في اليوم السابع والعشرين للغزو الروسي لأوكرانيا، أسقطت، أمس الثلاثاء، قنبلتان “خارقتان” على ماريوبول، حيث يحاصر آلاف السكان، وقال الكرملين إن استخدام روسيا لأسلحة نووية يتعلق بتهديد لوجودها، فيما واصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حشد الدعم العالمي، حيث خاطب أمس البرلمان الإيطالي، وأبدى استعداده للتفاوض حول القرم ودونباس، لكن مع “ضمانات أمنية”، وسط اقتراح باكستاني للدول الإسلامية والصين، بالتوسط في حل النزاع، وقد برز موقف أمريكي حول عدم وجود أدلة عن دعم بكين لموسكو في حربها في أوكرانيا.
وأشارت بلدية ماريوبول إلى أن المدينة تعرضت للقصف الثلاثاء بـ”قنبلتين خارقتين” دون تقديم تفاصيل حول حصيلة للقتلى أو الجرحى. وحسب مجلس المدينة، فإن “المحتلين غير آبهين بالمدينة، يريدون تسويتها بالأرض”.
وتحدث سكان فرّوا من المدينة المدمّرة لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” عن “جحيم بارد وشوارع تنتشر فيها الجثث وأنقاض المباني المدمّرة، وآلاف الأشخاص المقطوعين عن العالم في مدينة محاصرة”، يختبئون في طوابق سفلية دون مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا وسائل تواصل.
ونقلت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن مساعد رئيس بلدية ماريوبول بترو أندريوشتشينكو أن أكثر من مئتي ألف شخص لا يزالون داخل المدينة. وقال إن أكثر من ثلاثة آلاف مدني قُتلوا فيها منذ بدء المعارك، لكن الحصيلة المؤكدة ما زالت مجهولة.
وأعلن الجيش الأوكراني على فيسبوك أن الجيش الروسي الذي تكبد خسائر فادحة ويواجه مقاومة شرسة، كما أكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن الجيش الأوكراني نفذ هجمات مضادة أتاحت في الجنوب خصوصاً، استعادة سيطرته على أراض من القوات الروسية التي تواجه صعوبات في الاتصال.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله أمس الثلاثاء إن روسيا لن تستخدم أسلحة نووية إلا إذا كان وجودها مهددا.
إلى ذلك، قال مسؤولون أمريكيون وآخرون في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، إن بيلاروسيا قد تنضم “قريبا” إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا، لافتين أنها بدأت بالفعل باتخاذ خطوات لفعل ذلك.
وأضاف “بالنسبة للقوات الروسية، أوكرانيا هي البوابة لأوروبا، التي ترغب في اقتحامها، لكن يجب عدم ترك الفرصة للهمجية” وتابع أن عواقب الحرب يشعر بها الناس بالفعل في مختلف أرجاء العالم.
وزاد “أسوأ شيء سيكون المجاعة التي تقترب من بعض الدول. أوكرانيا كانت دائما واحدة من أكبر مصدري الغذاء، لكن كيف لنا أن نزرع (المحاصيل) تحت قصف المدفعية الروسية؟”.
كما أبدى الرئيس الأوكراني في تصريحات إعلامية، استعداده لبحث كل الأمور مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إذا وافق على التفاوض مباشرة معه بما يشمل القرم ودونباس، لكن مع “ضمانات أمنية” بشكل مسبق، محذرا من أن أوكرانيا “ستدمر” قبل أن تستسلم.
وبيّن أنه منفتح على “محاولة معالجة كل ما يزعج روسيا ويثير استياءها”.
وأضاف أن “مسألة القرم ودونباس صعبة جدا للجميع”، قائلا “نحن بحاجة إلى “ضمانات أمنية وإنهاء الأعمال العدائية، وحين يرفع الحصار نتحاور”.
وقال الكرملين أمس إنه يرغب في أن تكون المحادثات الجارية بين روسيا وأوكرانيا أكثر “نشاطا وواقعية”، مع استمرار القتال بين قوات الدولتين.
وبين المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا لا تعتزم أن تكشف علنا مطالبها التفصيلية لأوكرانيا.
كما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا خلاله محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وأفادت وكالة الإعلام الروسية أن الاتصال جاء بناء على طلب باريس.
كذلك قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إن بلاده تدرك “مدى صعوبة الظروف” من أجل التهدئة بين روسيا وأوكرانيا، لكنها ستواصل مساعيها الدبلوماسية التي هي المخرج الوحيد من الأزمة، في حين اقترح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أن تتوسط الصين والدول الإسلامية في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه لم يطلع على أي دليل على أن الصين تقدم عتادا عسكريا لروسيا.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذر الصين من رد أمريكي على تقديم المساعدة لروسيا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات