شهدت منطقتي العامرة وجبيانة التابعتين لولاية صفاقس جنوب تونس ليل الاربعاء اشتباكات بين اهالي المدينة ولاجئين سودانيين وفق ما اكده النائب بالبرلمان عبدالحافظ الوحيشي لوكالة الأنباء الرسمية فيما لا يزال ملف المهاجرين غير النظاميين يؤرق السلطات التونسية.
وكشف النائب أنه بعد تدخل الأجهزة الأمنية في المنطقة، "تمت حلحلة الإشكال والسيطرة على الوضع" بينما اشاد ناشطون في المجتمع المدني بخبرة وحنكة قوات الامن في استعادة الهدوء.
من جانبه قال فؤاد الأحول وهو ناشط في المجتمع المدني في تصريح لاذاعة " اي اف ام" اليوم الخميس انه بعد مناوشات بين بعض الشباب التونسي ومجموعة من الافارقة قاموا بخطف احدى الشبان ما دفع الأهالي للاحتجاج لإطلاق سراحه.
وتعمل تونس لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية مع احترام حقوق الانسان حيث أخلت السلطات التونسية ساحة عامة كان يتخذها المئات من المهاجرين مكانا للإقامة في وسط مدينة صفاقس بعدما طردوا من منازلهم قبل أكثر من شهرين.
واستقر المهاجرون وغالبيتهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء في ساحة "باب الجبلي" وسط مدينة صفاقس إثر حملة اعتقالات وطرد من قبل قوات الأمن والأهالي.

ومطلع يوليو/تموز الماضي طُرد مئات من المهاجرين يحملون جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء من صفاقس، بعد اشتباكات مع السكان ما تسبب في وفاة تونسي. وفي الأيام التالية، نقلت الشرطة التونسية نحو ألفي مهاجر على الأقل وفقا لمنظمات، إلى الحدود مع ليبيا والجزائر وتركوا في الصحراء والمناطق المعزولة.
وفي يوليو/تموز الماضي وقعت تونس والاتحاد الأوروبي اتفاق شراكة إستراتيجية يهدف إلى مكافحة الهجرة إثر لقاء الوفد الأوروبي المكوّن من رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية ونظيرها الهولندي مارك روته مع الرئيس التونسي قيس سعيد.
وتتضمن الشراكة اتفاقيات بشأن تعطيل نموذج عمل مهربي البشر والمتاجرين بهم وتعزيز مراقبة الحدود وتحسين إجراءات التسجيل والعودة وجميع التدابير الأساسية لتعزيز جهود وقف الهجرة غير النظامية.
وتسارعت وتيرة أزمة المهاجرين في تونس بعد خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيّد في 21 فبراير/شباط ندد فيه بوصول "جحافل من المهاجرين" في إطار "مخطط إجرامي" يهدف إلى "تغيير التركيبة الديمغرافية" في تونس فيما تعرضت السلطات التونسية لحملة انتقادات واسعة واتهامات بالعنصرية.
وتعتبر محافظة صفاقس جنوب تونس نقطة الانطلاق الأولى للمهاجرين سواء من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء أو من التونسيين، في عمليات هجرة غير قانونية في اتجاه السواحل الأوروبية.