أخبار عاجلة

البرلمان التونسي يعدّل القانون الانتخابي على مقاس ديكتاتور تونس الجديد سعيّد

وافق البرلمان التونسي اليوم الجمعة على تعديل جوهري للقانون الانتخابي، قبل تسعة أيام فقط من انتخابات الرئاسة،  فيما يأتي ذلك وسط مخاوف متنامية لدى المعارضة مما تقول إنه "محاولات لتزوير الانتخابات وترسيخ القبضة الاستبدادية للرئيس قيس سعيد".

ومن أصل 161 نائبا، صوت 116 لصالح القانون الذي يجرد المحكمة الإدارية من سلطة الفصل في النزاعات الانتخابية.

وأثارت خطوة البرلمان غضب المعارضة وجماعات المجتمع المدني التي دعت إلى احتجاج جديد ضد مشروع القانون أمام مقر البرلمان بساحة باردو. وستجري الانتخابات يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وكانت عدد من الجمعيات والأحزاب المعارضة شاركت قبل أيام في تحرك احتجاجي ضد قرار تغيير القانون الانتخابي معتبرة إياه محاولة لتزوير النتائج.
ومشروع القانون ينزع سلطة الفصل في النزاعات الانتخابية من المحكمة الإدارية التي أمرت هذا الشهر الهيئة الانتخابية بإعادة ثلاثة مرشحين بارزين للانتخابات الرئاسية.
لكن الهيئة تحدت المحكمة، وهي أعلى هيئة قضائية في النزاعات المتعلقة بالانتخابات، وسمحت لمرشحين اثنين فقط هما زهير المغزاوي والعياشي زمال بالترشح ضد سعيد.
ويُنظر للمحكمة الإدارية على نطاق واسع على أنها آخر هيئة قضائية مستقلة، بعد أن قام سعيد بحل المجلس الأعلى للقضاء وعزل العشرات من القضاة في عام 2022 حيث تتمتع المحكمة بالكثير من الاستقلالية التي تعود لفترة حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وقال نواب في البرلمان إنهم اقترحوا مشروع القانون لأنهم يعتقدون أن المحكمة الإدارية لم تعد محايدة وتتجه لإلغاء نتيجة الانتخابات مما قد يغرق البلاد في الفوضى والفراغ الدستوري.
ويقول المنتقدون إن سعيد يستخدم الهيئة الانتخابية التي عين أعضاءها بنفسه والقضاء لضمان الفوز من خلال خنق المنافسة وترهيب المرشحين وإثارة قضايا ضدهم.
وينفي الرئيس الاتهامات، ويقول إنه يخوض معركة تحرير ويحارب الخونة والمرتزقة والفاسدين وانه من الداعين لإجراء انتخابات نزيهة وعادلة بعيدا عن التدخلات الأجنبية والمال الفاسد.
وقضت محكمة جندوبة بسجن المرشح الرئاسي العياشي زمال لمدة ستة أشهر يوم الأربعاء، وهو ثاني حكم بالسجن ضده في غضون أيام، فيما يقول المنتقدون إنه أحدث دليل على محاولة سعيد تمهيد الطريق لولاية ثانية.
وحُكم على زمال أيضا بالسجن لمدة 20 شهرا الأسبوع الماضي بتهمة تزوير تأييدات شعبية فيما تنفي حملته هذه التهم وتعتبرها كيدية وتشير في المقابل على قدرته للمرور للدور الثاني من الانتخابات.
وقد عزز سعيد، الذي انتُخب ديمقراطيا في عام 2019، قبضته على السلطة وبدأ الحكم بالمراسيم في عام 2021 في خطوة وصفتها المعارضة بأنها انقلاب.
ويؤكد على ضرورة مواصلة نهج الإصلاح ومكافحة الفساد مشددا على ضرورة الاهتمام بالجوانب الاقتصادية التي تعتبر من أولويات الناخب التونسي.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات