منذ أن دخلت روسيا إلى أوكرانيا في 24 فبراير 2022 بحوالي 200 ألف جندي روسي لم تستطع أن تحرز أي تقدم يذكر حتى طلب بوتين النجدة من ( طباخه ) زعيم مجموعة فاغنر المدعو " يفغيني بريغوجين "... وحينما وصل 50 ألف مرتزق من فاغنر لحدود روسيا مع أوكرانيا أحاطوا بالعاصمة ( كييف ) وانقلبت موازين الحرب لصالح مرتزقة فاغنر، واستمرت الحرب حوالي سنة انتصرت فيها ( فاغنر ) وليس الجيش الروسي لسبب بسيط هو أن الصدود الذي لقيه الجيش الروسي في البداية من طرف القوات الأوكرانية كان بسبب أسلوب القوات الأوكرانية في اعتماد حرب العصابات وحرب الشوارع وهذا ما يتقنه مرتزقة ( فاغنر ) ، لذلك انتصر فاغنر على الأوكرانيين منذ دخلوا أوكرانيا .
بعد سنة وبضعة أشهر من الحرب بدأت قوات فاغنر وخاصة زعيمها يشعر بأن الجيش الروسي قد تخلى عنه لأن الجيش الروسي قطع عنه الإمداد بالسلاح وخاصة الأسلحة المتطورة التي تملكها روسيا والتي وعده بوتين بتزويده ببعضها ، وزاد الجيش الروسي من انتقامه من فاغنر أنه قطع عنه الأطباء ووسائل إنقاذ جرحى مرتزقة فاغنر بعد مذبحة ( باخموت ) التي يقول عنها زعيم فاغنر:" إننا فقدنا 30 ألف مقاتل من أصل 50 ألف في حربنا مع أوكرانيا منذ وصلنا إليها ، وقد قُتِلَ منهم 20 ألف في معركة باخموت وحدها غالبيتهم ماتوا بسبب إهمال جرحى فاغنر لم يتم إنقاذهم " ..
بعد ذلك خرجت فاغنر من باخموت وسلمتها للجيش الروسي .. وفي 23 يونيو 2023 ألقى زعيم فاغنر خطابا قال فيه كلمته الشهيرة عن قادة الجيش الروسي بأنهم مجرد " حثالة وكلاب " ، ولم يذكر في خطابه هذا رئيس روسيا ( بوتين ) ولو بالإشارة وهذا لغز مُحَـيِّرٌ..
في 24 يونيو 2023 أعلن زعيم فاغنر أنه سيتجه مع قواته نحو العاصمة موسكو ، وفعلا بدأت قواته في المسير وبسرعة نحو موسكو واحتلوا مدينة روستوف . تدخَّل رئيس بيلاروسيا كوسيط بين الطرفين ، واتصل بزعيم فاغنر الذي أكد له هذا الأخير أنه لا يرغب في قلب نظام الحكم ضد بوتين لكن حثالة كلاب جنرالات روسيا لا يُـلَبُّونَ طلبات فاغنر - حسب يفغيني بريغوجين "- وتم إهمالهم عمدا في مواجهة قوات أوكرانيا وعدم إمدادهم بأسلحة حديثة واكتفوا بإرسال خردة السلاح الروسي القديمة التي لا تنفع في مواجهة قوات أوكرانيا التي تتوصل من الغرب بأسلحة أكثر حداثة مما لدى فاغنر ، وكان طلب زعيم فاغنر لرئيس بيلاروسيا الوحيد هو إعفاء وزير الدفاع الروسي من مهامه لأن بينهما عداوة قديمة كما طلب إعفاء رئيس أركان الجيش الروسي ، وخلال 24 ساعة جاء الرد على زعيم فاغنر بقبول طلبه شرط التخلي عن زعامة فاغنر و التوجه لعاصمة بيلاروسيا وكان رئيس هذه الأخيرة قد ضمن أمن وسلامة زعيم فاغنر إذا اختار الإقامة في عاصمة بيلاروسيا ، وكذلك كان . في 25 يونيو 2023 نشرت وكالات الأنباء الدولية الخبر التالي :" انتهى تمرد "فاغنر" ضد الجيش الروسي الذي بدأ في ليلة الجمعة 23 يونيو ، بانسحاب مقاتلي المجموعة من مدينة روستوف، وتوجه قائدها يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا، بموجب اتفاق توسطت فيه مينسك. وقد لاحظ المهتمون بجماعة فاغنر وعلاقتها بالرئيس بوتين أن فاغنر كانت شركة خاصة لبوتين ، أما زعيمها المفترض ( طباخ الرئيس ) لم يكن سوى المدبر المالي والميداني ويلبي أوامر بوتين ، وقد حدث أن دفع بوتين فاغنر لجبهة أوكرانيا وأرسل معها بضعة آلاف جندي روسي لا خبرة لهم في الحرب الميدانية وأغلبهم من السجناء المجرمين وعَـدَهُمْ بالعفو إذا استطاعوا الصمود أحياءا مدة 6 أشهر ..
كما لاحظ المهتمون بالجيش الروسي أن بوتين لم يحرك أي قوات للجيش الروسي الخاصة بالعمليات الخطيرة ، كما لم يرسل ولو قطعة سلاح واحدة حديثة لجبهة أوكرانيا والسبب هو أن كل العتاد الروسي الحديث هو مخصص فقط لحماية العاصمة موسكو وساكنها بوتين...إن اخيتار بوتين لمفاوضة زعيم فاغنر ما هو إلا لربح الوقت من أجل توزيع القوات الروسية الخاصة وأسلحتها المتطورة للإحاطة بالعاصمة موسكو وحماية بوتين فقط لا غير ...
إذن افتضح أمر بوتين فهو يحارب في أوكرانيا بجيش عديم الخبرة العسكرية أغلبه من صغار السن وبأسلحة الحرب العالمية الثانية العتيقة ، فروسيا بكاملها فارعة من أي سلاح فعال تستطيع روسيا الدفاع عن نفسها به والدليل على ذلك أنه بعد تمرد فاغنر وعزم رئيسها على التوجه نحو موسكو لم يجدوا في طريقهم ولو رجل أمن بسيط ، لقد كانت روسيا كلها فارغة من الجيش مما اضطر معه بوتين أن يأمر بعودة جزء كبير من الجيش الروسي المرابط في أوكرانيا واللحاق خلف فاغنر قبل الوصول إلى موسكو، ولأن الأسلحة الحديثة محتكرة لأجل حماية العاصمة موسكو فقط وساكنها بوتين لا غير..
لقد كان تمرد طباخ الرئيس زعيم فاغنر هدية ثمينة للغرب عَـرَّتْ روسيا لشعوب العالم حقيقة قوة روسيا العسكرية الحقيقية الهزيلة والمنفوخة بالتخاريف الإيديولوجية ، فما عدا امتلاك روسيا للأسلحة النووية فهي دولة عادية جدا ، وقد أصدرت صحيفة غربية مقالا بعنوان عريض يقول : لماذا لم تستغل الدول الغربية أيام تمرد فاغنر وتغزو روسيا ؟ المتخصصون في الحرب الروسية الأوكرانية يجزمون أن تمرد فاغنر مؤشر قوي على أن روسيا ستخسر حربها ضد أوكرانيا لأن الغرب اليوم سيُغرق أوكرانيا بالأسلحة الهجومية الحديثة والمتطورة التي كانت محظورة على أوكرانيا سابقا.... الفاهم يفهم :
هذا ما كان من أمر الثلاثي : روسيا وفاغنر وأوكرانيا أما الثلاثي الجزائر البوليساريو والمغرب ، فبعد تمرد فاغنر عن بوتين أصبحنا لا نشك أن البوليساريو حتما وهو يهدد المغرب بالحرب فستكون حربه مع المغرب بأسلحته عتيقة وأقدم مما كنا نتصور ، فإذا كانت روسيا نفسها في حربها مع أوكرانيا تستعمل أسلحة الحرب العالمية الثانية فإن الخردة التي تملكها البوليساريو أقدم بكثير من تلك التي يحارب بها الروس أوكرانيا ، وعليه فحتى عسكر الجزائر لن يحلم بأسلحة روسية متطورة لأنها مخصصة لحماية العاصمة موسكو وساكنها بوتين ، فكيف سينال عسكر الجزائر أسلحة متطورة من روسيا وروسيا لا تستعملها لنفسها في الحرب التي تورطت فيها مع أوكرانيا ؟ إن مرتزقة البوليساريو يلعبون بخردة من القصدير تُـلَـوِّحُ بها ليس للعدو الخارجي لأنه يعرفها جيدا ولكن يلوح بها لبضعة عشرات من مساجين ساكنة صحراء لحمادة أو إنها تخاريف موجهة للقلة القليلة من الدول التي لا تزال تبتز عسكر الجزائر ماليا ...
إن بوتين يعطي دروسا لعسكر الجزائر في المحافظة على السلطة بأنه ينصحهم أن لا يدخلوا في حرب مع أي دولة بأسلحة عندهم يعتبرونها متطورة ( والتطور هنا نسبي فالسيف متطور عن العصا والمسدس متطور عن السيف والرشاش متطور عن المسدس الخ الخ وهكذا ) ، فعسكر الجزائر يكذب علينا بأنه تسلم من روسيا أسلحة متطورة وروسيا نفسها تحتفظ بالأسلحة المتطورة لتوجيهها إلى صدور الشعب الروسي لأن هذه الأسلحة خاصة بحماية موسكو وساكنها بوتين ، وهكذا ستفعل العصابة الحاكمة في الجزائر فهي تحتفظ بما تملك من سلاح هو في نظر جنرالات الجزائر ( متطور) لأن حقيقة سلاح الجيش الجزائري هي أنه مجرد خردة عتيقة من مخلفات الحرب العالمية الثانية وهي مع ذلك تحتفظ بها لمواجهة الشعب الجزائري وحماية نفسها للبقاء في السلطة ، وبالنتيجة فالعسكر الذي سيضمن انتصارا في الحرب على دولة معادية هو الذي حصَّـنَ بلاده داخليا من خلال مشاريع كثيرة جدا في ميدان التنمية على جميع مستوياتها وإذاك لن يكون هناك أي مبرر لتوجيه سلاحه إلى صدور الشعب لأنه ضَمِنَ الحصانة الداخلية ولم يبق له سوى مواجهة العدو بالسلاح كيف ما كان قديما أو حديثا وليس بخطب الديماغوجية وتخاريف الحمقى الذين يختزنون الأسلحة لقتل الشعب الجزائري لا لغيره ، فما دام بوتين روسيا قد افتضح أمره بأنه يحافظ على السلاح المتطور لحماية نفسه لا غير ، فإنه من الطبيعي أن يمشي عسكر الجزائر على خطى سيدهم بوتين وليس لديهم أي سلاح متطور يستعملونه في حربهم مع أي عدو خارجي ، ولأن عسكر الجزائر يعوض كل ذلك بكثرة الخطب التهديدية الفارغة والتي ليست سوى بناح كلاب لا أنياب لها . وعليه يكون المغفل الأول في الجزائر هو الشعب الجزائري الذي يصدق أخبار نشرة الثامنة ، والمغفل الثاني هم جماعة البوليساريو الانفصالية التي كَذَبُوا عليها كَذْبَةَ القرن وصدقوها وتنتظر الذي لن يأتي أبدا ...
فأي سلاح هذا الذي سيكون عند البوليساريو وعسكر الجزائر نفسه لا يملك سوى بقايا أشلاء خردة أسلحة الحرب العالمية الثانية إذا كانت روسيا بوتين لم تدخل حرب أو كرانيا سوى بأسلحة عتيقة اعترف بها (يفغيني بريغوجين ) زعيم مرتزقة فاغنر نفسه لدرجة أنه غضب غضبا شديدا وصف أثناءه جنرالات روسيا بأنهم مجرد "حثالة وكلاب " !!!!
فماذا سيفعل شنقريحة بوال أركان عسكر الجزائر بعد أن فضح بوتين ما تملك روسيا نفسها من سلاح وأي نوع منه يحتفظ به بوتين لنفسه فقط لا غير... سيسأل سائل وما علاقتنا نحن الجزائريين مع موضوع بوتين وسلاحه ؟ الجواب هو أننا لا نملك سوى سلاح روسيا الذي دفعنا فيه عشرات الملايير من الدولارات من دمائنا خلال 60 سنة ، والطامة الكبرى أن هذه الأموال والأموال التي صرفناها على البوليساريو ذابت كالملح في الماء ... يا حسرتاه ، أكلوا أموالنا وتركوا لنا طوابير معيشة الذل .
سمير كرم خاص للجزائر تايمز
تعليقات الزوار
تحية للسي سمير كرم ~ وعندي تعليق كما العادة
الرئيس الروسي السيد فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، اعطى الكلمة الافتتاحية لرئيس الحكومة المغربية السيد عزيز آخنوش في المؤتمر الروسي الافريقي اليوم، ماشي لاي مسؤول جزائري بما في ذلك شنقريحة او تبون. وإن كان ذلك يدل على اي شيئ فهو يؤكد عدم اهمية نظام الجزائر بالنسبة لروسيا. الدولة الروسية ترى نظام الجزائر على اساس انه زبون فقط وبالنسبة للعلاقات السياسية فهو عالة على روسيا. نظام الجزائر عالة على روسيا
كوارث ومصائب لا نراها الا في الجزائر
الرئيس المعين والبوال الشاذ لا يزوران ولو منطقة واحدة في البلاد ولا يهتمون بالمصائب التي تضرب الشعب ولا يزوران الا ابن بطوش في المستشفى ومن ورائهم الاعلام وقنوات الصرف الصحي يطبل لهم وكانهم قاموا بما يفيد الشعب ، اي فكر هذا واي عقل ، حرام والله حرام ان يكون هؤلاء مسؤولون يسيرون البلاد والعباد ، لم يسبق لهم ان زاروا ولو منطقة واحدة حتى بعد الكوارث ؟؟؟ اما طائرة اخماد الحرائق لا يفكرون في اقتناءها واغلى طائرة في البلاد التي هي الطائرة الرئاسية تعطى لابن بطوش ، يعطون الأولوية والأهمية لناكحيهم حتى اصبحوا خدامهم المطيعين ووزرائهم في كل المهمات وناطقين رسميين لهم ، فأين الشعب من ما يقع لهم من طرف هؤلاء الزوامل العجزة