أخبار عاجلة

نزعتة الأكراد الانفصالية تقض مضاجع تركيا وإيران

سلطت الهجمات التركية والإيرانية على الأكراد في شمالي العراق وسوريا الضوء على هذه الأقلية التي تنتشر في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا وباتت تشكل كابوسا لكل من النظامين التركي والإيراني على خلفية مخاوف من نزعة انفصالية وتشكيل كيان كردي قد يكون شوكة في خاصرة الدولتين.

وتستهدف تركيا حاليا المقاتلين الأكراد في معاقلهم في شمال العراق وسوريا بسلسلة من الضربات الجوية والقصف المدفعي، متهمة مجموعات كردية بالمسؤولية عن تفجير عبوة ناسفة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني في إسطنبول في هجوم أسفر عن مقتل 6 أشخاص.

وتقصف إيران أيضا المعارضة الكردية الإيرانية في شمال العراق وتتهم تشكيلاتها بدعم التظاهرات التي اندلعت في الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في منتصف سبتمبر/ايلول.

والأكراد من أصول هندو-اوروبية ينحدرون من الميديين في بلاد فارس القديمة من الذين أسسوا إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.

وأكثرية الأكراد من السُنة وبينهم أقليات غير مسلمة (مسيحيون وايزيديون وغيرها) كما أن تشكيلاتهم السياسية علمانية بغالبيتها وينتشرون على نحو نصف مليون كيلومتر مربع. ويتراوح عددهم الإجمالي بين 25 و35 مليون نسمة. ويعيش العدد الأكبر منهم في تركيا حيث يمثلون نحو 20 بالمئة من السكان. ويشكل الأكراد في العراق بين 15 و20 بالمئة من السكان وفي سوريا 15 بالمئة وفي إيران نحو عشرة بالمئة. واحتفظ الأكراد على مر الأيام بلهجاتهم وتقاليدهم وبنمط اجتماعي عشائري إلى حد كبير.

كما تقيم مجموعات كبيرة من الأكراد أيضا في أذربيجان وأرمينيا ولبنان وكذلك في أوروبا خصوصا في ألمانيا.

ومهد انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى الطريق لإنشاء دولة كردية، بموجب معاهدة سيفر في 1920، في شرق الأناضول وفي محافظة الموصل.

لكن بعد انتصار مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، تراجع الحلفاء عن قرارهم. وفي 1923 كرّست معاهدة لوزان سيطرة أنقرة وطهران وبريطانيا العظمى في العراق وفرنسا في سوريا، على السكان الأكراد.

وكانت الميليشيات الكردية التابعة لوحدات حماية الشعب إحدى القوات الرئيسية التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا منذ 2014 بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وفي مطلع 2015، طردت القوات الكردية المدعومة من التحالف التنظيم المتطرف من كوباني، قرب الحدود التركية.

وتشكلت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من 25 ألف كردي و5000 عربي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، وتسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وتتلقى مساعدة كبيرة من واشنطن.

ودحرت قوات سوريا الديمقراطية تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في الرقة، ثم سيطرت على آخر معاقله في سوريا في الباغوز، في مارس/اذار 2019. وفي العراق، شارك مقاتلو البشمركة الكردية أيضا في القتال ضد المتطرّفين.

ونظرا إلى مطالبة الأكراد بإنشاء كردستان موحدة، تعتبرهم السلطات في بلدان إقامتهم تهديدا مستمرا لوحدة أراضيها، ففي سوريا، التزم الأكراد الذين تعرضوا لقمع النظام طوال عقود "الحياد" تجاه السلطة والمعارضة مع بدء النزاع في 2011.

وأعلنوا في 2016 إنشاء 'منطقة فدرالية' واسعة في شمال سوريا تتألف من ثلاث مناطق ما أجج عداوة قوى المعارضة وتركيا المجاورة تجاهم.

وفي تركيا لم يهدأ النزاع بين حزب العمال الكردستاني المصنف تنظيما "إرهابيا من قبل أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والسلطة المركزية في صيف 2015، ما نسف مفاوضات السلام التي انطلقت في أواخر 2012. وخلف النزاع أكثر من 40 ألف قتيل منذ اندلاعه في العام 1984.

وشنّت أنقرة ثلاث عمليات عسكرية كبيرة في سوريا، في 2016 وفي مطلع 2018 لإبعاد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب عن حدودها، ثم في 2019 ضد القوات الكردية في الشمال الشرقي.

وفي العراق، تعرض الأكراد للاضطهاد في ظل نظام صدام حسين قبل انتفاضتهم في 1991 بعد هزيمة العراق في الكويت ونالوا بحكم الأمر الواقع نوعا من الحكم الذاتي تم تكريسه في الدستور العراقي الصادر في 2005 والذي أسس لدولة فدرالية تضم منطقة كردستان العراق.

وفي 2017 صوت الأكراد لصالح الانفصال خلافا لرؤية بغداد والمجتمع الدولي. وردا على ذلك، أرسلت السلطة المركزية مركباتها المدرعة للسيطرة على المناطق المتنازع عليها.

وفي إيران غداة الثورة الإسلامية في 1979، قمعت السلطات بشدة انتفاضة كردية. وتواجه السلطات منذ ذلك الحين ناشطين أكراد تقول إنهم يستخدمون قواعد في كردستان العراق لشنّ هجمات في إيران.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات