أكدت مصادر صحافية أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم يرفع الراية البيضاء في صراعه مع المغرب من أجل الحصول على خدمات أحد أبرز المواهب من أصحاب الجنسية المزدوجة في أوروبا، وهو ابن أكاديمية نادي باير ليفركوزن الألماني، أيمن عورير، الذي تنحدر أصوله لأب مغربي وأم جزائرية، وحتى الآن يُصنف كواحد من العناصر المحسوبة على أشبال الأسود تحت 21 عاما.
وسبق للفتى المولود في مدينة كولن الألمانية عام 2004، أن اعترف في أكثر من مقابلة صحافية بأن الأسرة لم تضغط عليه في قراره بخصوص المفاضلة بين منتخب الوالد المغربي وبين منتخب والدته الجزائرية، ليختار في النهاية تمثيل أبطال العالم للشباب، وكانت البداية مع منتخب الناشئين تحت 17 عاما في فترة ما بعد جائحة كورونا، قبل أن يعود إلى دائرة اهتمام الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وحدث ذلك بعد حصوله على فرصة اللعب مع فريق ليفركوزن الأول في موسم تشابي ألونسو الأخير في “باي آرينا”.
وبعد توقف الأنباء والتقارير بشأن هذا الملف لأكثر من عام، عادت منصة “فيناناس فوتبول” الجزائرية بسردية جديدة، ملخصها أن رئيس الاتحادية وليد صادي، يبذل في هذه الأثناء ما وُصفت بـ”الجهود الحثيثة”، لإقناع اللاعب الموهوب بتمثيل ثعالب الصحراء على المستوى الدولي، وذلك استنادا إلى لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، التي بدورها تسمح له بتغيير جنسيته الرياضية، شريطة استيفائه بالشروط الخاصة بمشاركاته مع منتخب وطني آخر، وهو ما ينطبق على الشاب العشريني في الوقت الراهن، نظرا لعدم مشاركته مع منتخب الأسود الأول حتى وقت كتابة هذه الكلمات.
وأشار التقرير إلى مساعي الاتحاد الجزائري لتعزيز تنافسية المنتخب على الصعيدين الأفريقي والدولي، وذلك من خلال توسيع قاعدة المواهب والجواهر النادرة في منتخبات الفئات السنية، باعتبارها الركيزة الأساسية لمشروع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، أو كما وُصفت بـ”المبادرة الإستراتيجية”، التي تهدف إلى اكتشاف أفضل اللاعبين الموهوبين من أبناء المهاجرين وأصحاب الجنسية المزدوجة ودمجهم بالمنتخبات الوطنية، ما ساهم في إحياء المفاوضات مع عورير، الذي يمتاز بالبراعة والرؤية الثاقبة، وقبل هذا وذاك يتمتع بالجودة العالية التي تبحث عنها كافة المنتخبات الوطنية الجزائرية.
وفي الختام، لفتت المنصة إلى أن عملية التفاوض لا تزال دقيقة ولم تُحسم بعد بنسبة 100%، وذلك لحاجة المسؤولين والوسطاء لمزيد من الوقت لإقناع لاعب مُدرّب ومنخرط في منظومة التدريب المغربية منذ فترة ليست بالقصيرة، مع تأكيد واضح وصريح بأن كلمة السر تكمن “المشروع الرياضي” الذي سيعرض على عورير ودائرته المقربة، إذ أنه من الضروري أن يكون جذابا وطموحا للغاية بالنسبة لصاحب الشأن، وذلك قبل أن تُحسم هذه المسألة بشكل رسمي في الأسابيع القليلة القادمة.

تعليقات الزوار
لا تعليقات