كتبتُ مقالتين تَـمَّ نشرهما على التوالي في مجلتنا الموقرة " الجزائر تايمز " في غشت 2021 كان الأول بعنوان " يا أحرار الشعب الجزائري : لقد ضاعت سيادتنا على وطننا الجزائر !!!!" والثاني بعنوان : " ننتظر أن يحكمنا واحد من البوليساريو بعد أن تنازل حكام الجزائر عن سيادتهم على هذا الوطن للبوليساريو" واليوم ونحن في 2023 نرى بأم أعيننا أن شقيق الأستاذ أنور مالك السيد عادل عبد المالك اختطفته العصابة الحاكمة في الجزائر حيث لا يعرف أحدٌ مكان وجوده الآن والسبب الأبرز والواضح أن أخاه أنور مالك نبش عن وجود البوليساريو في كل أركان الصحراء المغربية من العيون إلى الداخلة والسمارة وبوجدور و في معبر الكركرات بل دخل إلى الأزقة والحواري في المدن المذكورة يسأل عن البوليساريو لكنه لم يجد سوى جواب واحد وموحد من المغاربة الصحراويين وهو : " نحن نسمع كلمة البوليساريو فقط من الأجانب الذين يزورون الصحراء ويسألون عنهم فلا يجدون لهم أثرا في الصحراء المغربية على الإطلاق "...
لقد تم اختطاف عادل عبد المالك بسبب برنامج أخيه أنور مالك بعنوان : ( أين البوليساريو؟ ) ، برنامج ناجح أوجع كابرنات فرنسا الذين يحكمون الجزائر وشمروا على سواعد القمع والاختطاف وقد يصل بهم الأمر إلى الاغتيال ( بالمناسبة لقد نجا أنور مالك من محاولتين للاغتيال إحداهما في تركيا والأخرى في فرنسا ) ...
وعليه فكل جزائري ذكر كلمة البوليساريو بسوء أو اشتكى منها على أنها أصبحت عالة على الجزائريين الذين يحترقون تحت حرارة الشمس في طوابير من أجل أبخس ما يتمنى المرء أكله في هذه الدنيا ليبقى على قيد الحياة ألا وهما ( العدس واللوليا الجافة ) ، على كل جزائري أن يتفادى انتقاد البوليساريو لأنهم اقتبسوا قداستهم من قداسة المقبور بومدين الذي صنعهم ، وما علينا نحن الجزائريين إلا أن نبكي بالدماء وليس بالدموع لأن دويلة الجزائر انهارت وأصبحت ضمن الدول الفاشلة ومن العشرة الأفقر في العالم والدليل أن رخيص الجمهورية نزل إلى مستوى الحديث عن العدس واللوبيا الجافة وكان قبل ذلك قد وعد في لقاء صحفي أخبر الجزائريين فيه أنه سيعمل على توفير دكان وصيدلية ومحلبة في كل حي وفي المغرب عشرات الدكاكين والمحلبات والأطباء والصيدليات في كل زقاق وليس في كل حي !!!!
هذه تفاصيل سيطرة البوليساريو على أرض الجزائر والسطة الجزائرية : 11 سنة أو 09 سنوات كافية لتجعل من البوليساريو سيدة الجزائر ، 11 سنة إذا اعتبرنا ما تروجه البوليساريو من أنها تكونت في 1973 ، و13 سنة إذا اعتبرنا ظهورها فورا مع تحرير الصحراء المغربية في نوفمبر 1975 ، إذن هذه مدة كافية أن تتغلغل فيها البوليساريو في مفاصيل الدويلة الجزائرية إن كانت هناك دولة لأنه على ما يبدو أنه على مدى 50 سنة من افتعال مشكلة الصحراء بدأت دويلة عسكر الجزائر تتهاوى شيئا فشيئا في حين كانت البوليساريو داخل دواليب دويلة الجزائر تتغلغل خاصة وأنها وليدة المخابرات الجزائرية في زمن المقبور بومدين ، 50 سنة كافية أن تصبح لها سطوة على بلاد الجزائر طولا وعرضا ، والجدير بالذكر أننا نتحدث عن كبار قادة البوليساريو وليس فقراء خيام تندوف الذين ليست لهم قيمة في الظهور إلا إذا كانت الحاجة ضرورية إذا سمع قادة البوليساريو أن شخصية دولية ستزور هذه المخيمات إذاك يختارون منهم بعض العشرات يحملون خرقة البوليساريو ويصطفون في جانب من الطريق ليراهم الشخصيات التي تزور فيافي وقفار صحراء لحمادة ، وهذه المجموعة التي لا تزال هناك في مخيمات العار بتندوف إذا غادرت الشخصيات الدولية هذه المخيمات تعود إلى خيامها وجوعها ومذلتها ، ويعود الأجانب ومعهم قادة البوليساريو الذين رافقوهم إلى ديارهم الحقيقية لأن قادة البوليساريو وهم بالآلاف لا يعيشون في مخيمات تندوف بل موزعين على بعض مدن الجزائر وموريتانيا ، يمارس الذين يعيشون في المدن الجزائرية وظائف أهمها وظيفة التجسس على الموظفين الجزائريين الذين يرتعدون ( أقصد الجزائريين ) من حضور موظف البوليساريو بينهم ، يرتعدون خوفا من كتابة تقرير إلى الكابرانات ضدهم وإذاك ستكون العواقب وخيمة عليهم ....
السؤال : لماذا لا يغتصب البوليساريو السلطة في الجزائر ويفعل كما فعل المقبور بومدين حينما اغتصب السلطة من قادة ثورة نوفمبر 1954 وينهي هذا المخلوق المسمى البوليساريو مهزلة حكام العسكر الذين دمروا الجزائر تدميرا ، وتنتقل الجزائر من حكم ( أولاد فرنسا ) إلى ( أولاد إسبانيا ) ... لم يعد خافيا على العالم كله أنه لم يعد هناك فرق في المعيشة بين الشعب الجزائري والمحتجزين في مخيمات العار فكلاهما يعيش معيشة الذل الهوان ...
وفي المقابل لم يعد هناك فرق في معيشة عسكر الجزائر حكام الجزائر وقادة البوليساريو الذين يتمتعون جميعا بأموال الشعب الجزائري ، فمادام انتقاد حكام الجزائر يؤدي للقمع أو الاعتقال أو الاغتيال ، وبما أن انتقاد قادة البوليساريو يؤدي أيضا إلى القمع أو الاعتقال أو الاغتيال نظرا لتمتعهم بنفس السلطة التي يتمتع بها عسكر فرنسا الحاكم في الجزائر فإننا ننتظر أن يرأس دويلة الجزائر المنهارة مثلها مثل حالة البوليساريو التي لا توجد إلا في مخيلة البعض ، ننتظر أن يرأس دويلة الجزائر أحد قادة البوليساريو مادام لم يعد هناك فرق بين همج عسكر الجزائر وهمج مرتزقة البوليساريو ... أصبح من السهل اليوم أن تغتصب البوليساريو السلطة في الجزائر طالما وصل نفوذ هذه الأخيرة إلى درجة نفوذ جنرالات الجزائر وأصبحوا جميعا ( عسكر الجزائر ومرتزقة البوليساريو ) لهم نفس قدسية بومدين ، ولهم نفس السلطة لعسكر الجزائر ونفس النفوذ والهيمنة التسلطية والجبروت المطلق وليس لهم جميعا ( عسكر الجزائر والبوليساريو ) أي وازع يمنعهم من ارتكاب أبشع الجرائم في الجزائريين وغير الجزائريين بل وكل من يدب على أرض الجزائر . هيا أيها البوليساريو هذه فرصتك وإلا سيكون مصيرك مثل مصير زعيم ( فاغنر ) ولكن بطريقة أخرى .
سمير كرم خاص للجزائر تايمز
تعليقات الزوار
في الصميم
مقال اكثر من رائع تحية خالصة للاستاذ سمير كرم
البوخريو
مشاء الله عليك يااستاذ سمير مقال رائع جداً من استاذ عظيم
صح لسانك
مقال رائع...لخص 50سنة من معاناة الشعب الجزائري التي يجعل مصدرها
جزائرهم
لا حياة لمن تنادي. طغمة تجاوزها الزمن ورفع عنها القلم. لقد اغتالوا التاريخ الجزائري ويتباكون عليه في ثورتهم الخروبية وليس ثورة احرار الجزائر. هل يعقل ان يصل الامر الى هذا الحد في الجزائر الغنية بثرواتها. ماذا ستجنيه الجزائر من قضية رعاة الابل الذين اصلا لا ارض لهم سواء في المغرب او في الجزائر. انها ارض مملكة جراوة ونوميديا والمملكة المورية وشعب الماسيل والمساسيل هذا هو التاريخ انه لايرحم احد. لقد ضيعت الجزائر فرصا كثيرة لتصبح دولة الحق والقانون. لكن عجزة العسكر( البينوتشيين) لا نظرة لهم سواء كانت تحولات عالمية او اقليمية ولا يفقهون في شيء الا المؤامرات والمصائب. واغتيال ومحمد بوضياف خير دليل على مكرهم واستحواذهم على السلطة والتغني بالثورة التي لم يشاركوا فيها بل قتلوا قادتها. لا خير يرجى من هولاء الا الشر والمكر والقمع والخديعة والضغائن والمؤامرات والتجسس والاغتيالات كما فعل دبهم الروسي الأكبر ضد صديقه وغريمه المرتزق الذي نهب اطنان من الذهب من افريقيا الوسطى والسودان وشكرًا
live@ gmail.com
كلام معقول وواقعي.ربمت الايام اوالشهور او السنوات سيصبح كلامك حقيقة وتصبح جماعة البوليساريو تتحكم في دواليب الحكم بالجزائر.كيف لا ويظهر كثيرا ان ما يفعله حكام الجزائر من اجل البوليساريو غريب جدا .ولا يمكن ان نحمل بومدين الميؤولية كاملة على نهج من تلاه في الحكم.بل هناك مايخفى على الجميع .ولا بد ان يظهر يوما ما ان قادة البوليساريو يتحكمون في قادة الجزائر.
حكام المرادية جعلوا من قادة البوليساريو أسياد الجزائر بدون منازع
البوليساريو أصبحوا أسياد الجزائر و قيمة بن بطوش أقوى من قيمة شنقريحة و تبون او اي مواطن و مسؤول اخر يعتلي السلطة في داخل الجزائر أو خارجها هذه هي الحقيقة كما أكدها الأستاذ سمير كرم في مقاله الهادف، تصوروا معي ماذا سيحدث لحكام الجزائر لو فكر بن بطوش بالعودة الى المغرب.
في الصميم
مشاء الله عليك يااستاذ سمير مقال رائع جداً من استاذ عظيم