قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، إن الوقت حان “لتستفيق الإنسانية” أمام الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقاء سعيّد بقصر قرطاج، مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط وأفريقيا مسعد بولس، وفق بيان للرئاسة التونسية.
وفي اللقاء، استعرض الرئيس سعيّد أمام المسؤول الأمريكي صورا لجرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة قائلا: “هذه الصور تعبّر عن الجرائم الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل على المدنيين العزل”.
وأوضح أن “الشعب الفلسطيني يجب أن يقرر مصيره لوحده وهو صاحب الأرض”.
وأضاف: “آن الأوان أن تستفيق الإنسانية أمام هذه الجرائم. وكل فلسطين للفلسطينيين حتى تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وشدّد سعيّد على أن “تونس اختارت أن تُوسّع من شراكاتها الاستراتيجية بما يخدم مصالح شعبها ويُحقّق مطالبه وتطلعاتها”.
وأكد على أن” القضايا داخل كل دولة عربية يجب أن تحلّها شعوبها دون أي تدخّل أجنبي تحت أي مبرّر”.
وبدأ بولس الثلاثاء زيارة رسمية إلى تونس غير معلنة المدة، ضمن جولة مغاربية تشمل أيضا ليبيا والجزائر والمغرب.
وكتب بولس على حسابه عبر منصة إكس: “يسعدني زيارة تونس في الوقت الذي نحتفل فيه بمرور أكثر من 200 عام على الصداقة بين الشعبين الأمريكي والتونسي”.
وأضاف: “نتطلع إلى مناقشة التعاون في مصالحنا المشتركة لتحقيق منطقة أكثر سلامًا وازدهارا”.
وتأتي زيارة بولس بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن بلاده ستفرض رسوما جمركية على تونس بقيمة 25 في المئة، مع بداية أغسطس/ آب المقبل، وذلك بهدف “تقليص العجز التجاري معها”.
وفي اجتماع منفصل، التقى بولس وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي، بمقر الوزارة في العاصمة، حيث عبّرا عن التزامهما بمواصلة تطوير العلاقات وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين الصديقين، ويسهم بدعم التنمية والاستقرار على المستويين الإقليمي والأفريقي، وفق بيان للخارجية التونسية.
وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات تشمل المبادلات التجارية وتحفيز الاستثمارات الأمريكية في تونس.
وأكد الوزير التونسي على الفرص الواعدة التي تتيحها السوق في بلاده، داعيا الشركات الأمريكية إلى المشاركة في إنجاز المشاريع الكبرى ذات البعد الاستراتيجي.
من جانبه، أكد بولس “حرص الجانب الأمريكي على أهميّة تكريس التشاور والتعاون مع الجانب التونسي على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف بما يحقق مزيدا من التقارب بين البلدين والمؤسسات التونسية والأمريكية في القطاعين العام والخاص”، وفق البيان ذاته.
كما ناقش الطرفان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي مقدّمتها الوضع الإنساني المتأزم في غزة، حيث أكد الوزير التونسي ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل، محذّرا من التداعيات الإنسانية الخطيرة للتأخر في تلبية احتياجات السكان في القطاع.
تعليقات الزوار
لا تعليقات