أخبار عاجلة

سعيد يتهم مرشحي انتخابات الرئاسة بـ”خدام الصهيونية”

اتهم الرئيس التونسي قيس سعيد، مرشحي الانتخابات الرئاسية بـ”الارتماء في أحضان الخارج” و”العمالة للصهيونية”، فيما دعته المعارضة إلى الابتعاد عما سمته “خطاب التقسيم”.

وخلال استقباله، الأربعاء، وزيرَ الداخلية كمال الفقي ومسؤولين أمنيين، أكد سعيد أنه “لا تسامح مع من يرتمي في أحضان الخارج استعدادا للانتخابات، ويتمسّح كل يوم على أعتاب مقرات الدوائر الأجنبية. فمرة يقال فلان مرشح مدعوم من هذه العاصمة أو تلك، ومرة يشاع اسم شخص يتخفى وراءه آخر ويُقدّم على أنه مدعوم من الخارج من هذه العاصمة أو تلك. والمترشح المتمسّح على الأعتاب لا تعنيه إلا الجهة التي وعدته بالدعم، ولا شأن له إطلاقا لا بمصلحة الشعب التونسي ولا بتونس، هذا فضلا على أن الذي يبحث على الدعم والمساندة من الدوائر الاستعمارية تحتقره نفس هذه الدوائر” وفق تعبيره.

كما دعا إلى “الملاحقة القضائية لعدد من عملاء الحركة الصهيونية وتطبيق الأحكام المتعلقة بالاعتداءات على أمن الدولة الخارجي التي نصّت عليها أحكام المجلة الجزائية”. وأوضح سعيد أن “عددا من الأشخاص ممّن يتظاهرون بوقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني كانوا مُخبرين ولازالوا، وكانوا يتقاضون مبالغ مالية من الصهاينة المعتدين الغاصبين”.

وأضاف في بيان رئاسي نُشر فجر الخميس على موقع فيسبوك: “ومن المفارقات الغريبة التي تشهدها تونس هذه الأيام، أن من جَهَر صراحة بخيانته وعمالته، بل وندّد بكل وقاحة بحق الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه كاملة، وهو في الخارج، لم تُثر ضده أي قضية أمام المحاكم التونسية. كما أن الذي اعترف على رؤوس الملأ بدعم حملته الانتخابية سنة 2019 من الحركة الصهيونية، صار اليوم معارضا في الخارج ويتقاضى إلى حد اليوم من نفس هذه الحركة التي تشن حملة إبادة ضد الشعب الفلسطيني، ملايين طائلة لضرب بلاده”.

وتابع بقوله: “ومن بين الطرق التي لجأوا إليها هذه الأيام، وسائل إعلام مأجورة يتم الاستعداد لبعثها، أو برامج تلفزية يتم الترتيب لبثها، أو صفحات في وسائل التواصل الاجتماعي معلومة مواقعها”.

كما أشار سعيد إلى أن “أحد الذين يُقدّمون أنفسهم كل يوم من الخبراء في السياسة والاستراتيجيات وكان ترشّح في السابق في قائمة أحد الأحزاب، مدفوع الأجر من قبل الصهيوني الذي كان يتجول بكل حرية في أروقة قصر باردو ويُملي أحكامه لتفجير الدولة والمجتمع”.

سياق انتخابي

وأثارت تصريحات سعيد جدلا واسعا على مواقع التواصل، حيث كتب النائب السابق أنور بن الشاهد: “الواضح أننا في سياق انتخابي، وأن كل تحركات الرئيس التي تكثفت في الآونة الاخيرة تندرج ضمن هذا السياق ومنها هذا الخطاب. والخطابات في السياقات الانتخابية عادة تقف عند الإنجازات وتعطي تصورات للفترة القادمة”.

وأضاف: “انطلاقا من هنا، واضح أن الفترة القادمة -إن تم إعادة انتخاب الرئيس- لن تخرج عن سابقتها، أي حديث متكرر عن الاحتكار والعمالة وعن الخصوم السياسيين، وتركيز كبير على الجانب السياسوي الذي لم يقنع التونسيين، بدليل نسب المشاركة في مختلف الانتخابات، وبالتالي، فإن نتائجها لن تختلف أبدا عن حصيلة الخمس سنوات المنقضية، وميزتها التهرب من المشاكل الحقيقية والتنصل من المسؤولية، وقد شاهد التونسيون تبعاتها، من انتشار البطالة وتدهور مقدرتهم الشرائية وتراجع حرياتهم وصعوبة التزود بأبسط مقتضيات العيش”.

وتابع بالقول: “على المستوى السياسي، حيز هام خصصه الرئيس لتشويه خصومه كأن لسان حاله يقول: “انتخبوني أنا لأنني أقلهم سوءا”، وما كلهم بأسوأ منه ولا التونسيون يريدون الأقل سوءا وإنما الأفضل لإدارة شؤونهم. وفي كل الحالات، الرئيس مُطالب -سياسيا وأخلاقيا- باستعراض حصيلته وبتحمل مسؤولية سياساته فيها بالسلب أو الإيجاب”.

واعتبر أن ما يحتاجه التونسيون هو “رئيس جامع يضع نصب عينيه فقط ضمان الرفاه والارتقاء للشعب بأكمله، وهذا يأتي بالتنمية ورفع النمو والعدالة في كل مستوياتها: اجتماعية، جبائية، قضائية. رئيس مستعد أن يتجاوز ذاته بما تحمله من تشوهات ومعتقدات كانت رائجة في السبعينات وتجاوزها الزمن، قادر على أن يجمع كل قوى البلاد من أجل تحقيق هذه الرفاه للبلاد. وقيس سعيد لا تتوفر فيه الشروط الدنيا هذه”.

وعلقت الباحثة والناشطة السياسية رجاء بن سلامة على تصريح سعيد بالقول: “هذا يعني أن من يترشح ضد الرئيس هو عميل وخائن وشبكات إجرامية وصهيونية وتمسّح على أعتاب أطراف خارجية ولوبيات وتأجيج الأوضاع و..”.

وأضافت: “هل هذا معقول يا هيئة الانتخابات؟ حملة انتخابية مبكرة وفيها هجوم على أي متنافس ممكن؟ يا إلهي.. هل هذا كلام يمكن أن يطمئن ويزرع الثقة ويصالح؟ ويجب علينا السكوت وإلا فسيف المرسوم 54 (الخاص بالجرائم الإلكترونية) فوق رؤوسنا!”.

خطاب مكرر

القيادي في حزب التيار الديمقراطي، هشام العجبوني، خاطب الرئيس قيس سعيد، بقوله: “والله لو حققت إنجازات حقيقية لصالح الشعب منذ تولّيك السلطة في 2019، لما التفت أحد للمناوئين والمخبرين والمتمسّحين على أعتاب السفارات، ولكن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحت قيادتكم بصدد التدهور يوما بعد يوم”.

وتساءل العجوني: “متى ستغيّرون طريقة ممارستكم للسلطة، وتقدمون للتونسيين خطابا إيجابيا يبعث فيهم الأمل عوض الإحباط؟ متى ستعي أنك رئيس كل التونسيين وليس رئيس جزء منهم؟ متى ستفهم أن التونسيين انتخبوك لتحسّن واقعهم وليس لتشتم المعارضة ليلا ونهارا؟ متى ستفهم أن تكرار نفس الخطاب ونفس العبارات ونفس التهديدات منذ أكثر من سنتين، هو إقرار بالفشل في تحقيق إنجازات ملموسة للتونسيين؟ متى ستفهم أن دورك هو تجميع كل الطاقات وليس تقسيم التونسيين وضرب مقوّمات العيش المشترك؟”.

هلوسات منتصف الليل

بدوره، كتب رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني: “ما هذا؟ بلاغ متوتِّر مُطَلْسَم لا يكاد يُبين لرئاسة الجمهوريَّة قُبَيْلَ منتصف اللَّيل بقليل، تخلَّلته بعض الأخطاء والمُفردات فاقدة المعنى عَلِيلة المبنى، أو هُو “الهَذَيَان” أو “الذُّهان” أو “هَلْوَسَاتُ” أرق منتصف اللَّيل. وجمل “لا رأس ولا أساس”، وإطلاق الاتِّهامات جزافا على أطراف وأشخاص “أشباح” اتَّهمها بالعمالة للحركة الصُّهيونيَّة تسعى لمنافسته في الانتخابات الرِّئاسيَّة. فهل يقصد رئيس الجمهوريَّة رئيس حكومته للتَّدابير الاستثنائيَّة أو وزيره للتَّدابير الاستثنائيَّة للخارجيَّة أو زميله للدَّاخليَّة أو زميله للفلاحة أو زميله للشُّؤون الاجتماعيَّة وزُمرة المتسابقين نحو الخلافة من مُحيطه المقرَّب، عندما يتحدَّث عن “الَّذين يرتمون في أحضان الخارج” و”أن الذي يبحث على الدَّعم والمساندة من الدَّوائر الاستعماريَّة تحتقره نفس هذه الدوائر؟”.

وأضاف: “في دولة تحترم نفسها، يُعرض وُجوبا من صاغ البلاغ الرِّئاسي اللَّيلة على تحليل نسبة الكحول والمخدِّرات في الدَّم وغيرها من حُبوب الهلوسة والمؤثِّرات العقليَّة الممنوعة، ويُعرض وجوبا على الطِّبّ الشَّرعي النَّفسي والعقلي، وتَفتحُ وجوبا النِّيابة العامَّة تحقيقا في الاتِّهامات الهلوسيَّة الواردة في ثنايا البلاغ”.

وتابع الهاني: “البيان ينسب الكلام لرئيس الجمهوريَّة، فهل يعي رئيس الحمهوريَّة ما يقول؟ ومن يريد أن يُظهر رئيس الجمهوريَّة بهذا الذُّهان والهذيان؟”.

وتأتي تصريحات سعيد قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية، والتي أكد رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر أنها ستُجرى في موعدها بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول المقبلين

 

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات