اثارت تصريحات عبدالقادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني الإسلامي الجزائري بشان مزاعم حول تطبيع قريب بل وخلال ايام بين تونس وإسرائيل جدلا واسعا بين الأوساط التونسية التي اعتبرت تلك المعطيات غير المؤكدة وأنها مجرد محاولة للتدخل في شؤون تونس لتوتير الأوضاع بها وكذلك الإساءة للعلاقات التونسية الجزائرية.
وقال بن قرينة في فيديو نشرته وسائل إعلام جزائرية ان تونس مقبلة على التطبيع بذريعة بعض الزيارات لوفود الى البلاد وبان تونس ستقوم بالتطبيع مقابل مساعدات مالية واقتصادية لمواجهة ازمتها والحد من تأثيراتها الداخلية.
وقد أثارت تلك التصريحات غضب جهات في تونس انتقدت عبر وسائل الإعلام تدخلات الحزب الجزائري وسط دعوات لوزارة الخارجية التونسية للاحتجاج والرد على تلك التهم.وقال الناشط الاعلامي زياد الهاني في مداخلة عبر امواج اذاعة "اي اف ام" الخاصة ان تصريح بن قرينة فيه تهديد واضرار بالعلاقات بين تونس والجزائر وبالتالي على الخارجية التونسية ان توضح موقفها.
وتصريحات رئيس حزب البناء الوطني وهو الحزب الذي خرج من رحم حركة مجتمع السلم (حمس) وأسسه مصطفى بلمهدي الذي ينظر له كمرشد لجماعة الإخوان المسلمين في الجزائر وحصل على الترخيص سنة 2013 ليست بريئة خاصة وان الأحزاب الإسلامية في الجزائر والتي ترتبط بعلاقات مع حركة النهضة الإسلامية كانت رافضة تماما لإجراءات 25 يوليو/تموز 2021 بل وطالبت السلطات الجزائرية بالتوقف عن دعم السلطات التونسية.
بدوره قال الناشط السياسي نجيب الدزيري في تصريح لاذاعة " اي اف ام" ان مواقف رئيس حزب البناء تدخل في اطار دعم حركة النهضة ومحاولة الاساءة للعلاقات الجزائرية التونسية وانها لن تحقق غاياتها.
ويثير تطور العلاقات التونسية الجزائرية قلق أحزاب الإسلام السياسي في الداخل الجزائري حيث هاجم رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقّري السنة الماضية سياسات بلاده تجاه التطورات السياسية الجارية في تونس.
واعتبر حينها أن دعم الجزائر لإجراءات الرئيس قيس سعيد فيه سوء تقدير وإساءة لسمعة الجزائر فيما ترتبط الحركات الإسلامية الجزائرية بعلاقات جيدة مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تعود لسنوات التسعين عندما غادر الأخير تونس عبر الجزائر وربط علاقات حينها بقيادات اسلامية جزائرية مؤثرة.
ولا تخرج تصريحات بن قرينة الأخيرة بشان التطبيع عن مجمل تصريحات القيادات الاسلامية الجزائرية المنددة بالتغيير في تونس الذي حصل قبل عامين لانقاذ البلاد من عشرية حكم سوداء رغم ان الرئيس سعيد أكد أكثر من مرة بان بلاده ترفض التطبيع مع اسرائيل بل ويعتبرها خيانة عظمى ليقطع الطريق امام تأويلات بعض القوى السياسية.
ويتجاهل رئيس حزب البناء حجم التعاون الاقتصادي والتقارب السياسي بين الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون والرئيس سعيد فالجزائر من الدول التي قدمت مساعدات اقتصادية محترمة لتونس وذلك للحفاظ على مصالحها بالأساس بعد ان توترت علاقاتها بعدد من الدول في المنطقة مثل المغرب واسبانيا وحتى فرنسا.
وحاول بن قرينة استحضار المخاوف الأمنية للجزائر خاصة مع تدهور الوضع الامني في منطقة الساحل الأفريقي اثر انقلاب النيجر مشيرا الى ما وصفه بتلغيم الحدود ودعوته للسلطات الجزائرية لاستباق تلك المخططات المزعومة التي لا تستند لمعطيات قاطعة وانما نتيجة تحليلات وقراءات للتيار الإسلامي الذي بات معزولا في المنطقة.
ويتجاهل بن قرينة حجم التعاون والتنسيق بين تونس والجزائر في المجال الامني وخصوصا في مجال مكافحة الارهاب والذي مكن من القضاء على العديد من الجماعات الارهابية في الجبال على الحدود بين البلدين.
تعليقات الزوار
لا تعليقات