أخبار عاجلة

تبون يتطلع الى تحسين العلاقة مع فرنسا بعد فوز ماكرون

فتح فوز إيمانويل ماكرون بعهدة ثانية في قصر الإليزيه مؤخرا، الحديث مجددا على مستقبل العلاقات الجزائرية- الفرنسية والنتائج التي سيتوصل لها البلدين فيما يخص المباحثات حول ملفات عديدة وحساسة خاصة ملف الذاكرة.

وكان ماكرون خلال زيارته إلى الجزائر سنة 2017 قد تعهد بتحسين العلاقات مع الجزائر انطلاقا من تسوية ملف الذاكرة على عكس سابقيه، كما وعد بتقديم الاعتذار عن جرائم الاستعمار الفرنسي خلال أزيد من 130 سنة من النهب واصفا إياه بأنه جريمة في حق الإنسانية.

ولكن بعد مرور سنوات العهدة الأولى عاد الرئيس الفرنسي إلى عادة أسلافه الذين سبقوه، حيث وصل إلى حد التصعيد بالتشكيك في تاريخ وجود الأمة الجزائرية بعد استقباله وفدا من أحفاد الحركى.

ولم ينجح الرئيس الفرنسي في دفع العلاقات الجزائرية- الفرنسية نحو الأمام ونحو التقدم وبناء شراكة حقيقية في إطار الندية، والدليل على ذلك أن فرنسا خسرت العديد من الاستثمارات في الجزائر لصالح دول أخرى.

ودعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس في رسالة التهنئة التي بعث بها إلى الرئيس الفرنسي الجديد، إلى أن تكون الرؤية المجددة منطلقة من احترام السيادة وتوازن المصالح خاصة فيما يتعلق بالذاكرة والعلاقات الإنسانية، المشاورات السياسية، الاستشراف الإستراتيجي والتعاون الاقتصادي والتفاعل في كافة مستويات العمل المشترك، قائلا إنه من شأنها أن تفتح للبلدين آفاق واسعة من الصداقة والتعايش الـمتناغم في إطار الـمنافع الـمتبادلة.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية والقانون بجامعة معسكر، أبو الفضل محمد بهلولي، أن إعادة بعث العلاقات الجزائرية- الفرنسية من جديد بعد فوز ماكرون بالرئاسة سيكون على أسس جديدة من خلال احترام مبدأ السيادة و التعامل بالمثل.

وقال بهلولي في تصريح لـ”سبق برس”، إن فرنسا اليوم قد اقتنعت أن صانع القرار في الجزائر يختلف بكثير عن أسلافه، مضيفا: “الضغوط التي تلقاها ماكرون من داخل فرنسا جعلته يرسل عدة رسائل من الإليزيه إلى المرادية كحسن نية في التعامل مع الجزائر خاصة في المتغيرات الدولية وأزمة الطاقة والأمن الغذائي”.

وتابع: ” ماكرون أصبح يغلب المصلحة في التعامل في العلاقات الدولية وكل مؤشرات تفيد بإعادة تطبيع العلاقات بين الجزائر وفرنسا”.

وسيسعى الرئيس الفرنسي الجديد إلى إعادة طرح ملف الذاكرة من جديد من أجل كسب خطوات متقدمة مع الجانب الجزائري، خاصة بعد الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي زار الجزائر مرتين في ظرف وجيز.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أبو الفضل محمد بهلولي، أن السلطات الجزائرية تبحث عن الكثير من التطمينات والمؤشرات من أجل إعادة الثقة بين المرادية والإليزيه.

وقال: “الجانب الجزائري يبحث عن المزيد من مؤشرات حسن نية الطرف الفرنسي لإقامة علاقات ذات جودة وفي كل الأحوال يبقى للمفاوض الجزائري أوراق قوية تجاه فرنسا لاسيما انه أثبت صلابة أمام المفاوض الفرنسي في العديد من الملفات”.

ومن خلال كل هذا، تبقى الدولة الجزائرية متمسكة بحقها في مطالبة فرنسا بضرورة الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار، مع تعويض الشعب الجزائري عن كل الملفات على رأسها التفجيرات النووية التي أجرتها فرنسا بالصحراء الجزائرية.

وعبر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بكل صراحة عن موقف الدولة الجزائرية بخصوص ملف الذاكرة، وذلك في كلمته خلال الاحتفال بذكرى عيد النصر الماضي، قائلا: “جرائم الاستعمار الفرنسي لا تسقط بالتقادم إذ لا مناص من المعالجةِ المسؤولةِ المُنصفةِ والنزيهة، لملف الذاكرة والتاريخ في أَجْواءِ المصارحةِ والثِّقةِ، وفي هذا المنحى أُجدِّدُ التأكيد أن هذه المَسألةٌ ستظلُّ في صُلب اهتماماتِنا”.

وتجدر الإشارة أن ماكرون قد فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل يومين بعد إجراء الدور الثاني ضد منافسته من اليمين المتطرف، مارين لوبان، حيث تحصل ماكرون على نسبة 58.5 بالمائة من الأصوات، بينما تحصلت مرشحة اليمين المتطرف على نسبة 41.8 بالمائة من الأصوات.

وكانت العديد من الأطراف في أوروبا قد تخوفت من فوز مارين لوبان التي كانت تهدد بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي في حال وصولها إلى الإليزيه، معتبرين ذلك الأمر زلزالا قد يمتد في محيطهم الإقليمي والدولي.

وقال الوافد الجديد لقصر الإليزيه في كلمة له بعد فوزه بالانتخابات، إنه يعي أن الكثير من المصوتين له قطعوا الطريق على اليمين المتطرف.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

ملاحض

تفكير فقط

أليس ماكرو هانا الجزائر ؟؟؟؟ كيف يريدون تحسين العلاقة مع فرنسا الدول ألاوربية همها الغاز فقط كل المشاريع تدهب ألى المغرب