أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الخميس قنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين بعد انتهاء طقوس ليلة القدر، التي أحياها أكثر من ربع مليون شخص في رحاب المسجد الأقصى في القدس الشرقية، فيما عقد الرئيس محمود عباس اجتماعا مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، بحثا خلاله الوضع الأمني وملف القدس والمسجد الأقصى. وقد اكتظت باحات ومصليات الأقصى ليل أمس الأول بالزوار الذين جاءوا من مدينة القدس ومن أراضي الـ 48، وممن تمكنوا من الوصول من الضفة، متحدين قيود الاحتلال وحواجزه، تدفعهم مشاعر دينية ووطنية للوصول إلى الأقصى. وقد أدوا صلاتي العشاء والتراويح وسط انتشار لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي قدر عددها بأكثر من ثلاثة آلاف شرطي وجندي وعنصر أمن بلباس خاص.
ونصب المعتكفون خيامهم في أروقة المسجد لإحياء سنة الاعتكاف في الليالي العشر الأواخر من رمضان، ورفعوا العلم الفلسطيني، وصدحت حناجرهم بالتكبير والهتاف.
وبعد صلاة فجر يوم أمس انطلق المصلون في مسيرة في صحن قبة الصخرة رفعوا خلالها أعلاما فلسطينية، فهاجمتهم القوات الإسرائيلية وألقت طائرة مسيّرة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وأصيب العشرات منهم بالاختناق. وقدمت طواقم الإسعاف المنتشرة في ساحات المسجد الإسعافات الأولية للمصلين المصابين.
وأعلنت قيادة جيش الاحتلال، في ختام جلسة خصصت لتقييم الأوضاع الأمنية، استدعاء ست كتائب احتياط خلال الأسابيع المقبلة، لتعزيز وجود وحدات قيادة المنطقة الوسطى على خلفية التوتر الأمني، الذي لا يزال يسود الضفة الغربية.
وهذه القوات الإضافية والكتائب ستضاف إلى 14 كتيبة أخرى جرى نشرها خلال الشهر الجاري في مناطق الضفة الغربية وعلى منطقة حدودها الفاصلة مع إسرائيل وفي مدينة القدس، وكذلك على حدود قطاع غزة، ومن بينها أفراد من وحدات القناصة. وحسبما أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال فإن هذه القوات سوف تعمل بدلا من القوات النظامية على طول خط التماس، ولتأمين سد الجدار ومنع الفلسطينيين من الضفة الغربية من الدخول إلى الخط الأخضر.
وقد وقّع رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي، على أمر لتنفيذ الخطة العسكرية الجديدة، حيث من المقرر أن يتم استدعاء أفراد الكتائب على ثلاث مراحل.
ويتردد أن تعزيز تلك القوات يأتي في ظل استعدادات دولة الاحتلال لإقامة احتفالات يوم 14 مايو/أيار المقبل، بذكرى ما يعرف “بتأسيس إسرائيل”، وهي المناسبة التي يحيي فيها الفلسطينيون ذكرى احتلال أرضهم بقوة السلاح وتهجير مدنهم وقراهم وسكانها في عام 1948، والتي تعرف بـ “أحداث النكبة”.
وفي إطار التنسيق الفلسطيني الأردني حول ملف القدس والمسجد الأقصى التقى الرئيس محمود عباس العاهل الأردني ليل الأربعاء في العاصمة عمّان، وجرى بحث آخر المستجدات على صعيد الوضع السياسي، والتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وسبل الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعزيز التنسيق بين القيادتين الفلسطينية والأردنية في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجدد الرئيس عباس التأكيد على ضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف أعمالها أحادية الجانب واحترام الاتفاقيات الموقعة ووقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أهمية تكثيف الجهود “من أجل حشد طاقات المجتمع الدولي لوقف ممارسات الحكومة الإسرائيلية وسياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته”.
و أكد الملك عبد الله الثاني وقوف بلاده مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأعلن عن عزمه مواصلة الاتصالات من أجل وقف الاعتداء على القدس والمقدسات، مشيرا إلى أن الأردن وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”يواصل جهوده مع الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي والحفاظ على الوضع التاريخي للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية”.
واعتبر العاهل الأردني أن “التضييق الذي طال المصلين في القدس وتقييد حركة المسيحيين والتأثير على احتفالاتهم الدينية أمر مرفوض”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات