أخبار عاجلة

إسرائيل تختبر صبر حزب الله بغارات بالفوسفور الأبيض

 تشن إسرائيل غارات محودة ومحددة الأهداف في جنوب لبنان متسببة في حلات هلع وأحيانا قتلى في صفوف حزب الله اللبناني الذي يطلق بدوره قذائف صاوخية على أهداف إسرائيلية في الجهة المقابلة نادرا ما تتسبب في خسائر بشرية في ما يشبه معركة جس نبض من الطرفين لكن الرد الإسرائيلي أو تلك الهجمات لم تصل إلى الدرجة التي تشعل حربا رغما أن الجماعة الشيعية اللبنانية هددت في السابق بردّ يزلزل تل أبيب إن هي احتكت بلبنان عسكريا.

ولم تخرج تهديدات حزب الله عن سياق ضجيج من التهديدات المماثلة التي أطلقتها حليفته إيران في مشهد يشير بوضوح إلى عدم الرغبة في الانخراط أو الانجرار إلى حرب إقليمية بينما بدت إسرائيل بدورها كمن يختبر صبر الحزب الذي يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة بينها صواريخ متطورة قال إنها قادرة على ضرب قلب تل أبيب.

وفي أحدث احتكاك عسكري تسبّبت غارة إسرائيلية خلال الليلة الفاصلة بين الأربعاء الخميس في اندلاع حريق بجنوب لبنان تمدّد إلى محيط عدد من المنازل من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من احتوائه، فيما اتهم مسؤولون لبنانيون إسرئيل بقصف غابات البلدات الحدودية بقذائف الفسفور الأبيض المحرمة دوليا في إطار سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها، في غمرة التصعيد العسكري بين حزب الله والدولة العبرية.

وقال جان غفري رئيس بلدية علما الشعب التي تتعرض أطرافها لقصف إسرائيلي منذ قرابة أسبوعين على وقع التصعيد في قطاع غزة المحاصر "وصل الحريق إلى أطراف البلدة بعد منتصف الليل ولا يزال مستمراً حتى اللحظة واقترب من محيط عدد من المنازل".

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان عن سكان في البلدة مناشدتهم قوات يونيفيل والجيش اللبناني والدفاع المدني ضرورة التدخل السريع والعمل على إطفاء النيران التي اندلعت جراء القصف الاسرائيلي.

وأوضح غفري أن فرقاً من الجهات المذكورة مع متطوعين من البلدة يصارعون النيران "من دون أن يتمكنوا حتى اللحظة من السيطرة عليها بسبب سرعة الرياح"، بينما أظهرت ألسنة النار تحاصر منازل في البلدة بعدما أتت على مساحات من أشجار الزيتون المزروعة بكثرة في المنطقة. 

واتهم رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف فوسفورية ليلاً أدت إلى اندلاع الحريق في منطقة حرجية فاصلة بين علما الشعب ومدينة الناقورة المجاورة أتى على مساحة غابية واسعة وتتوسع رقعته بفعل سرعة الرياح.

ومنذ بدء التصعيد، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ومسعفون عن حرائق وإصابات جراء إلقاء الجيش الإسرائيلي قذائف الفوسفور الأبيض في جنوب لبنان، الأمر الذي نفته إسرائيل في وقت سابق.

وندّد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري اليوم الخميس في بيان باستخدام إسرائيل لقذائف فوسفورية في قصف مساحات حرجية في خراج عدد من البلدات الحدودية، قائلا "هي سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها الدولة العبرية ضدّ الحجر والبشر في قطاع غزة كما على طول خط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة" مشيرا إلى أن "ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا برسم المجتمع الدولي والموفدين الدوليين في المنطقة".

وحذّر مسؤولون إسرائيليون خلال الأيام الأخيرة من أن لبنان سيدفع الثمن باهظا في حال اندلعت حرب بين حزب الله والدولة العبرية. 
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أعلنت في تقرير في الـ12 من الشهر الحالي أنها توصلت استنااً إلى مقاطع مصورة تمّ التحقق من صحّتها وروايات شهود إلى أنّ القوات الإسرائيليّة استخدمت الفوسفور الأبيض في عمليّات عسكرية نفذتها في لبنان وغزّة يومي 10 و11 أكتوبر/تشرين الأول.

والفوسفور الأبيض الذي يُمكن استخدامه كستار دخاني أو سلاح يمكن أن يسبب للمدنيّين حروقا شديدة كما يتسبب في حرائق يمكن أن تُدمّر المباني والممتلكات وتُلحق أضراراً بالمحاصيل وتقتل الماشية.

ومنذ شنّ حركة حماس في السابع من الشهر الحالي هجوما غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مركز على قطاع غزة المحاصر، ما أوقع آلاف القتلى من الجانبين، تشهد المنطقة الحدودية مواجهات شبه يومية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

وبدأ التصعيد بقصف حزب الله مواقع عسكرية في إسرائيل التي ترد بقصف مماثل وأدى إلى مقتل 57 شخصاً في لبنان، بينهم 44 مقاتلاً من حزب الله وأربعة مدنيين، أحدهم مصور وكالة أنباء رويترز وأعلنت إسرائيل مقتل أربعة أشخاص.

وأعلن حزب الله اليوم الخميس مقتل اثنين من عناصره خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية وقال الحزب في بيانين منفصلين إن "حسين محمد علي حريري (سلمان) من مدينة النبطية في جنوب لبنان وعلي إبراهيم جواد (دماء) من بلدة لبّايا في البقاع ارتقيا على طريق القدس".
بدورها قالت وكالة لبنان الرسمية إن إسرائيل "نفذت جولة من القصف العنيف قرابة الثامنة من مساء الأربعاء على محيط عدد بلدات الضهيرة وعلما الشعب وطيرحرفا وشمع وعيتا الشعب ورميش".
وأضافت أن "القصف أدى إلى إصابة معمل لصناعة فرش الإسفنج في محيط بلدة طيرحرفا الذي اندلعت فيه النيران وهرعت فرق الدفاع المدني اللبناني وكشافة الرسالة الاسلامية إلى إخماده"، كما ألقى الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة في سماء المنطقة مع تحليق للطيران وصولًا حتى مشارف مدينة صور.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات