أخبار عاجلة

مقتدى الصدر: مجازر الاحتلال تكشفت كذب الشعارات الإنسانية الأمريكية حول فلسطين

اعتبر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أنها جزء من صراع السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن الحادثة أثبتت زيف ادعاءات واشنطن برعاية الحرية والديمقراطية في العالم، فيما أكد أن ما يجري في فلسطين وقطاع غزّة، كشف زيف الشعارات الإنسانية الأمريكية.
وذكر في «تدوينة» له أنه «علينا أن نأخذ العبرة من كل ما يحدث في عالمنا الصغير هذا، وبالأخص مما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، من صراع على السلطة وخروج الديمقراطية والانتخابات عن مسارها السلمي، حيث محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي للرئاسة (ترامب)».
وأضاف: «بغض النظر عن أنها حقيقية أو أنها مقطع من فلم أعد سابقاً، فإن ما حدث ينبئ عن أن أمريكا وادعاءاتها بأنها الدولة العظمى أو أنها (راعية الحرية) أو أنها (داعمة الديمقراطية الأولى) أو أنها ناشرة (السلام) ونابذة العنف، إنما هو أمر زائف وكاذب ومجرد ادعاءات لا صحة لها» مبينا أنها «رسالة واضحة إلى شبابنا الذين يميلون للغرب ظناً منهم أنهم دعاة سلم ورعاة ديمقراطية أو حرية». وتابع: «إذن، فليتعظ دعاة الغرب والتحرر ولينظروا بنظرة الاعتدال والإنصاف وليعوا أن كل أفعال الغرب عبارة عن أكاذيب ليس لها أي مصداقية أو شفافية كما يعبرون» مؤكدا أن «عملية الاغتيال هذه ليست إلا سلسلة من الأدلة الدامغة على تلاعب الغرب بأدمغة الشباب العربي والإسلامي ودول العالم الثالث كما يسمونهم، كما في مناظرتهم الأخيرة التي كانت عبارة عن سجال لا طائل منه».
وأشار أيضاً إلى أن «فلسطين وغزة قد كشفت ألاعيبهم الخداعة، وكذب شعاراتهم الإنسانية والمدنية وغيرها كما صدعوا رؤوسنا بها منذ عشرات الأعوام. نعم، فإنه كما يوجد في دولنا بل في عراقنا مجرمون يمكرون بدولهم وشعوبهم أو بعراقنا وشعبه، فكذلك في أمريكا هناك ثلة مجرمة تتحكم بمصائر شعبها وقوته وحقوقه. إلا أنهم لا يمكرون إلا بأنفسهم وهم لا يشعرون».
واعتبر حادثة اغتيال ترامب بأنها «رصاصة الرحمة في جسد ديمقراطيتهم وحريتهم وسلمهم وأمنهم. ولعلها بداية لما هو أشد وأنكى من ذلك. بل إنها أعطت صورة مخجلة للعالم عن تلك (الدولة العظمى) وسوف لن تكون أمريكا من الآن فصاعداً أمثولة في الإنسانية والحرية والديمقراطية، بل وعلى جميع دول العالم التي تحذو حذو أمريكا وبل كل المجتمعات الشرقية أن تلغي أمريكا من قائمة الدول التي تقلدها وتبجلها، فإن ما حدث كان مخجلاً وفضيحة من العيار الثقيل بكل الموازين».

زعيم التيار الصدري دعا الشعب الأمريكي إلى أن «يعي ويفهم ما حدث وأن يتخلص من تكبر مجرميه الذين سيطروا على المجريات السياسية عندهم وحرموا الجميع من التداول السلمي للسلطة» مبيناً أن «ما حدث بداية نهاية تمثيلية الجمهوريين والديمقراطيين التي لم تنطل لا علينا ولا على الكثير من شعبهم».
يأتي ذلك في أعقاب إدانة رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، محاولة اغتيال ترامب، مشدداً على أنه «لا ينبغي أن يكون للعنف مكان في السياسة».
وفي «تدوينة» له قال بارزاني: «أشعر بقلق بالغ إزاء محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب» وفيما أدان «استخدام العنف لحل الصراعات السياسية» أشار إلى أنه «لا ينبغي أن يكون للعنف مكان في السياسة اليوم».
وأعرب عن تعاطفه مع ترامب وعائلته وجميع الضحايا المتضررين من الهجوم.
كذلك، أدان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، أيضاً إطلاق النار على ترامب في هجوم وصفه بـ«الإرهابي».
وقال في «تدوينة» له: «ندين بأشد العبارات الهجوم على الرئيس دونالد ترامب ونتمنى له الشفاء العاجل» معبراً عن تضامنه مع «ضحايا هذا الهجوم الإرهابي ومساندتنا للولايات المتحدة الأمريكية».
وباستثناء الموقف الكردي، لم يصدر من المسؤولين والسياسيين العراقيين أيّ مواقف مشابهة تجاه الحادث.
وغالباً ما ينتقد السياسيون الشيعة في العراق الدور الأمريكي في البلاد والمنطقة، ويعتبرون وجود قواتهم في العراق أنها «محتلّة».
وفي أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2018، أجرى ترامب وزوجته ميلانيا زيارة سريّة استمرّت ثلاث ساعات إلى قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار الغربية، والتقى بقوات بلاده هناك، من دون لقاء أيّ مسؤول عراقي.
وأطلق ترامب حينها تصريحات أثار موجة غضب سياسي في العراق، ذكر فيها إن سبب زيارته هو أن يشكر بنفسه الجنود لمساعدتهم في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» وأوضح أن «بوسع الولايات المتحدة استخدام العراق كقاعدة أمامية إذا أردنا القيام بشيء ما في سوريا».
وفي الوقت الذي تخوض فيه السلطات العراقية مفاوضات مع «التحالف الدولي» بزعامة واشنطن، تمهيداً لسحب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية وتحويل طبيعة العلاقة بين الطرفين من عسكرية إلى بقية المجالات، يحثّ سياسيون شيعة على أهمية إتمام هذا الملف بأسرع وقت.
في هذا الشأن، أكد رئيس «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، للسفيرة الأمريكية إلينا رومانيسكي، أهمية إنهاء ملف التحالف الدولي.
وقال في بيان صحافي، «التقينا سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى بغداد وبحثنا في تطورات العلاقة الثنائية بين بغداد وواشنطن، حيث شددنا على تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين على أن تكون مفيدة ومنتجة للطرفين».
وأشار الحكيم إلى أهمية «إنهاء ملف التحالف الدولي لمواجهة داعش» داعيا إلى «علاقات ثنائية بين العراق وبعض دول التحالف بما يحقق المصلحة ويحفظ السيادة».
وأوضح أن «الاستقرار المتحقق حاليا على المستوى السياسي والاجتماعي والأمني جاء بعد تضحيات جسام قدمها العراقيون من كافة المكونات» مؤكداً أن «حفظ استقرار العراق يصب في مصلحة استقرار المنطقة والعالم». عن أزمة غزة جدد الحكيم، حسب البيان، دعوته «لإيقاف فوري للحرب، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة».

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات