طالب المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في فلسطين مهند هادي، الجمعة، بإعادة فتح معبر رفح البري لإجلاء المرضى من غزة وتسهيل دخول السلع إليها، لافتا إلى أن عشرات الآلاف من مرضى القطاع بحاجة إلى إجلاء فوري لتلقي العلاج بالخارج.
وفي إحاطة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت بطلب من الجزائر والصين وروسيا، شدد المسؤول الأممي على ضرورة عدم فرض أي قيود على كمية ونوع المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة.
وتغلق إسرائيل معبر رفح جنوب قطاع غزة منذ سيطرتها عليه في 7 مايو/ أيار الماضي، ما حرم المرضى والجرحى بالقطاع من إمكانية السفر للخارج لتلقي العلاج، خصوصا في ظل الوضع المتردي للمنظومة الصحية في غزة جراء الحرب الإسرائيلية.
كما تفرض إسرائيل قيودا مشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما تسبب في نقص هائل في إمدادات الغذاء والدواء، ومجاعة، خصوصا في المناطق الشمالية من القطاع.
وفي هذه الصدد، وصف هادي الهجمات ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنها “غير مقبولة”، محذرا من أنها تعرض جهود الإغاثة الإنسانية في غزة “للخطر”. وأكد ضرورة توفير الحماية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
الجزائر: لا جدوى من التدابير الإنسانية دون وقف إطلاق النار
بدوره، قال مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، في الجلسة، إنه “لا جدوى من التدابير الإنسانية دون وقف لإطلاق النار” في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 10 شهور.
وقال إن “التكتيكات الإسرائيلية الوحشية المستخدمة في غزة لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة جماعية وجريمة حرب”.
وأعرب عن رفض بلاده “أي محاولة لإخلاء مسؤولية إسرائيل عن الكارثة الإنسانية في غزة وتحميلها وكالات الأمم المتحدة”.
وشدد ابن جامع على أن “كل التدابير الإنسانية في غزة بلا جدوى دون وقف لإطلاق النار”.
ودعا إلى “فتح كافة المعابر الحدودية إلى غزة وإلى تشكيل إدارة مصرية فلسطينية حصرية لمعبر رفح”.
وتابع: “يجب ألا نسمح باستخدام التجويع أداة للحرب في قطاع غزة”.
وأوضح مندوب الجزائر أن “غياب خدمات المياه في أماكن الإيواء يشكل بيئة خصبة لانتشار الأوبئة في غزة، وندعو لفتح المعابر وتنفيذ القرار 2720 بما يكفل دخول المساعدات”.
وأشار إلى أن “أوبئة جديدة تلوح في الأفق، وما يحدث في قطاع غزة ليس أزمة فحسب بل كارثة مطلقة”.
وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول 2023، اعتمد مجلس الأمن القرار 2720، الداعي إلى اتخاذ “خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار” بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع.
وفي مجلس الأمن، قال ابن جامع “نواجه تحديات إيصال وتوزيع الغذاء في غزة نتيجة سياسة إسرائيل”.
وأضاف: “أحلام الأطفال في غزة دمرت بسبب قوة الاحتلال الإسرائيلية الهمجية”.
فلسطين: مجلس الأمن فشل في الحد من المعاناة
من جهته، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن مجلس الأمن فشل في الحد من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، مشددا على أن الوقف الفوري لإطلاق النار هو أول خطوة لوقف هذه المعاناة.
واعتبر منصور أن “هذا المجلس فشل” في الحد من المعاناة الإنسانية في غزة.
وأضاف: “لنا أن نستمر في عد وحصر عدد شاحنات الإغاثة (المتوجهة إلى غزة) والحديث عن المسارات (التي يمكن أن تصل عبرها) والتفكير في بدائل لها، لكن يبقى المقياس الحقيقي لنجاحنا هو مدى قدرتنا على تخفيف المعاناة الإنسانية”.
ورأى أن “استمرار معاناة الفلسطيني هو هدف إسرائيل” في حد ذاته، متوقعا أن تعمل تل أبيب على إفشال أي حلول قد يتم اقتراحها خلال جلسة مجلس الأمن للحد من المعاناة الإنسانية في غزة”.
وشدد على أن “أول خطوة لا غنى عنها (لوقف هذه المعاناة) هي وقف فوري لإطلاق النار”.
وتساءل مستنكرا: “جميعكم تطالبون بوقف فوري لإطلاق النار (على غزة)، فما الذي يحول بينكم وبين مقتضيات وقف إطلاق النار؟”.
وأردف: “إن كنتم أنتم أعضاء مجلس الأمن العظيم القوي غير قادرين على أن تكبحوا جماح جهة (يقصد إسرائيل) تنتهك القانون الدولي عبر قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، فعليكم أن تراجعوا سلطاتكم والسلطات الممنوحة لمجلسكم”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات