سلطت مجلة “إيكونوميست” الأمريكية الضوء على تهديدات جماعي الحوثي اليمنية لمضيق باب المندب الذي يعد شريان اقتصادي مهم في البحر الأحمر والذي يؤثر إغلاقه على قناة السويس ويزيد من أزمة نظام عبد الفتاح السيسي في مصر ويهدد أيضاً الاقتصاد العالمي، حسب وصف المجلة.
ويبعد باب المندب أكثر من ألف ميل من غزة، وهو مضيق ضيق بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وهو منفذ البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.
ويوماً بعد آخر تصبح المنطقة أكثر خطورة مع تبني جماعة الحوثي في اليمن استهداف السفن في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
4 شركات كبرى تستغني عن قناة السويس
وفي 9 كانون الأول/ديسمبر 2023 حذر الحوثيون من أنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
ومع تصعيد الحوثي ضد السفن الغربية في باب المندب أعلنت 4 من أكبر خمس شركات شحن حاويات في العالم، إيقاف أو تعليق خدماتها في البحر الأحمر، وهو الطريق الذي يجب أن تمر عبره حركة المرور من قناة السويس.
والشركات هي “ميرسك” و”أم أس سي” و”هاباغ ليود” و”سي أم أيه سي جي أم”، وهذا الوضع حسبما ذكرته إيكونوميست وترجمته (وطن) قد يؤدي لتداعيات كبيرة سواء على الاقتصاد العالمي ودول إقليمية، مثل اقتصاد نظام السيسي ومخاطر التصعيد العسكري.
ويعني استغناء تلك الشركات عن السويس أنها ستلجأ إلى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يزيد من رحلة السفينة 11 يوما تقريبا، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من تأخير سلاسل الإمداد ويسبب أزمة عالمية.
إيكونوميست تؤكد أن السيسي في مأزق!
ووفقاً لذلك فإن ما ذكره رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع بأن حركة الملاحة بالقناة المصرية منتظمة وأن نسبة تأثير هجمات الحوثيين ضئيلة منافي للواقع.
وزعم ربيع رغم تلك التقارير أن قناة السويس ستظل فعالة لكونها الطريق الأسرع والأقصر، رغم أن الشركات الأربعة التي أوقفت أو علقت خدماتها تشكل نسبة 53 بالمئة من تجارة الحاويات العالمية فضلاً عن أن شركات أخرى عديدة ستحذوا حذوها وفق إيكونوميست.
ويدل على الأزمة الكبيرة لنظام السيسي ويؤكدها تلك المنشورات التي أصدرتها هيئة قناة السويس، الأسبوع الماضي.
وأصدرت الهيئة بحسب ما نشرته وسائل إعلام مصرية 9 منشورات ملاحية تتضمن تعديل التخفيض الممنوح لسفن الحاويات وناقلات الكيماويات ومشتقات الناقلات البترولية، مع العمل بالتخفيضات الممنوحة لناقلات الغاز البترولي، وسفن بضائع الصب الجاف، وناقلات الغاز الطبيعي المسال، وذلك حتى 30 يونيو 2024.
ويتضمن المنشور منح السفن القادمة من الساحل الشرقي للأمريكيتين والخليج الأمريكي والمتجهة مباشرة إلى جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا مع تعديل بعض البنود لتمنح سفن الحاويات القادمة من ميناء نورفولك وما شماله، ومتجهة إلى موانئ بورت كيلانج وما شرقه، تخفيضًا قدره 40%.
أما سفن الحاويات القادمة من الموانئ جنوب نورفولك ومتجهة إلى موانئ بورت كيلانج وما شرقه، فتُمنح تخفيضًا قدره 60% بجانب منح تخفيض 50% للسفن القادمة من موانئ كولمبو وما شرقه حتى ما قبل ميناء بورت كيلانج.
واعبر ناشطون ذلك بمثابة حصار جزئي من قبل الحوثيين للسيسي ونظامه الذي يحاصر بدوره غزة مشاركا الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه، ولو صرح علانية بعكس هذا، حسب وصفهم.
ووفق الإيكونوميست أيضا فإنه في مواجهة تلك المخاطر تتحول صناعة الشحن العالمية إلى وضع الطوارئ وقد تعمل واشنطن على مهاجمة الحوثيين عسكرياً من أجل إعادة الأمان للممر الحيوي.
ويتمثل التدخل العسكري الأمريكي المتوقع وفق المجلة الأمريكية في تشكيل قوة عسكرية متعددة الجنسيات بقيادة البحرية الأميركية قبالة الساحل اليمني في محاولة لردع الحوثيين عن الصعود على متن السفن بالقوة.
لكن “إيكونوميست” ترى أنه من المهم إجراء خطوات دبلوماسية قد تساعد على تهدئة الأزمة في منطقة باب المندب، عبر السعودية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات