بعض المُواطنين الحسّاسين على سُمعة الجزائر، يعتبرون أنّ ما حدث للوفد الرّسمي الجزائري في العاصمة الزّامبية “لوساكا” فضيحة دبلوماسية لا تُغتفر..! في حين أنّ الأمر جدّ عاديّ، ويُنتظر منه الأسوء.. لأنّ البلاد التّي تعتمدُ “الهَفّ” الدّبلوماسي في السّياسة الخارجية، لا يُمكنها إلّا أن تحصد الذّي حصل لها في “لوساكا”!
1- الجزائر أرسلت وزيرين بطائرة خاصّة إلى “لوساكا” لمُنافسة “رواندا” على احتضان مقر الوكالة الإفريقية للأدوية! وأعتقد أنّ الوزيرين الجزائريين لو “صرّفناهُما” في سوق الدّبلوماسية الإفريقية -ولا أقول سوق الدّبلوماسية الدّولية- لن نحصل بهما حتى على رئيس مكتب في سفارة، أو في وزارة إفريقية لدولة مُحترمة!؟
قول هذا الكلام.. لأنّ بلادنا قامت بتعويم الدّبلوماسية كما عوّمت الدّينار الجزائري، بعسكرة هذه المهمنة التّي تتعارض أساسا مع فكرة “العسكرة”!؟ ولتأكيد ما أقول، اسألوا عن المسؤول الذّي أرسلتهُ “رواندا” إلى “لوساكا” ليهزم الدّبلوماسيّة الجزائرية “المُعسكرة”، وهو لا يحمل شيكا على بياض لشراء أصوات النّاخبين، ولا يحمل اقتراحات تخجل منها الدّول، إذا قبلت كهذا نُخبة في اجتماعات مُحترمة..!
السُلطة في الجزائر بـ “لوساكا” أرادت شراء ذمم الدّول اللإفريقية بالطريقة البائسة التّي تشتري بها الذّمم في الدّاخل.. (لونساج) والكوطات السّياسية الانتخابية في برلمان الانبطاح السّياسي للسُّلطة! فكانت نتيجة انتخابات “لوساكا” كما تعرفون (8 أصوات للجزائر مقابل 29 صوتا لصالح “رواندا” البلد الصّغير)!
أعتقد أن الأفارقة فعلوا ذلك لأنّ “رواندا”، وضعت فعلا الأسس لنهضة حقيقية في هذا البلد.. انظروا إلى نسبة النّمو في “رواندا” وأنتم تعرفون تفاصيل سبب تصويت الأفارقة لصالح هذا البلد ضدّ الجزائر!؟ هذه الجزائر التّي أصبحت تتدحرج نحو الفقر والأمراض والعوز، مكان “رواندا”!؟
2- الجزائر لم تتّعض من حكاية سحب التحضير لكأس إفريقيا منها وإعطائه لدولة “البينين”، والحال أنّ “البينين” شيّدت ملاعبها بجزء من أموال المديونية الجزائرية التّي ألغاها الرّئيس السّابق بوتفليقة!
أجزم، أنّ بلادنا لم تفهم بعد أنّ دبلوماسية “الشّيك” لم تعد تنفع مع الأفارقة جنوب الصحراء، وأنّ الأفارقة شمال الصحراء لا يُعتبرون أفارقة في نظر الأفارقة، وأنّ إفريقيا جنوب الصحراء لا تتطوّر سياسيا واقتصاديا فحسب، بل تتطوّر ديمقراطيا، وفي العقليلات السّياسية أيضا.
مع الأسف، نحن في شمال إفريقيا فقدنا كلّ شيّء.. فقدنا قيمتنا في التّحدث إلى أوروبا على أنّنا أفارقة.. وفقدنا أيضا قيمتنا في التّحدت مع الأفارقة على أنّنا بوابة الأوروبيّين إلى إفريقيا..!
في الجزائر، علينا أن نُواجه الحقيقة.. وهي أنّنا، ونتيجة للهُزال السّياسي التّي تعيشه السُّلطة في الدّاخل، أصبحنا لا نُساوي شيئا في السّياسية الخارجية، لا مع الأوروبيّين ولا مع العرب، ولا مع الأفارقة.. وعلى البلاد أن تُحضّر نفسها إلى ما هو أسوء من الذي حدث في “لوساكا”.
سأبقى في اعتقادي، أنّ الدّبلوماسية الفعّالة، لا تصنعها الشّيكات على بياض، ولا الطائرات الخاصة، ولا تصريحات العنتريات والشقشقة اللّفظية، بل تصنعها أشياء أخرى لا يُمكن أن تعرفها الدّبلوماسية المُعسكرة!
يا أصحاب الشّأن.. يا شعب!
انقذوا البلد قبل أن ينهار كلّيةً.. إنّ ما حدث في “لوساكا”، إشارة قوية وجادة وجدّية، على ما ينتظرنا في الساحة الدّولية مستقبلا..!؟
سعد بوعقبة
تعليقات الزوار
لاغالب الا الله
ياأيها الأموات تحت الارض عودوا فإن الأحياء فوق الأرض قد ماتوا! يلزم للجزائر ان تنجب الرجال مثل المرحوم عميروش والمرحوم العربي بن مهيدي مرة أخرى على سبيل المثال لا الحصر. كان الله في عون الشعب الجزائري! العسكر وراءكم والبوليس أمامكم....شعب السودان استلهم بحراككم.....وشعب سريلانكا من بعده تبنى سلميتكم......وانتم الله غالب، انا خاطيني، وذاك الله يسهل عليه! هي الأمور كما شاهدتها دول، من سره زمن ساءته ازمان.....
تصحيح
''مع الأسف، نحن في شمال إفريقيا فقدنا كلّ شيّء.. فقدنا قيمتنا في التّحدث إلى أوروبا على أنّنا أفارقة.. وفقدنا أيضا قيمتنا في التّحدت مع الأفارقة على أنّنا بوابة الأوروبيّين إلى إفريقيا..!'' من اوكلك للتحدث باسم شمال افريقيا السي سعد بو عقبة.ان فقدتم قيمتكم كجزاءريين فهذا شان يخصكم.
تحذثوا على انفسكم فلا علاقة لنا بكم
انتم من فقدتهم زبناءكم من المرتشين العطشى لشيكات والدولار والاورو الملوث بزيت النفط والغاز اما المغرب فله سمعته ونفوذه بكامل افريقيا واوربا ويشكل بوابة رئيسية لا غنى عنها لدخول افريقيا بابناكه وشركات تامينه واتصالاته وخطوطه الجوية والاهم الخبرة البشرية التي نسجها و اكتسبها في افريقيا و ايضا نفوذه الديني والصوفي ابكوا على حالكم فاللص الراشي الغذار ستدور عليه الدوائر وسيدفع الثمن بعد ان يخسر كل شيئ زبناءه من الافاقين ويعرف طويته الباقي و الحق يعلا ولا يعلا عليه مهما طال الزمن
هل يوجد أسهل من الطعن في الغير !!!؟؟؟
مجرد تساؤل. هل يوجد أسهل من الطعن في الغير !!!؟؟؟ ولأنه لا يوجد أسهل من ذلك فقد تعرض الرسل عليهم الصلاة والسلام وحتى الله عز في علاه إلى الطعن، فما بالكم ببلد ما أو عبد ما من عباد الله. جاء في المقال ما نصه: انظروا إلى نسبة النّمو في “رواندا” وأنتم تعرفون تفاصيل سبب تصويت الأفارقة لصالح هذا البلد ضدّ الجزائر!؟ هذه الجزائر التّي أصبحت تتدحرج نحو الفقر والأمراض والعوز، مكان “رواندا”!؟" انتهلا الاقتباس نسي الأستاذ أن يقول للقراء أن الجزائر احتلت المرتبة 2 من بين 8 دول مرشحة وأن مصر وتونس والمغرب وأوغندا وزمبابوي وتنزانيا عليهم أن يرموا أنفسهم في البحر لفشلهم في احتضان الوكالة. وإذا كان الأستاذ بوعقبة لا يعلم، فليعلم: 1- "سبب تصويت الأفارقة لصالح رواندا" هي شيكات شركات الأدوية الأجنبية وضغوط الحكومات الغربية، لأنها تعلم لو احتضنت الجزائر مقر الوكالة الإفريقية للأدوية ستخسر أسواقها وامتيازاتها وأرباحها في إفريقيا. 2- "هذه الجزائر التّي أصبحت تتدحرج نحو الفقر والأمراض والعوز"، أنك تجهل حقيقتها أو تجاهلتها لحقدك على السلطة التي علمتك فن الكتابة والقراءة. وإليك وقراء الجريدة وضعها من تقارير دوائر أجنبية: – وصل عدد التلاميذ الذين التحقوا بمقاعد الدراسة خلال هذه السنة أكثر من 11 ملايين تلميذ. – اختفاء البيوت القصديرية من ربوع الجزائر. – ارتفع متوسط العمر من 47 سنة 1962، إلى أكثر من 78 سنة 2022. – حسب تقرير عن مؤشر تكلفة المعيشة العالمي 2021، صادر عن مجلة ذي إيكونوميست، شمل 173 بلد، احتلت الجزائر المرتبة 8 عالميا بين المدن الأقل تكلفة للعيش. – في التقرير الأخير للتنمية البشرية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة احتلت الجزائر الريادة في القارة الإفريقية في المركز 91 ولا تتقدم عليها سوى جزر السيشل وجزر موريس. – صنف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجزائر، الأولى إفريقيا في مجال الأمن الغذائي في نفس مستوى الدول الأوروبية و أمريكا. – في تصنيف لمؤشر التنمية لهيئة الأمم المتحدة(2022)جاءت الجزائر 7 عربيا (أولى مغاربيا) في مؤشرالتنمية البشرية العالمي. – في تصنيف للموسوعة العالمية لأفضل الأكلات العالمية حاز المطبخ الجزائري المرتبة الأولى عربياً و 26 عالميا. – ووصلت تكلفة المعيشة في الجزائر حتى عز على الأستاذ بوعقبة ثمن وجبة الطلبة الجزائريين التي لا تتجاوز 1.20 سنتيم وسعر لتر البنزين الذي هو أرخس من لتر الماء.