أخبار عاجلة

أحزاب تونسية تستنكر «مجزرة الطحين» وتطالب باستدعاء سفراء الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي

 استنكرت أحزاب تونسية قيام جيش الاحتلال بارتكاب «مجزرة الطحين» التي أسفرت عن استشهاد وإصابة حوالي ألف فلسطيني في قطاع غزة.
واستشهد أكثر من 100 فلسطيني وأصيب نحو 800 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الأربعاء، بينما كانوا ينتظرون المساعدات عند دوار النابلسي شمال قطاع غزة.
وأصدر حزب التيار الشعبي بياناً استنكر فيه «استمرار آلة الإجرام الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بدعم مباشر ومشاركة من قوى الاستعمارية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على مرأى ومسمع من كل العالم. وقد وصل الأمر بالصهيونية حد قصف المدنيين العزل، وهم بصدد الحصول على المساعدات الإنسانية، ما أسفر عن ارتقاء المئات من الشهداء والجرحى».
وأضاف: «أمام حرب الإبادة والتجويع المستمرة التي تشنها العصابات النازية الصهيونية، نتوجّه في التيار الشعبي إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار العالم بالنداء من أجل تصعيد كل أشكال الاحتجاج دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة في كل الساحات. وتسليط كل الضغط الشعبي لإجبار إدارة التوحش الإمبريالي الأمريكي على لجم أداتها الإجرامية المسماة «إسرائيل» وفرض وقف إطلاق النار ووصول المساعدات للشعب الفلسطيني».
كما دعا لـ»المشاركة بكثافة في الوقفات الشعبية ليوم السبت بالعديد من المدن التونسية، ومنها وقفة العاصمة أمام المسرح البلدي بداية من الساعة الرابعة مساء، داعياً إلى تعميم هذه الوقفات في كامل البلاد».
وطالب الحزب السلطات التونسية باستدعاء سفراء الاتحاد الأوروبي وأمريكا و»إبلاغهم رفض ما يقوم به الكيان الصهيوني، والتنديد باستمرار دعمهم له بعد كل الجرائم التي ارتكبها في حق الإنسانية».
واعتبر أن «تحرك الشعوب في إطار وحدة الساحات ووحدة الشعارات والمطالب التي ترفعها الجماهير مساهمة في نصرة الحق هو السلاح المتاح لكل الأحرار في العالم لوضع حد لجرائم الصهيونية وإنقاذ الإنسانية جمعاء».
وكان مجلس الأمن الدولي عقد الخميس، جلسة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لمناقشة مسألة إصدار الدول الأعضاء بيانًا ردًا على «مجزرة الطحين»، لكنه فشل في إطار بيان حولها، بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
وتساءل الخبير الأمم السابق ورئيس حزب المجد، عبد الوهاب الهاني: «إلى متى هذا العجز الدّولي عن ردع المعتدي؟ هل سيبقى مجلس الأمن صامتاً بعد القصف الإجرامي لقافلة الإغاثة الإنسانيَّة في غزَّة واستهداف المدنيِّين الباحثين عن غطاء وشربة ماء ولُقمة غذاء وجُرعة دواء، واستشهاد مئة منهم وجرح حوالي ألف، في جريمة إبادة بَشِعَة وجريمة حرب نكراء وجرائم متواترة ضدَّ الإنسانيَّة؟ إلى متى سيبقى الإعلام الغربي وجزء من الإعلام العربي سجين روايات التَّبرير لبروباغاندا الاحتلال وتوابعه وأذرعه الإعلاميَّة والدّبلوماسيَّة؟ اللَّهُمَّ كُنْ نصيرًا لأهل غزَّة المرابطين تحت القصف الإبادي وحصار التَّجويع الإجرامي، واجعل غزَّة مقبرة الغُزاة».
فيما جددت حركة النهضة تضامنها مع المقاومة الفلسطينية، كما نددت بـ»جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين ومن يدعم عدوانه على غزة بكل الوسائل والإمكانات».
ودعت إلى «توسيع جبهة أحرار العالم المطالبين بفلسطين حرّة»، مؤكداً رفضها «استعمال القضية الفلسطينية موضوعاً للمزايدة السياسية أو لتصفية الحسابات الداخلية في أي قطر واللهث وراء العائد السياسي من وراء ذلك حتى لا يتم تدنيس قداسة القضية في بعدها التحريري والإنساني».
وكتب المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة: «باستثناء قوى المقاومة في ساحات عربية أربع، يجب الاعتراف بأن كل القوى والتيارات والتنظيمات العربية -إضافة إلى النظم الحاكمة وشعوبها- هي اليوم في أدنى درجات ضعفها لا حول لها ولا قوة في تقرير مصير العالم العربي ولا يحسب لها المتنفذون في ترتيب المنطقة أي حساب، ولن تكون إلا القوى المقاومة بما تملك من أوراق على طاولة الترتيب العالمي الجديد وقواه المتصارعة».
وأضاف: «نجاح هذه القوى الشريفة أو انكسارها في فرض إرادة الأمة والدفاع عن مصلحتها يبقى رهن إرادتها وصبرها الشريف ورهن عون الله ورعايته. البقية ليست سوى أرقام ضعيفة سيتم توظيفها وفرض الترتيبات عليها بالتسويات أو حتى بافتعال الانتفاضات ومظاهر الغضب أو استعمالها في الضغط وإبراز الطابع «التوافقي» للترتيبات».
وتابع بالقول: «من أراد من التيارات الكبرى أن يكون طرفاً في صنع مصير هذه الأمة والمنطقة بعيداً عن دور وظيفي حقير، فعليه أن يتفرغ لبناء ذاته ومراجعة أوهامه والاستفادة من دروس القوى المقاومة ليعرف كيف بنت الإنسان المريد والفاعل وكيف ضمنت حاضنة شعبية تحبها وتسندها، غير ذلك دوران في فخاخ القوى الاستعمارية التي توهمك بالفعل وأنت في موضع المفعول به».

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات