من المؤكد جدّاً أن لا أحد سيلوم النظام الجزائري لو اصطف إلى جانب روسيا في هذا الهجوم العسكري على اوكرانيا.. فالأمر طبيعي حدّ الواجب نظرا للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين منذ فترة الاتحاد السوفياتي.. واستمرت إلى ما بعد سقوط جدار برلين..
اذ تعدّ روسيا مصدراً رئيسياً لتسلح القوات المسلحة الجزائرية لتطوير قدراتها العسكرية، وأصبحت بحكم أرقام الصفقات أكبر مستورد للأسلحة الروسية في القارة الأفريقية، ففي عام 2019 وقعت الأخيرة صفقة لشراء أسلحة روسية مقابل 7.5 مليار دولار.
واشترت الجزائر وحدها حوالي 200 قطعة طائرات من روسيا منذ 2000 إلى 2019، وتتراوح ما بين طائرات هليكوبتر للنقل إلى طائرات هليكوبتر مقاتلة ومقاتلات برية مقاتلة. فيما تم طلب نماذج مختلفة من نظم الدفاع الجوي أرض – جو، بالإضافة إلى صواريخ من أنواع أخرى، كما طلبت أكثر من 500 دبابة في المجموع خلال الفترة نفسها. وتشير تقديرات إلى أن السلاح الروسي يمثل نحو 85٪ من جملة السلاح الجزائري…
ولعل الجميع ما زال يتذكر تلك الخطبةالنارية من الجنرال شنقريحة من داخل قاعة الأركان الجيش الروسي.. وما فاه به من هجوم على المغرب وباسطوانة البلد المحتل
كل هذه المعطيات والوقائع تجعل من موقف التضامن والاصطفاف إ لى جانب الرئيس بوتين موقاً مفهومها ومقبولاً بل ومشرفاً للنظام الجزائري لذي لا يتخلّى عن حلفائه أثناء الأزمات..
لكن الذي وقع للأسف لهذا النظام الجبان وبامتياز هو التبرؤ من حليفه ومزوده الرئيسي بالسلاح والقمح وذلك ماظهر خلال ما يسمّى بقرصنة الموقع الرسمي لوزارة العدل الجزائرية أمس الجمعة على موقع التواصل الاكتروني “تويتر” وعرضت فيه منشورات تؤيد الحرب الروسية على اوكرانيا متهمة فيه هاكرز مغاربة موالين للمخزن المغربي كما جاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية.. وأذاعته القنوات الرسمية وباللغتين
وتبرّأت السلطات الجزائرية من كل المنشورات التي تنسب إلى الجزائر وتسيء إلى سمعتها الدولية ولا علاقة لها بالموقع الرسمي للوزارة.
وسترفع الجزائر دعوى قضائية ضد هذا الهجوم السيبراني الذي يستهدف مؤسسة رسمية حكومية
لقد عاد النظام الجزائري إلى لعبته المفضلّة…وعاد إلى غبائه من جديد.. وهو يعد برفع دعوى قضائية ضد المغرب وقراصنته.. وفي نفس الوقت سيفتح تحقيقاً للوصول إلى مرتكبي هذا الإختراق..
وهو التحقيق الذي لم يأت إلاّ بعد تدخل السفارة الأوكرانية بالجزائر عبرمنشور بصفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك جاء فيه ما يلي :
“نظرا للهجوم الإلكتروني والقرصنة التي تعرض لها الحساب الرسمي لوزارة العدل بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على التويتر في 11 مارس 2022” فإنّ سفارة أوكرانيا بالجزائر تطلب من السلطات الجزائرية المختصة إجراء تحقيق عاجل في ذلك الحادث بغية تحديد الأطراف المتسببة في الاختراق”.ومطالبة إبلاغها بنتائج التحقيق وفقا للنظام المعمول به في مثل هذه الحالات
أن يتمّ تعميم هذا الطلب عبر التويتر ومنصات التواصل دون اللجوء إلى أدوات دبلوماسية أخرى فيها الكثير من السرية كما جرت العادة لا يعني إلاّ شيئاً واحداً وهي أن أوكرانيا وعبر سفارتها لا تثق في رواية النظام الجزائري في اتهامه للمغرب.. وأرادت إحراجه عالميا عبر تعميم هذا الطلب..إضافة إلى إجبارية فتح التحقيق ونشر نتائجه ومعطياته وتعميمها
بهذا الطلب تكون السفارة الأوكرانية قد نابت عنّا بشكل غير مباشر.. ويكون النظام أمام مأزق دبلوماسي إذا لم يستجب كما هو معمول به لهذا الطلب الأوكراني..
علما أن ما قام به الهاكرز المغربي إذا اعتمدنا الرواية الجزائرية.. أجده في صالح الجزائر وأن المغاربة أرادوا من خلاله إنقاذ ماء وجه النظام الجزائري ويتدراك موقفه المخجل وخيانته لحلفائه..
هذا موقف أخلاقي من المغاربة أراد أن يذكركم بقيم الوفاء والإخلاص والوقوف مع الأصدقاء أثناء الأزمات..
فلماذا أزعجكم ذلك.. أليست روسيا حليفتكم..
وألستم إلى حدود الأمس تستعرضون علينا عضلات السلاح الروسي على حدودنا أثناء أزمة الشاحنتين.. وأن منصات النقاش العمومي خلال تلك الفترة تتحدّث عن نصف ساعة للوصول إلى الرباط.. وووو
عوض أن تشكروا هؤلاء القراصنة الطيبون الأخلاقيون جدّاً وهم يحاولون إضفاء بعض المصداقية على خيانتكم
عوض ذلك بادرتم إلى المتابعة القضائية في حقهم..
فعلاً قراصنة المغاربة يستحقون ذلك ليس بما جاء في المنشور بل إختيار هم لوزارة غير مؤثرة دولياً كموقع الرئاسة مثلاً أو شيئ من هذا القبيل..ولأنها كذلك لماذا أصلا بادرتم إلى إخبار العالم بذلك..
أليس من الأجدر في هذه الحالة ان تعالوا الوضع بالصمت.. ( ومريضناا ماعندوا بأس كما يقال)
أم هي أصلاً فبركة وصناعة محلية كعادتكم لتخرجوا بهذه التبرئة كمغازلة والتقرب إلى أمريكا وحلفائها.. وخاصة ان ذلك صادف تواجد نائبة وزير خارجية أمريكا بالجزائر
فبعد الإمتناع عن التصويت ضد روسيا.. وبعد التصريح بقدرة الجزائر على تعويض غاز روسيا( وهي طنعة من الظهر) والذي تعامل معها الغرب بنوع من اللامبالاة وعدم الإهتمام.. ابتكرتم واخترعتم قضية اختراق موقع وزراة العدل من طرف المخزن المغربي كي تخلقوا لأنفسكم فرصة الإبتعاد عن تداعيات الحرب على أقرب حلفائكم..
ولأن اللعبة مكشوفة.. وبإخراج بليذ وغبيّ جعلكم تتورطون مع السفارة الأوكرانية التي خاطبتكم بطريقة فيها الكثير من التحقير والإ زدراء للدولة الجزائرية للأسف..
من حيث لا تدرون.. أوكرانيا تنتظر نتائج التحقيق..
أمّا نحن في المغرب فنعرف منذ الآن أن سبب إقصاء الجزائر – لا قدر الله – من تصفيات كأس العالم هو السيد لقجع واللوبي المخزني بالفيفا..
هل يمكن للأمم والشعوب أن تحترم دولة وبإمكانيات طاقوية هائلة تنظم أكثر من 12 رحلة نحو الكاميرون وبأمر من الرئيس لحضور مقابلة الخضر هناك.. ولم تستطع أن تنظم مثيلاتها لإجلاء الطلبة الجزائريين من أوكرانيا..
هل مثل هذا النظام يستحقّ الانتباه اليه… ¡؟
لا أظن.
وإلاّ لما تجرّأت سفارة أوكرانيا أن تخاطبه عبر التويتر فقط
يوسف غريب
تعليقات الزوار
ibn tachfine
bani kherkher les esclaves tfooo
PAYS DES VOYOUS DIRIGER PAR DES VOYOUS STUPIDES JE DEM ANDE DIEU MATAIN ET SOIRE L GUE VIE A TEBOUNE NEZARE MEDIANE CHENGRIHA
حزقون