أخبار عاجلة

رئيس الحكومة المغربية أصبح أضحوكة الشارع بسبب تصريح عمدة الدار البيضاء

إذا كان “اللسان ما فيه عظم”، كما يقول المثل المغربي الدارج للإشارة إلى العثرة في التعبير، فإن لسان حزب رئيس الحكومة “التجمع الوطني للأحرار”- كما يرى ملاحظون- قد تجاوز الحد المسموح به من العثرات التعبيرية لأعضائه من القياديين والفنانين وغيرهم من عموم المنخرطين، الذين يصرّون على صياغة “قصائد” مديح لرئيس الحزب عزيز أخنوش، والإطراء على منجزاته إلى درجة جعلت بعض التصريحات تحيد عن الجدية وتُصنَّف في خانة “النكات السياسية الجديدة”.

آخر “صيحة” في “موضة الإطراء” هذه، ما جاء على لسان رئيسة مجلس بلدية العاصمة الاقتصادية، نبيلة الرميلي، إذ قالت في مناسبة حزبية إن على سكان الدار البيضاء أن يشكروا رئيس الحكومة أخنوش لأنه أنقذ المدينة من العطش.

وتحوّل مقطع الفيديو المتضمن للتصريحات “المثيرة” و”العجيبة” للرميلي إلى “ترند” على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تؤكد أنه “لولا أخنوش لمات ساكنة الدار البيضاء عطشا”.

الفيديو الجديد الوافد على صدارة “التوندونس” في المغرب نال ما يستحق من ترحيب ساخر جدا، لأنه في رأي البعض مثل هذا الكلام لا ينبغي أن يُؤخذ على محمل الجد، “فهي مجرد حماسة واستعمال لمصطلحات تليق بمقام المديح المبالغ فيه”، كما ورد في تدوينة على “الفيسبوك”.

البرلمانية فاطمة التامني، عن حزب “فيدرالية اليسار الديمقراطي” المعارض، وصفت تصريحات عمدة الدار البيضاء بـ”الهذيان” واستغربت كيف “وصل إليه البعض”، مؤكدة أن “هذا ليس دفاعاً عن الحكومة، هذا خطاب احتقار لذكاء المغاربة”.

وفي رأيها فإن “الحقيقة بسيطة: إذا وصل المواطن إلى حافة العطش، فهذه ليست فضيلة تنسب للحكومة، بل فضيحة تُسجَّل عليها”، وأوضحت في تدوينة أن “من يردد (لولا أخنوش) فهو يجهل أو يتجاهل حقائق صادمة”، أولها أن “الأزمة الحالية لم تحدث من فراغ”.

واستعرضت بعض هذه الحقائق مثل “العطش في مدن كبرى، والارتباك في التوزيع، وتأخر مشاريع التحلية”، وترى أن “هذا كله دليل على فشل التدبير وليس على نجاحه”، وبالنسبة إلى البرلمانية فإن “الحكومة تُحاسَب بالنتائج، لا بالأساطير، والمغاربة يريدون ماء يصل بانتظام، وفواتير معقولة، ونظرة استباقية، وليس (بطولات وهمية) تُطلَق كلما اشتدت الانتقادات”.

وذهبت البرلمانية اليسارية المعارضة إلى اعتبار أن “الحكومة التي يُقال إن (لولاها لمات الناس عطشاً) هي نفسها الحكومة التي جعلت الناس اليوم يشعرون أنهم أقرب إلى العطش من أي وقت مضى”. والأخطرـ توضح التامني- هو “حين نصل إلى مرحلة يعتبر فيها البعض تفادي العطش إنجازا، فهذه أكبر شهادة على عمق الأزمة”.

وبسخرية أضافت: “من يُطبّل لا يستطيع أن يقول الحقيقة”، مؤكدة أن “ضمان الماء حق، وليس منّة، وإن كان هناك عطش فالمسؤول عنه هو من يدبّر، لا من ينتقد”، وختمت بالقول: “كفى، لقد شوّهتم العمل السياسي”.

وانهالت على الرميلي وحزب “التجمع الوطني للأحرار” انتقادات لاذعة، بعضهم اعتبر هذه التصريحات “وقاحة واستهزاء”، فيما قال آخرون: “إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”. أما الصحافي يونس أفطيط فقد تساءل بصيغة السخرية: “هل أخنوش هو من نادى على المطر كي ينزل؟”.

واختار الصحافي سمير شوقي بدوره صيغة السخرية، عندما قال في تدوينة: “بصفتي واحداً من سكان الدار البيضاء أعلن شكري وامتناني لرئيس الحكومة الذي بفضله لم نمت عطشا وما زال الماء يتدفق من الصنبور… شكرا للعمدة التي أخبرتنا بهذا السر”.

الصحافي مصطفى الفن تناول الواقعة من زاوية أخرى، وكتب في تدوينة: “الذي نعرفه أن قضية الماء في المغرب هي قضية عابرة للأزمنة الحكومية، والذي نعرفه أيضا أن قضية الماء هي قضية سيادية تكاد تكون الرقم واحد في أجندة ملك البلاد حتى لا يصبح السلم الاجتماعي مهددا”. وأضاف موضحا: “لسنا في حاجة هنا إلى التذكير بالاعتمادات المالية الفلكية ولا باللقاءات الملكية العاجلة وغير العاجلة الكثيرة التي خصصها جلالته لهذا الورش الحساس حتى لا يموت الناس بالعطش”.

ووصل صاحب التدوينة إلى مربط الفرس، وهو أن “نكتشف اليوم مع عمدة الدار البيضاء أن الذي أنقذ ساكنة هذه المدينة من العطش ليس هو ملك البلاد، بل إن (الذي أنقذ ساكنة الدار البيضاء من العطش هو رئيس حكومة استثنائي اسمه عزيز أخنوش)، مثلما تقول عمدة أكبر مدينة في المغرب، ولم تقف عند هذا الحد، بل دعت الجميع إلى شكر السيد أخنوش على ما فعل فينا من خير”.

ويرى الفن أن “المثير أيضاً” هو كون “الناس الحاضرين في هذا اللقاء الحزبي صفّقوا كثيرا لهذه (الصّفاقة) من الكلام الأخرق والخالي من السياسة ومن أدنى ذرّة من الذوق السليم”، وتمنى “لو قالت السيدة العمدة الحقيقة المرة، وهي أن رئيس الحكومة الوحيد في العهد الجديد الذي خرجنا معه بلا عيد هو السيد أخنوش نفسه”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات