تكفل المدير الفني لمنتخب الجزائر فلاديمير بيتكوفيتش، بحق الرد والدفاع عن نفسه، بعد الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها من قبل وسائل الإعلام وعالم “السوشيال ميديا”، في ردود الأفعال على ما قدمه المنتخب الوطني في سهرة الاثنين، التي جمعته بالمنتخب الغيني على ملعب “محمد الخامس” في مدينة الدار البيضاء المغربية، وانتهت على نتيجة البياض في افتتاح مواجهات الجولة الثامنة لتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026.
وتسابقت الجماهير الجزائرية، في توجيه سهام النقد للمدرب السويسري في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراضا على ما وُصف على نطاق واسع بـ”الأداء غير المقنع” الذي قدمه منتخب الخضر أمام غينيا، وأيضا لإظهار حالة الغضب المسيطرة على البعض، لإصرار المدرب على جُل الوجوه القديمة، أو ما يُعرفون الحرس القديم الذي رافق المدرب السابق جمال بلماضي، وذلك عكس اتفاقه مع الاتحادية الجزائرية، بأنه سيعيد هيكلة المشروع كجزء من خطة النزول بمعدل أعمار المنتخب على المدى المتوسط.
وتصدر وسم “بيتكوفيتش ارحل”، مواقع “السوشيال ميديا” في الساعات القليلة الماضية، والأمر لا يتعلق فقط بالحزن على نتيجة المباراة، التي كانت ستضمن تأهل محاربي الصحراء بشكل عملي إلى المونديال الأمريكي، بل أيضا لاتفاق هذه الفئة، على أن المدرب هو المسؤول الأول عن التراجع الملموس في أداء المنتخب أمام غينيا، بسبب خياراته الثابتة وتأخره في عملية الإحلال والتجديد، وهو ما جعل البعض يقارن بين نسخة المنتخب الجزائري في الوقت الحالي وبين النسخة الباهتة التي كان عليها في نهاية حقبة بلماضي.
وعلى النقيض من حالة الغضب المسيطرة على الشارع الكروي الجزائري، أبدى المدرب البوسني الأصل دهشته واستغرابه من السردية الرائجة، بأن المنتخب الغيني كان الطرف الأفضل والأكثر إيجابية في المباراة، قائلا بالنص في حديثه مع الصحافيين بعد اللقاء “بالنسبة لي. لا أتفق أبدا مع من يرى أن غينيا كانت أفضل من الجزائر، أعتقد أننا كنا الطرف الأكثر تنظيما وأظهرنا شخصية قوية، ومن الواضح أن مصيرنا ما زال بأيدينا. وقد هنأت اللاعبين في غرفة خلع الملابس، وهذا لأننا كنا نستطيع الفوز لو نجحنا في استغلال الفرص التي أتيحت لنا، والخروج بشباك نظيفة أمام فريق يضم مهاجما بقيمة سيرهو غيراسي أمر إيجابي ويعكس صلابة دفاعية يمكن البناء عليها”.
وكان المنتخب الجزائري، بحاجة لتحقيق الفوز على غينيا بأي نتيجة، ليلحق بركب المنتخبات العربية التي ضمنت تأشيرة اللعب في المونديال الأمريكي الثلاثي “الأردن، والمغرب وتونس”، لكنه احتفظ بمكانه في صدارة المجموعة السابعة برصيد 19 نقطة، مبتعدا بأربع نقاط كاملة عن أصحاب المركزين الثاني والثالث أوغندا وموزمبيق، ومعها تأجل الحسم الرسمي إلى تجمع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في انتظار حصوله على 3 نقاط من آخر مباراتين أمام الصومال وأوغندا، لإعلان تأهله رسميا إلى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه.
تعليقات الزوار
لا تعليقات