أثار إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي نيتها توسيع حرب الإبادة التي تشنها على القطاع وتهجير سكانه مخاوف في أوساط الغزّيين، الذين يتعرضون كل يوم إلى مجازر دموية، وإلى حصار تجويعي يحصد الأرواح.
وعلى الرغم من الصمت والعجز اللذين تبديانه دول كثيرة، بعضها في الاتحاد الأوروبي، تجاه الفظاعات الإسرائيلية في القطاع، إلا أن خطة الاحتلال هذه أثارت أيضا فزع عدد من الدول التي تزوّد إسرائيل بالسلاح والدعم السياسي، والتي أعلنت عن معارضتها.
وبعد مواقف للاتحاد الأوروبي، وعدد من دوله، حذر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هاميش فالكونر أمس الثلاثاء من أي محاولة تقوم بها إسرائيل لضم غزة، مؤكدا أنها ستكون “غير مقبولة”.
أما في إسرائيل، فتوعد وزير المالية الإسرائيلي الأكثر تطرفا بتسلئيل سموتريتش، بتدمير قطاع غزة بالكامل خلال بضعة أشهر، ضمن خطة توسيع الإبادة المستمرة، مدعيا أن الفلسطينيين سيغادرون حينها إلى دول أخرى.
وفي غزة، قال محمد المصري، النازح من إحدى بلدات شمال القطاع في إحدى المناطق الغربية في مدينة غزة، لـ “القدس العربي”: “شو بدو يصير فينا؟ الكل من أول ما انتشرت الخطة محتار، شو بدنا نعمل؟ وين نروح؟”.
وكانت هجمات الاحتلال الدموية أودت أمس بحياة 37 فلسطينيا استشهدوا منذ الفجر وحتى ساعات المساء، بينهم 18 شهيدا في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع، وفق ما اكدته مصادر طبية لشبكة “الجزيرة”.
وفي غزة أيضا، بدأ الجوع الذي يتسبب به حصار الاحتلال بحصد أرواح الفلسطينيين. وقالت أم هناء أبو عمرة، وهي نازحة في مخيم قرب دير البلح، لـ”القدس العربي”: «نخلت لأبنائي وبناتي كيس طحين، والله العظيم مدوّد. الدود والسوس والصراصير يسرحون فيه. أولادي استيقظوا جائعين”.
وأكد أمجد الشوا، مدير شبكات المنظمات الأهلية الفلسطينية، لـ”القدس العربي” أن الجوع يعصف بسكان القطاع بشكل غير مسبوق، مع تفشي حالات سوء التغذية بين عشرات الآلاف من الأطفال، بما فيهم حالات خطيرة تتطلب تدخلًا عاجلاً.
وفي سياق متصل، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن النموذج الذي اقترحته إسرائيل لتوزيع المساعدات “بعيد كل البعد عن الاستجابة للجوع الكارثي القائم في غزة”.
وشددت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، على “وجوب استئناف المساعدات في قطاع غزة وعدم تسييسها”.
أشرف الهور
تعليقات الزوار
لا تعليقات