تواصلت الهجمات الدامية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وسقط ضحايا جدد قرب مراكز توزيع المساعدات الغذائية الخاضعة للآلية الإسرائيلية الأمريكية، وفي مناطق الهجمات البرية والنزوح.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول مستشفيات قطاع غزة 68 شهيدًا و182 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية، وأشارت لارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 55,432 شهيدًا و128,923 مصابًا منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأوضحت أن ️حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات خلال الـ24 ساعة الماضية: 40 شهيدًا، ليرتفع إجمالي شهداء “لقمة العيش” ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات إلى 340 شهيدًا وأكثر من 2,831 مصابًا.
مجزرة المجوعين الجديدة
وفي التفاصيل الميدانية، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة طالت السكان المجوعين، خلال ذهابهم إلى نقطة توزيع المساعدات الغذائية الواقعة غرب مدينة رفح، حيث وصل لمستشفى الصليب الأحمر في منطقة مواصي خان يونس منذ ساعات الفجر وحتى عصر الاثنين 40 شهيدا وأكثر من 200 إصابة منها 50 حالة خطيرة جداً.
ووقعت المجزرة حين اقتربت حشود المواطنين الكبيرة من نقطة التوزيع التي تديرها شركة أمريكية، حيث قام جنود الاحتلال بعد تجمع المواطنين في منطقة قريبة من مرمى النيران القاتلة، بإطلاق النار بشكل كثيف تجاه هذه الجموع، ما أدى إلى ارتقاء هذا العدد الكبير من الضحايا، في منطقة خاضعة كليا لتوغل الاحتلال البري، واضطر المواطنون المنهكون من التعب إلى حمل الضحايا بطرق غير صحيحة حتى أوصلوهم إلى أقرب نقطة لعربات الإسعاف، ومنها إلى مشفى الصليب الأحمر.
وذكرت مصادر محلية أن أطفالا ونساء ورجال مسنين كانوا قد توجهوا منذ ساعات الفجر الأولى إلى ذلك المركز، على أمل الحصول على بعض الأطعمة والعودة بها إلى أسرهم الجائعة، حيث لم يعد لهم سبيل آخر، بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يمنع وصول المساعدات للسكان، رغم علمهم بمخاطر العملية.
ورغم تقديم الخدمات الطبية بأقل الإمكانيات للضحايا، إلا أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق النار على مستشفى الصليب الأحمر الميداني، ما عرض حياة المرضى والطواقم العاملة الى الخطر، حيث أدانت وزارة الصحة استمرار جرائم واستهدافات الاحتلال بحق المواطنين والمستشفيات والمرضى أثناء تلقيهم العلاج، وطالبت بضرورة العمل على إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبي، في ظل امتلاء كافة المستشفيات العاملة بالمصابين والمرضى، وطالبت كذلك كافة الجهات المعنية بالعمل على إيجاد آليات أخرى لتوزيع المساعدات دون التسبب في قتل الجوعى وإصابتهم اصابات بالغة بهذه الاعداد الكبيرة، وناشدت وزارة الصحة كافة المؤسسات والجهات المعنية بضرورة توفير الحماية للمرافق والكوادر والمرضى داخل المستشفيات.
إلى ذلك، فقد استهدف القصف المدفعي بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، مع سماع إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة على مناطق التوغل البري في تلك المناطق، التي اجبر سكانها على النزوح القسري، كما أصيب 10 من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال غرب مدينة بيت لاهيا، فيما اندلع حريق كبير جراء قصف استهدف منطقة جباليا البلد.
غارات عنيفة
أما في مدينة غزة، فقد انتشلت طواقم الإسعاف جثامين 3 شهداء من عائلة الحرازين، إثر قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرقي المدينة، كما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد اثنين من الصيادين، عندما استهدف زورق حربي إسرائيلي قارب صيد فلسطينيا، قبالة سواحل المدينة، وأدى الهجوم إلى فقدان آثار صياد ثالث في البحر.
وتفرض قوات الاحتلال حصارا محكما على القطاع منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، يشمل منع النزول للبحر، وقد أسفرت هجمات سابقة عن استشهاد الكثير من الصيادين، الذين يخاطرون رغم ذلك بحثا عن كسب المال وتوفير الطعام.
وفي وسط قطاع غزة، استمرت الهجمات التي تطال المنازل المأهولة بالسكان، حيث استشهد خمسة مواطنين في استهداف وقع في ساعة متأخرة من ليل الأحد لمنزل عائلة أبو غليبة شرقي مدينة دير البلح، واستمر أيضا القصف المدفعي الإسرائيلي للمناطق الواقعة شمال مخيم النصيرات والقريبة من “محور نتساريم”، حيث تمنع قوات الاحتلال الاقتراب من ذلك المكان.
كما استهدفت غارة إسرائيلية عنيفة منزلا لعائلة ربيع بجوار مقر الصناعة في محيط مسجد الأنصار في منطقة البلد وسط دير البلح، ما أدى إلى وقوع إصابات.
في الموازاة، استمرت الهجمات العنيفة على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، التي تتعرض أغلب أحيائها لتوغل بري كبير من قبل جيش الاحتلال.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق تقع شرق ووسط المدينة، وتحديدا بلدات عبسان والقرارة ومحيط أبراج حمد السكنية وكذلك المناطق الواقعة في منطقة السطر الغربي والكتيبة، كما طال القصف محيط مقبرة النمساوي، وقيزان أبو رشوان جنوب المدينة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات