أخبار عاجلة

سانشيز يعتبر ما يجري في غزة إبادة جماعية

يواصل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز تمسكه بمواقفه الرافضة لمحاباة إسرائيل على حساب القيم الإنسانية، متسائلا عن جدوى فرض عقوبات على روسيا في ظل الصمت على ما يمارسه الكيان من إبادة وجرائم ضد الإنسانية. وفي الوقت ذاته، لم يتردد في مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الإنفاق العسكري في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ورغم الضغوط الداخلية التي يواجهها بسبب الاشتباه بتورط بعض مساعديه في قضايا فساد مالي، وهو ما كان يُتوقع أن يدفعه للانكفاء على الشأن المحلي والتقليل من الانخراط في القضايا الدولية أو مواجهة اللوبي الصهيوني داخل إسبانيا، حافظ سانشيز، زعيم الحزب الاشتراكي، على مواقفه القوية في هذا الصدد.

وفي هذا السياق، احتضنت مدينة لاهاي الهولندية يومي الثلاثاء والأربعاء قمة حلف الناتو، حيث شهدت أعمال القمة مواجهة أمريكية-إسبانية على خلفية رفض مدريد رفع الإنفاق العسكري إلى 5%، كما يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد علانية إسبانيا بفرض عقوبات اقتصادية. وخلال مؤتمر صحافي عقده، الخميس، قال بيدرو سانشيز: “إسبانيا دولة متضامنة وملتزمة مع دول الحلف الأطلسي، لكنها أيضًا دولة ذات سيادة، وهذا هو التوازن الذي وجدناه في الإعلان الذي وافقت عليه الدول الـ32 الأعضاء في الحلف، بما في ذلك الولايات المتحدة”. وقلل من أهمية تصريحات ترامب حول معاقبة إسبانيا اقتصاديا، موضحا أن صادرات بلاده إلى السوق الأمريكية تخضع لنفس الرسوم المتفق عليها بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، ومؤكدا في الوقت ذاته على سيادة بلاده.

من جانب آخر، يواصل سانشيز تصدّر الزعماء الأوروبيين الذين يواجهون تقاعس الاتحاد الأوروبي في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب الجرائم المرتكبة في قطاع غزة. وفي تصريحات أدلى بها صباح الخميس قبل اجتماع المجلس الأوروبي، أوضح سانشيز، في مداخلة نقلها التلفزيون الإسباني مباشرة، أنه يجب تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل. وذكّر بالتقرير الذي قدّمه مقرر حقوق الإنسان إلى وزراء الخارجية بشأن “الوضع الكارثي للإبادة الجماعية التي تشهدها غزة”.

وكتبت جريدة بوبليكو أن سانشيز تعمد صراحة استخدام كلمة ”إبادة جماعية“ في وصف انتهاكات إسرائيل.

ويشير التقرير الذي استند إليه سانشيز إلى احتمال انتهاك إسرائيل للمادة الثانية من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على احترام حقوق الإنسان. وقال سانشيز: “أعتقد أنه من الواضح أن إسرائيل تنتهك هذه المادة، وبالتالي ما سأدافع عنه اليوم في المجلس الأوروبي هو أن على أوروبا تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل”.

وتابع سانشيز، مستخدما هذه المرة مقارنة بين الحرب الروسية-الأوكرانية وما يجري في غزة، بالقول: “ينبغي على الاتحاد الأوروبي تعليق هذه الاتفاقية فورا. من غير المنطقي أن تكون هناك 18 حزمة من العقوبات ضد روسيا بسبب عدوانها على أوكرانيا، بينما تُظهر أوروبا ازدواجية في المعايير بعدم قدرتها حتى على تعليق اتفاقية الشراكة عندما تنتهك إسرائيل بشكل صارخ المادة الثانية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان”.

 

وقد اتخذت حكومة سانشيز سلسلة من المواقف السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية، من بينها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الصيف الماضي، والمطالبة بتعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية، ووقف تجارة الأسلحة مع إسرائيل، بالإضافة إلى تأييد الدعوى المقدّمة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بشأن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات