أثارت مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيّد في القمة الأوروبية الإفريقية جدلا واسعا، وخاصة فيما يتعلق بـ”الصورة” التي ظهر فيها سعيد في القمة، حيث اعتبر البعض أنه تم “تهميشه” من قبل القادة الأوروبيين، والذين سبق أن احتفوا قبل نحو عقد بالرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي. وكان سعيّد شارك أخيرا في الدورة السادسة لقمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي، في خطوة اعتبر مراقبون أنها محاولة لفك العزلة الدولية التي فرضها سعيد على نفسه منذ الإعلان عن “تدابيره الاستثنائية” قبل 7 أشهر. ولم يقف الأمر عند صورة ميتسولا، حيث نشرت صفحة الرئاسة التونسية صورة أخرى لسعيد وزوجته خلال مأدبة عشاء على هامش القمة، اعتبر البعض أيضا أنها مسيئة. وعلق الخبير الأممي السابق عبد الوهاب الهاني بالقول “صورة مُهينة لرئيس الجمهوريَّة وللجمهوريَّة، صورة ضبابيَّة ومن الخلف، إلى جانب حرمه المصون، وعلى طاولة جانبيَّة، يجب سحب هذه الصُّورة المُهينة الَّتي نشرها الهُواة الفوضويُّون المتسلِّقون لأسوار الدَّولة”. فيما لجأ بعض المراقبين إلى المقارنة بين صورة قيس سعيد في القمة الأوروبية-الإفريقية وصورة منصف المرزوقي أمام البرلمان الأوروبي عام 2013. ونشر المحلل السياسي نصرالدين السويلمي صورا لسعيد والمرزوقي خلال الاجتماع مع القادة الأوروبيين، وعلق بالقول “هذا (سعيد) صاحب الانقلاب: خارجية ودبلوماسية ورئاسة كلها تجري منذ الصباح كي تغير صورة في حساب رئيسة البرلمان الأوروبي اهانت فيها المنقلب! وهذا (المرزوقي) أول رئيس ديمقراطي في تاريخ تونس: رئيس صنع الحدث في أوروبا، وشرف دبلوماسية وخارجية ورئاسة ودولة وشعب بلاده”. فيديو نشرته الرئاسة التونسية لخطاب منصف المرزوقي أمام البرلمان الأوروبي عام 2013.
وخلال مشاركته، أثار سعيد الجدل في عدد من المواقف والتصريحات، حيث نفى نيته إعادة البلاد إلى عصر الديكتاتورية مشبها نفسه بالزعيم الفرنسي شارل ديغول، قبل أن يقول مرافقه بإبعاد صحافيين حاولوا الحصول على تصريحات منه.
وفيما تحدثت مصادر عن رفض قادة أوروبيين عقد لقاءات ثنائية مع سعيد، نشرت روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، على حسابها في موقع تويتر صورة تجمعها مع سعيّد، اعتبر البعض أنها تسيء لسعيّد ولصورة تونس عموما، وخاصة أنها تُظهر وجه ميتسولا و”ظهر” سعيد، بشكل أقرب لمشهد “الأستاذ والتلميذ” وفق بعض المراقبين، وهو ما دفع الخارجية التونسية للاحتجاج قبل أن تقوم المسؤولة الأوروبية بتغيير الصورة، وفق بعض المصادر.
وكتب الباحث والناشط السياسي الأمين البوعزيزي “ساعة ألقى منصف المرزوقي خطابا سياديا في مبنى برلمان الاتحاد الأوروبي، وقف النواب جميعهم يصفقون، وساعة لقاء رئيسته الحالية روبرتا ميتسولا بقيس سعيد، اختارت صورة تظهره في وضع متسول ذليل مصحوبة بتغريدة طافحة بأستاذة تليق بكل انقلابي (تحدثت مع الرئيس قيس سعيد عن أهمية العودة إلى ديمقراطية برلمانية فاعلة وتوازن مؤسسات فعال. إن مكافحة الفساد ونظام العدالة المستقل ضروريان للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للشعب)”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات