أنهت قمة بالي الاندونيسية لقاء أكبر 20 اقتصاد في العالم دون تقديم عون مالي حقيقي للجياع والمعدمين في بقية العالم..

فقد أبانت أنانية تلك الدول عن ضيق أفق اقتصادي واستشرافي كبير لهم..

الجواب كان سريعا جدا وغير متوقع..

فقد انهارت سريلانكا.. عجزت عن تسديد ديونها.. اقتحمت الجماهير قصر الرئاسة..

ثورات جوع قادمة في كثير من بلدان العالم الثالث..

قد تنسيهم سيناريو سريلانكا..

في هذا السياق، ينبغي على هؤلاء أخذ دعوة الجزائر لنظام اقتصادي عالمي جديد مأخذ الجد..

نظام مرن ومتوازن.. لا تسيطر عليه البرجوازية العالمية الثرية جدا.. لا تتحكم فيه بورصة لندن ولا وول ستريت.. لا تهيمن عليه لوبيات بل عصابات نهب مقنن ومنظم لمقدرات الشعوب.. مقابل فتات.. وأحيانا دون مقابل.. نظام أكثر عدلا وإنصافا في توزيع الخيرات والثروات..

الأمر ليس هزلا.. وما حدث في سريلانكا قد يتكرر في دول إفريقية وآسيوية كثيرة..

التداعيات لن تبقى هناك، بل ستنسحب لكل الدول.. حتى الغنية.. عبر اللاجئين والحروب الأهلية ونشوء جماعات عنف وجريمة منظمة عابرة للقارات..

المخاطر كبيرة جدا.. لكن قادة مجموعة العشرين أثبتوا مرة أخرى أنهم أضعف من مجابهتها.. لم يكونوا في مستوى التحديات..

لم يروا فيها غير استفزاز روسيا ولافروف..

بينما العالم يغلي اقتصاديا وماليا وتجاريا.. عبر اضطراب سلاسل التوريد.. ومخلفات كورونا.. وتداعيات حرب أوكرانيا.. التي أشعلها مهرج بريطاني اسمه جونسون.. ثم استقال ورحل.. غير مأسوف عليه..

من المتوقع أن يتجاهل صناع القرار الاقتصادي العالمي دعوة الجزائر.. كما فعلوا مع نفس النداء ذات سبعينات بومدين..

لكن العالم تغير كثيرا.. فعلى الجزائر أن ترافع داخل منتديات عالمية أخرى.. البريكس وشنغهاي وآسيان والاتحاد الإفريقي فضاءات ملائمة لطرح وتبني تلك الدعوة الاقتصادية العالمية الثورية..

د. جمال سالمي