أثار قيادي بارز في اتحاد الشغل التونسي جدلا كبيرا في تونس بعدما وجه انتقادات لاذعة للرئيس قيس سعيد في مؤتمر نقابي في المغرب.
وخلال مشاركته في المؤتمر السابع للكونفدرالية الديموقراطية للشغل، قال حفيّظ حفيّظ، الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل: “نحن في تونس منذ ثلاث سنوات، نعيش حصارا حقيقيا على الحريات العامة والفردية (…) الأزمة التي نعيشها الآن فريدة وغير عادية لأنها تلغي الآخر”.
وأوضح بقوله: “الرئيس الحالي لا يؤمن بأي جسم وسيط، سواء منظمات مدنية أو نقابية أو أحزاب سياسية. فهو أمير المؤمنين، لا وسيط بينه وبين الشعب”، متوعدا بالإضراب العام حتى تحقيق مطالب العمال في تونس.
تصريحات حفيظ أثارت جدلا كبيرا في تونس، وخاصة أنها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين تونس والمغرب فتورا كبيرا، في ظل أزمة دبلوماسية مستمرة منذ عام 2022 عقب استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.
وعلق النائب السابق زياد الهاشمي بالقول: “من المملكة المغربية، حفيظ حفيظ يعلن التصعيد ضد نظام قيس سعيد”.
وكتب الناشط كمال عبداوي “خطاب حفيظ حفيظ في المغرب لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل المناورات التي دأب عليها منذ سنوات داخل الاتحاد العام التونسي للشغل. فالرجل الذي يقدّم نفسه اليوم كـ”مدافع شرس عن الحريات” هو نفسه أحد أبرز مهندسي البيروقراطية التي خنقت المنظمة وأفقدتها زخمها النضالي”.
وأضاف: “الرجل اختار إطلاق سهامه من المغرب، وهو بلد ما يزال يعيش بدوره أزمات حقوقية خانقة. الأمر بدا أقرب إلى توظيف خارجي لمعركة داخلية في تونس، أكثر منه موقفًا مبدئيًا من أجل الحرّيات”.
ووجه النائب السابق عبد اللطيف العلوي انتقادات لحفيظ واتحاد الشغل الذي اعتبر أن مواقفه السياسية متناقضة، وخاصة بعدما دعم سعيد وتدابيره الاستثنائية لسنوات عدة، قبل أن “ينقلب” عليه في الآونة الأخيرة.
فيما دعا الناشط أشرف سعد السلطات التونسية إلى التحقيق مع حفيظ بتهمة “التخابر لجهة أجنبية”.
وأضاف: من غير المعقول أن يخرج قيادي بمنظمة نقابية الإضراب العام في تونس، من دولة أجنبية دون الرجوع للقواعد والمؤسسات النقابية”، معتبرا أن “الاستقواء بالأجنبي هو جرم يدخل تحت طائلة الخيانة”.

تعليقات الزوار
لا تعليقات