أخبار عاجلة

تمثال عين الفوارة في سطيف يتعرض للاعتداء من جديد

للمرة الثالثة في سنوات قليلة، لم يسلم تمثال عين الفوارة الشهير في مدينة سطيف شمال شرق الجزائر من التهشيم، حيث تعرّض مساء الثلاثاء لاعتداء جديد على يد شاب لم يتم لحد الآن تبيّن دوافعه في الإقدام على هذه الفعلة.

وقد تسببت هذه الفعلة في تحطيم وجه التمثال الصامد منذ قرن وربع في المكان، والذي أعيد ترميمه عدة مرات بفعل اعتداءات مماثلة. ومما ظهر في الصور، أن الشخص المعتدي ضرب وجه التمثال وهشّم الأنف والعين، مصيبا المنحوتة بأضرار بليغة.

وفي رد فعل سريع، تمكّنت مصالح الأمن من توقيف الفاعل في عين المكان، واقتياده للتحقيق. ووفق ما نقلته مواقع محلية، فإن الجاني كان في حالة سكر، بينما ذكر موقع النهار الجزائري أن الفاعل هو نفسه الذي قام بتحطيم التمثال في المرة الماضية.

وما صعّب من مهمة إنقاذ التمثال، أن الجاني ارتكب فعلته في ساعة متأخرة من الليل، حيث كان المكان شبه خال من المارة. وأظهرت صور ومقاطع فيديو تم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي عملية التخريب وتدخل عناصر الشرطة في اللحظات الأولى لتوقيف المعتدي.

وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان ما حدث في كانون الأول/ ديسمبر 2017، حين استُهدف التمثال في عملية مماثلة أثارت آنذاك جدلًا كبيرًا في الساحة الوطنية، وتطلبت تدخل خبراء للقيام بعملية ترميم دقيقة. كما تعرّض المعلم لاحقًا لمحاولة تخريب أخرى، ما جعل من استهدافه المتكرر ظاهرة مقلقة.

ويطرح هذا الاستهداف المتكرر للتمثال العلاقة الملتبسة التي ظل يمثلها، حيث يرى البعض أن شكله الذي يمثل امراة نصف عارية لا يعبر عن هوية المدينة المحافظة ويطالبون بنقله للمتحف، ويرى آخرون أنه رمز للمدينة استمر معها لعقود طويلة دون أي إشكال.

يذكر أن تمثال عين الفوارة، الذي يُعد من أبرز معالم مدينة سطيف، صمّمه النحّات الفرنسي “فرانسيس دو سانت فيدال” سنة 1898 خلال الحقبة الاستعمارية، وتم تثبيته فوق نافورة طبيعية تنبع من عين مائية تحمل الاسم نفسه. وقد جُسّدت في التمثال امرأة نصف عارية بأسلوب كلاسيكي، يمثل فن النحت الأوروبي آنذاك.

ورغم الجدل الذي رافقه، اكتسب التمثال مكانة خاصة في الذاكرة الجماعية لسكّان سطيف، وتحول إلى رمز حضاري وتاريخي، ووجهة سياحية بارزة تجذب الزوّار من مختلف مناطق الوطن، بفضل موقعه الحيوي في وسط المدينة وطابعه الفني الفريد.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات