جاء خطاب زعيم حركة “أنصار الله” اليمنيّة، عبد الملك الحوثي، الخميس، محملاً بتأكيد على أن الانتقام من العدوان الإسرائيلي على الحُديدة قادم بمزيدٍ من العمليات تستهدف تل أبيب.
في الاثناء، أعلن الحوثيون، الخميس، استئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان بواقع ثلاث رحلات يوميا، بعد توقف استمر منذ بداية يونيو/حزيران، وفي أول خطوة تنفيذية للاتفاق، المعلن عنه مؤخرا برعاية أممية، بينهم والحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليا.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إن مقاتلات أمريكية وبريطانية جددت القصف على مطار الحديدة الدولي. وقالت قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم حركة “أنصار الله”، “إن العدوان الأمريكي البريطاني استهدف، الخميس، مطار الحُديدة الدولي بخمس غارات”.
وتعرّض مطار الحديدة ومرافقه لنحو 50 غارة منذ بدء القصف الأمريكي والبريطاني على أهداف في اليمن تقول واشنطن ولندن إنها للحوثيين، بتاريخ 12 يناير/ كانون الثاني.
الرد الحتمي
وتوعد زعيم حركة “أنصار الله”، بردٍ آتٍ لابد منه لعدوان إسرائيل على الحديدة.
وقال: “الرد آت لابد منه، على ما قام به العدو الإسرائيلي من عدوان على الحديدة وعملياتنا متواصلة في المرحلة الخامسة”. وأكدَّ أن “المزيد آت من العمليات التي تستهدف تل أبيب “. وزاد: “إن استهداف تل أبيب يعني أن فلسطين المحتلة لم يعد فيها مكان آمن لليهود الصهاينة”.
وأضاف، في خطابٍ بثتهُ قناةُ المسيرة: “موقف شعبنا اليمني قوي جدا، وهو ثابتٌ عليه لن يتزحزح عنه، مهما كانت ردة فعل العدو استعراضية أو مهما نتج عنها”.
وتابع:” كل ما يحصل من جانب العدو الإسرائيلي سيكون محفزا أكثر على الانتقام، ومواصلة نُصرة الشعب الفلسطيني، وهو الهدفُ الأساس”.
وأشارَ إلى تدشينهم في جبهة الإسناد من اليمن المرحلة الخامسة من التصعيد بعملية إلى يافا المحتلة نهاية الأسبوع الماضي.
وقال: “طائرة يافا قطعت مسافة أكثر من 2200 كم، مخترقة كل الأسوار والأطواق التي يحتمي بها العدو، مِن قِبل حُماته ومَن يتجندون لدعمه”.
واعتبر” استهدافُ تل أبيب الوكر، الذي فيه أهم المنشآت والمراكز، يمثلُ نقطة حساسة لألم العدو وتكبره وتغطرسه”.
وأكدَّ زعيمُ الحوثيين، أن “عملية يافا كانت لاستهدافِ هدفٍ محدد ومقصود، وتمت إصابته بدقة من المسافة البعيدة، وهذا أرعب الإسرائيلي والأمريكي”.
وقال: “نريدُ أن يكون الصهاينة في منتهى القلق، وألا يناموا ولا ينعموا أبدا بالاستقرار، لأنهم محتلون مجرمون وظالمون”.
احتفاء الكونغرس بنتنياهو إجرام
وتطرّق لما حظي به رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، من احتفاءٍ في الكونغرس الأمريكي.
وقال الحوثي إن هذا “الاحتفاء بنتنياهو هو احتفاءٌ بالإجرام والطغيان والإبادة الجماعية، وهو يدلُ على مستوى الدور الأمريكي المشترك في هذه الإبادة الجماعية”.
وأضاف: “في الكونغرس وقفوا لنتنياهو 58 مرة، وصفقوا له بحرارة أكثر من 75 مرة، يعني أكثر مِن القيام والوقوف للرؤساء في أمريكا “.
وأشار إلى قول نتنياهو إن “الشرق الأوسط يغلي والصراع ليس بين حضارات، وإنما بين البربرية والتحضر”.
وقال عبد الملك الحوثي: ” إذا أضفنا البربرية “الإسرائيلية” والتحضر “الفلسطيني” في جملة نتنياهو فستكون أصدق جملة في خطابه”.
وزاد، “نتنياهو شكا من عملية يافا، ونحن نؤكد له أن المزيد من العمليات التي تستهدف “تل أبيب” آت بإذن الله”.
وذكر أن مسار العمليات اليمنيّة المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق سيشهد تطورا مهما في المرحلة المقبلة.
مصدر سياسي يمنيّ، فضل حجب هويته، اعتبر ما ورد في خطاب زعيم الحوثيين “تأكيد واضح أن هناك ردا مهما كانت النتائج، بل إنه كرر الأمر في خطابه غير مرة، متوعدا بالانتقام لعدوان إسرائيل على الحُديدة، كما حدد أن الاستهداف لمدينة تل أبيب سيكون بالمزيد من العمليات، وفي جملة أخرى أكدَّ أنه لم يعد هناك مكان آمن لليهود الصهاينة في فلسطين المحتلة، مما يؤشر أن المنطقة مقبلة على منعطفٍ في هذه الحرب التي تشهدها غزة، ومن المحتمل أن تتحول إلى حرب شاملة في حال حقق الحوثيون ما أعلنوه عنه ، وترجموا ذلك في مفاجآت على صعيد القدرات، وفي المقابل أصرّت واشنطن على الامعان في دعم ارتكاب مزيدٍ من الجرائم في غزة”.
وأضاف في تصريح لـ”القدس العربي”:” كما أن الاحتفاء المبالغ فيه الذي أبداه الكونغرس الأمريكي بخطاب نتنياهو يُدلل أن واشنطن لم تتعلم من درس غزة، وها هي تؤكد وقوفها بكل ثقلها، وبشكل لا يليق بمؤسساتها الديمقراطية كالكونغرس مثلا، خلف جرائم إسرائيل في غزة، بما فيها عملياتها في البحر الأحمر ضد الحوثيين والقصف داخل اليمن وفي جنوب لبنان. وسأل: هل تدرك واشنطن إلى أين تقود المنطقة في حال استمرت بدعمها اللامحدود واللاأخلاقي لجرائم إسرائيل، وهي تغرق بالدم في غزة، وتخوض حربا مازال أفقها مفتوحا لاحتمالات لا حدود لها للأسف؟!”.
في هذه الأثناء، قالت القيادة المركزية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، الخميس، إن قواتها “نجحت خلال الـ 24 ساعة الماضية في تدمير صاروخين مُعدّين للإطلاق تابعين للحوثيين، في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
استئناف الرحلات الجوية
في سياقٍ متصل، أعلن الحوثيون، الخميس، استئناف الرحلات الجوية إلى العاصمة الأردنية، في أول خطوة تنفيذية للاتفاق الأخير المتعلق بخفض التصعيد، والمبرم مع الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليا.
وكانت الرحلات الجوية من صنعاء إلى عمّان قد توقفت مستهل يونيو/ حزيران نتيجة خلاف بين الحوثيين والحكومة اليمنيّة بشأن إدارة الناقل الجوي الوطني.
وذكر بيان لإدارة شركة الخطوط الجوية اليمنيّة في صنعاء (التابعة للحوثيين)، إنه تم استئناف الرحلات وفق الاتفاق الأخير بواقع ثلاث رحلات يوميا ابتداء من الخميس.
وأوضحت:” فيما يتعلق بالوجهات من مطار صنعاء الدولي إلى مصر والهند فيتم العمل عليها حاليا، وسيتم الإعلان عنها قريبا بعد استكمال الترتيبات الفنية للتشغيل”.
وقال مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشريف، في تصريحٍ تلفزيوني، إن جواز السفر الصادر من صنعاء معتمد، وإن سفر المسافرين إلى الأردن في الفترة الماضية كان من خلال جوازات السفر الصادرة من صنعاء.
تعليقات الزوار
لا تعليقات