نظم عشرات التونسيين، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية في تونس للتنديد بجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تزامناً مع الذكرى الـ107 لوعد بلفور، الذي تعهدت فيه بريطانيا بإنشاء “وطن قومي” لليهود في فلسطين. وردد المحتجون، ضمن فعاليات “ليلة الرباط”، شعارات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والدعم الأمريكي (والغربي عموماً) المتواصل لدولة الاحتلال، كما نددوا باتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال، وطالبوا السلطات بالإسراع في إصدار قانون يجرم التطبيع معها، كما رفعوا صوراً لعدد من قادة المقاومة الذي استشهدوا برصاص قوات الاحتلال.
وكتب المؤرخ عبد اللطيف الحناشي: “في الثاني من نوفمبر 1917 صدر وعد بلفور، الذي منحت بموجبه بريطانيا حقًا لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، بناءً على المقولة المزيفة: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
وأضاف: “بهذا الوعد تحققت العبارة الشهيرة التي تلخص حالة من هذا القبيل: ‘لقد أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق’، وليكون ذلك اليوم يوماً أسود في تاريخ الشعب الفلسطيني، بل في تاريخ البشرية كلها، وضربة للعدالة والشرعية الدولية. وكان هذا الوعد بمثابة الخطوة الفعلية الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين استجابة لرغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب أصيل متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين”.
وتابع الحناشي: “جاء الوعد على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك (آرثر جيمس بلفور) في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني من عام 1917م إلى اللورد روتشيلد (أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية) وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى؛ واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة”.
ودون زهير إسماعيل، القيادي السابق في حزب حراك تونس الإرادة: “لا يمكن أن يكون من مقابل لحجم التضحيات التي بذلها أهل غزّة وللعذابات التي عاشوها والأهوال التي حلّت بهم أقلّ من انكسار الكيان وقيام مؤشرات على انهياره ومقدمات على زواله. لا يمكن أن نتخيّل إيقاف الحرب وغزّة مفككة يخضع بعضها لجيش الكيان، ويتواصل حصارها مهدّمة وتقطير الإعانات عليها. وهي لو كُلّفت أقوى شركات الإعمار في العالم بإعادة بنائها، لقضت سنوات طوالاً قبل أن تتوفر فيها أدنى أسباب العيش. ولن يكون انسحاب جيش الكيان من كلّ غزّة ليواصل حصارها من “غلافها” بطريقته مع تحكّم في نسق إعمارها وإدخال احتياجاتها مقابلاً للأهوال التي عرفتها غزّة وأهلها. بل إنّ عودة وضع غزّة إلى ما قبل 7 أكتوبر مع رفع تدريجي للحصار، لن يكون بلسماً لجرح غزّة العميق إذا بقي للكيان وجود”.
وأضاف: “نحن إزاء معركة صفريّة لن ينجلي غبارها إلا على نهاية أحد طرفيها. ولا نقصد بذلك اختفاء آنيّاً لأحدهما، وإنّما ظهور مؤشرات قويّة على ذلك. وهذا هو الأقرب، في تقديرنا، انطلاقاً من فظاعة ما يدور أمام أعيننا بتواطؤ البعض مع الكيان وهو ينفّذ جرمه على المباشر، ومروراً بسكوت البعض الآخر، وانتهاء بتخاذل العرب والمسلمين. لا شيء يعوّض أهل غزّة وفلسطين سوى زوال الاحتلال، وقيام مؤشرات قويّة على ذلك. عندها، يمكنهم أن يصبروا على عذابات مرحلة استعادة الحياة الآمنة إذا طالت، ولا مشكلة إن لم يسعفهم العمر بأن يعيشوا لحظاتها التاريخيّة. هذه حرب قد تتوقف لبعض الوقت، ولكنّها لن تنتهي إلا بزوال أحد طرفي الصراع. وكيان الدولة الوظيفيّة مرشّح أكثر للزوال رغم أنّ مؤشرات القوّة الحاليّة لا تشير إلى ذلك”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات