أعلنت تونس تزودها بأكثر من 22 ألف طن من الغاز المنزلي من الجزائر لمواجهة حاجات متصاعدة لاستهلاكه بسبب موجة البرد التي تعيشها البلاد خلال فصل الشتاء فيما شهدت البلاد ازمة نقص الغاز ما اثار حالة من الامتعاض بين المواطنين.
وتحدثت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة في بيان الجمعة نشرته على صفحتها على فيسبوك عن جهود انهاء الأزمة وسط تداول في منصات التواصل الاجتماعي لتسجيل عدة مناطق نقصا في التزود بقارورات (أسطوانات) الغاز التي تستعمل في أغلب المدن للطبخ والتدفئة في ظل غياب الربط الحكومي بالغاز في المنازل.
 

وقالت الوزارة "رست باخرة، صباح الجمعة، بميناء بنزرت (شمال) محملة بـ5 آلاف و300 طن من الغاز كما رست باخرة أخرى الخميس بميناء قابس (جنوب شرق) بحمولة 4 آلاف طن وباخرة ثالثة بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي بحمولة 13 ألف طن بميناء رادس العاصمة تونس".
وأضافت في بيانها أنها "تحرص على تزويد السوق المحلية بقوارير (قارورات) الغاز المعدة للاستهلاك المنزلي بكامل البلاد وذلك بالتنسيق مع الشركات التابعة لها، على غرار الشركة الوطنية لتوزيع البترول عجيل للطاقة، ووحدات التعبئة (تعبئة القارورات) بكل من رادس وبنزرت وقابس".
وأكدت أنه "تمت برمجة 12 باخرة محملة بشحنات إضافية (لم تذكر حجمها) موزعة على المراكز الثلاثة (بنزرت ورادس وقابس) اعتبارا من الجمعة إلى آخر الشهر الحالي، قصد الاستجابة لكل الطلبات".
ويؤكد المسؤولون في تونس أن النقص يأتي بسبب عدم تمكن السفن من الرسو في عدد من الموانئ نتيجة الأحوال الجوية السيئة خلال الفترة الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مدير مركز شركة عجيل غاز ببنزرت، صالح البرقاوي، أن الغاز مصدره الجزائر.
وتعتبر الجزائر من أكثر الدول الداعمة لتونس اقتصاديا وقامت في العديد من المناسبات بتزويدها بالغاز والنفط لإنتاج الكهرباء في فصل الصيف إضافة لدورها في نقل الاوكسجين الى المدن التونسية خلال ازمة كورونا في صيف 2021.
ومنذ وصول الرئيس التونسي قيس سعيد لسدة الحكم وخاصة بعد اتخاذه الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021 تطورت العلاقات التونسية الجزائرية لكن مراقبون يرون ساع جزائرية للهيمنة على القرار التونسي في محاولة لاستثمار هذا الدعم الاقتصادي.
ومثل قرار سعيد استضافة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8" في تونس مثالا على محاولات الجزائر الهيمنة على السياسة الخارجية التونسية مستغلة الوضع الاقتصادي للبد وحاجته للطاقة.
ووفق وزارة الصناعة والمناجم والطاقة، يبلغ معدل الاستهلاك اليومي لقارورات الغاز المنزلي 1600 طن في كامل البلاد لأغراض الطبخ والتدفئة، وتم تسجيل رقم قياسي خلال الفترة الماضية (لم تحددها) بـ2400 طن أي بزيادة بحوالي 60 بالمئة.
وشهدت تونس موجة برد خلال نهاية ديسمبر/كانون الاول وبداية يناير/كانون الثاني الحالي، في شمال البلاد وغربها مع نزول الثلوج في عدة مناطق منها مكثر بولاية سليانة (شمال غرب) وعين دراهم بولاية جندوبة (شمال غرب) وتالة بولاية القصرين (وسط غرب) .