من العملية الروسية في أوكرانيا”.
وأعربت كييف عن شكوكها بشأن الرواية الإيرانية، فيما اجتمع خبراء من كلا البلدين، بناء على طلب طهران لمناقشة الأدلة التي جمعتها أوكرانيا.
وقال دانيلوف: “الإيرانيون مستمرون في الإصرار على أنهم ليسوا موردي أسلحة لروسيا، لكننا بحاجة إلى تأكيد. هل لدينا هذا التأكيد حتى اليوم؟ لا”.
وأضاف للصحيفة البريطانية: “نحن نتفهم أن هذه الأشياء لا تطير دون أن يتعلم مستخدموها كيفية تشغيلها، والروس لا يمكنهم فعل ذلك بأنفسهم. في العالم الحديث لا يمكنك إخفاء أي شيء. إنها مسألة وقت فقط حتى يتم الكشف عن كل شيء”.
وأكد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أنه “من غير الواضح ما إذا كانت إيران قد سلمت روسيا أيضا صواريخ بالستية”، مستطردا أن بلاده “تحاول الإجابة على هذا السؤال وستفعل كل ما في وسعها للتأكد من عدم حدوثه”.
ومضى بالقول: “في حال حدث ذلك، سيخبرنا هذا بشيئين: أولا ليس باستطاعة روسيا القدرة على تصنيع صواريخها الخاصة، على الأقل بالأرقام التي من شأنها أن تسمح لها بمواصلة حرب واسعة النطاق. وثانيا، إذا كان لدولة خاضعة للعقوبات منذ عام 1979 القدرة على إنتاج مثل هذه الأسلحة، فما نوع العقوبات التي نتحدث عنها؟”.
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الأربعاء؛ إن روسيا أطلقت على الأرجح مئات من الطائرات المسيرة إيرانية الصنع في حربها على أوكرانيا، منذ أيلول/سبتمبر الماضي.
وأضافت الوزارة في تحديث على تويتر، أنه من المرجح أيضا أن روسيا استهلكت كل مخزونها الحالي تقريبا من الأسلحة إيرانية الصنع، وستسعى للحصول على المزيد من تلك الإمدادات.
وفي وقت سابق، زعمت صحيفة “واشنطن بوست”، أن “روسيا توصلت إلى اتفاق سري مع طهران، ستبدأ خلاله بإنتاج مئات الطائرات بدون طيار على الأراضي الروسية”، وذلك استنادا إلى “معلومات استخباراتية جديدة من الولايات المتحدة وغربيين آخرين”.
وقبل أيام كشف تحقيق نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية لنتائج تحليل لبقايا الطائرات الانتحارية الإيرانية التي تستخدمها روسيا في هجماتها وسقطت في الأراضي الأوكرانية، عن مفاجأة كبيرة. حيث أظهر أن من بين أكثر من 200 مكوّن تقني حدده المحققون الأوكرانيون يشكل الأجزاء الداخلية للطائرة دون طيار التي تم السيطرة عليها قبل انفجارها، تم تصنيعها ـ أو تقليدها أو نسخها ـ في الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان، وإسرائيل.
وأظهر التحقيق أن الإيرانيين يستخدمون في تصنيع طائرتهم المُسيّرة من طراز “مهاجر 6″، أجهزة مراقبة مطابقة للنموذج الذي طورته شركة “أوفير” الإسرائيلية.
وفي المقابل أشارت “الغارديان” إلى أن علاقات أوكرانيا مع إسرائيل تعتبر مثالاً على “المنطقة الرمادية”. وأن هناك قائمة طويلة من المعدات العسكرية الإسرائيلية التي تود حكومة كييف الحصول عليها، لكن إسرائيل سعت إلى تجنب انتقام موسكو وحاولت تصوير نفسها على أنها محايدة.
وبحسبها تؤدي عودة بنيامين نتنياهو السياسية إلى تعقيد الصورة بشكل أكبر حيث تربطه علاقة حميمة بفلاديمير بوتين، لكن مشاركة إيران إلى جانب روسيا ستؤثر أيضًا على حسابات إسرائيل.
ونقلت عن دانيلوف قوله: “موقف إسرائيل من هذه الحرب معروف ومفهوم”. “مرة أخرى، أود أن أشير إلى أنه في العالم الحديث لا يمكنك إخفاء أي شيء أو دعم أو عدم وجود دعم. هل أنت مؤيد للديمقراطية أم مؤيد للسلطوية؟ في أي جانب انت؟”
تعليقات الزوار
لا تعليقات