أخبار عاجلة

وداع بيونة.. خسارة كبيرة للسينما والتلفزيون الجزائري

أجمع عدد كبير من الفنانين الجزائريين على المكانة الاستثنائية التي احتلتها الفنانة الراحلة بيونة في الساحة الفنية، وعلى حضورها المتألق في الأعمال السينمائية والتلفزيونية، خاصة الكوميدية منها، والتي جعلت منها اسمًا راسخًا في ذاكرة الجمهور الجزائري والعربي.

الممثلة نوال زعتر، التي شاركت الراحلة في عدد من الأعمال الشهيرة أبرزها مسلسل "ناس ملاح سيتي" لجعفر قاسم، أكدت أن بيونة كانت "أيقونة كبيرة في الفن الجزائري"، وأنها امتلكت طاقات إبداعية استثنائية، مضيفة أنها كانت قريبة جدًا منها، وأنهما تشاركتا أعمالًا تركت بصمة لا تُمحى لدى الجمهور.

أما الممثل حسان بن زيراري، رفيقتها أيضًا في "ناس ملاح سيتي"، فقال إن بيونة "فنانة موهوبة ورائعة أعطت حياتها كلها للفن"، مشيرًا إلى أنها دخلت قلوب الجزائريين بموهبتها وتلقائيتها، ما جعلها إحدى أبرز الشخصيات الفنية في الذاكرة الجماعية.

ووصف الممثل عبدالنور شلوش الراحلة بأنها "فارسة الكوميديا في الجزائر" ومن أفضل ممثلات هذا النوع الفني، مشيرًا إلى أنها تركت بصمة قوية امتدت لسنوات طويلة، وأنها كانت مثالًا في الجرأة والموهبة والإنسانية ووقوفها الدائم إلى جانب الفنانين.

ومن جهته، اعتبر رئيس جمعية "أضواء" السينمائية أعمر رابية أن رحيل بيونة، التي وصفها بـ"عميدة السينما والتلفزيون الجزائري"، خسارة كبيرة للفن، مؤكّدًا أنها كانت محبوبة داخل الجزائر وخارجها، بفضل حضورها الطاغي وأدوارها التي لامست وجدان المتلقّين.

وبمشاعر تأثر عميق، عادت الممثلة عتيقة طوبال إلى مسار الراحلة الذي امتد لأكثر من خمسين عامًا، معتبرة أنها "نجمة كبيرة" في سماء الفن الجزائري، وأن غيابها يمثل خسارة يصعب تعويضها.

فيما استذكرت الممثلة عايدة قشود مشاركتها مع بيونة في أعمال بارزة مثل مسلسل "الحريق" (1973) وفيلم "الجارة" (2002)، مؤكدة أنها كانت محبة ووفية لعملها ومحبوبة من الجميع.

الناقد السينمائي أحمد بجاوي وصف الراحلة بأنها صاحبة "مستوى فني رفيع جدًا" وتميزت في الكوميديا والدراما على حد سواء، مؤكدًا أنها كانت تمتلك قدرة لا تضاهى على التقمّص والأداء والارتجال.

وأشار إلى حضورها في أعمال خارج الجزائر، في تجارب ناجحة مع مخرجين كبار مثل رشيد بوشارب، مؤكّدًا أنّ بيونة كانت تحمل الجزائر في قلبها أينما حلّت.

ومن جانبه، شدّد الفنان المسرحي عبدالحميد رابية على أن الراحلة كانت "فنانة من الطراز العالي" في التلفزيون والسينما والمسرح، وأنها كانت ممثلة وفكاهية ومغنية، استطاعت بمرونة أدائها أن تتجاوز الحدود بين الأجناس الفنية.

وتوفيت الفنانة بيونة، الثلاثاء، بمستشفى بني مسوس في العاصمة الجزائرية عن عمر ناهز 73 عامًا بعد صراع مع المرض.

وسيتم إلقاء النظرة الأخيرة عليها الأربعاء بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين باشطارزي" عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، عرفانًا لمسيرتها الكبيرة، قبل تشييع جثمانها إلى مقبرة العالية بعد الزوال.

ونعى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الفنانة الراحلة قائلا في بيان "تلقيت بتأثر وأسى نبأ انتقال الفنانة المرحومة بيونة إلى جوار رب العزة.. وأمام هذا المصاب الأليم، ونحن نودّع واحدة من مشاهير الساحة الفنية، اللّواتي ساهمن بمواهبهن وإبداعاتهن في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية على مدى سنوات طويلة، حيث تركت الفقيدة بصدقها وبتلقائيتها في مجال التمثيل والأعمال السينمائية الناجحة، تقديرًا واسعًا، أتوجّه إلى عائلة الفقيدة وإلى الأسرة الثقافية والفنية، بأخلص التعازي".

رحلت بيونة، وبقيت أعمالها التي رسختها كإحدى أهم وجوه الكوميديا والدراما في الجزائر. فنانة صنعت الابتسامة بعمق، وقدّمت أدوارًا ظلّت جزءًا من حياة المشاهد، تاركة إرثًا فنيًا يصعب تجاوزه، وجمهورًا واسعًا يودّعها بحزن، وبكثير من الامتنان.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات