أخبار عاجلة

إسرائيل تنصح الرئيس الأوكراني زيلينسكي دوالأصول اليهودية عدم التوكل على الغرب “العفن”

حرب الكرملين ضد أوكرانيا تصبح وحشية وكارثية من ساعة إلى أخرى، وفي الوقت نفسه تجد إسرائيل الرسمية نفسها، رغم أنفها، في مكانة مؤيدة صامتة للكرملين، ترفض الانضمام إلى العقوبات الاقتصادية والمالية الدولية ضد روسيا، كما ترفض توريد وسائل حصانة متطورة لأوكرانيا في الوقت الذين يستخدم فيه جيش بوتين منتجات التكنولوجيا الإسرائيلية.

علاقات إسرائيل – روسيا في مجالات حرجة تتواصل بالتالي وكأن روسيا بوتين لم تكن دولة منبوذة. الاعتبار الأخلاقي، ولا حتى التلميح بالاعتبار الأخلاقي، لا يمر على أصحاب القرار في إسرائيل. ليس لنا إلا المصالح، ولا مبادئ -لا سمح الله- لنا.

معانقو بوتين في البلاد لا يعشقونه، بل معجبون بقوته، وطموحاته الإمبريالية، وطغيانه، وأكاذيبه وباستخفافه بالرأي العام المتنور. ومن الأفضل أن تستسلم الدولة المارقة المجاورة لروسيا العظمى، أي أوكرانيا، لمطالب جارتها الجبارة وتتخلى عن سيادتها. بعض من محللينا وسياسيينا الكبار يوصون الأوكرانيين ترك أحلامهم عن الحرية والديمقراطية واتخاذ خيار “واقعي”: الاستسلام للقوة الإمبريالية الطاغية التي تقصف بيوتهم والانضمام إليها طواعية.

أما رئيس أوكرانيا زيلينسكي المحترم، فيحثه أولئك الإسرائيليون على ألا يتخذ دور رجل المبادئ وألا يسمح للغرب العفن بتضليله، كن واقعياً، سافر إلى موسكو، اركع بأدب أمام شمس الشعوب الجديدة، وأوقف حربك للاستقلال، عديمة الاحتمال. وإليك نصيحة من الدولة القومية اليهودية: لا مكان على المعمورة لدولة أوكرانية قومية.

من حظنا أن أولئك أصحاب المشورات إياهم لم يكونوا في البلاد عندما نهضت حفنة من اليهود الصهاينة الشجعان ضد آلة القمع السوفياتية الهائلة في مطلب كان في حينه عديم الاحتمال، فأطلقوا “أرسل شعبي”. في الأسبوع الماضي، انشغلنا بمئات اللاجئين من أوكرانيا، ممن علقوا في مطار بن غوريون لساعات انتظار ممزقة للأعصاب، مع صور أطفال لاجئين ينامون على فرشات مؤقتة مقلقة، ولكن ليس هذا ما أثار عندي إحساس “الخجل الوطني” و”العار الأخلاقي”. ظهرت صور مشابهة في مطارات ومحطات قطارات في أوروبا في الأسبوع الأول لموجات اللاجئين.

الفشل التنظيمي والإداري، برأيي، هامشي مقارنة بالطريق السريع الجوي من موسكو إلى تل أبيب، والذي يجلب من هناك إلى هنا تيار أرباب المال الروس بطائراتهم الخاصة، خائفين ومقاطعين في كل العالم، باستثناء دول مختارة مثلنا.

ينبغي لإسرائيل أن تزيد سقف اللاجئين من أوكرانيا، وهذه خطوة أساسية لازمة. ولكن من المهم والأخلاقي أكثر هجر سياسة الحياد الحالية، التي هي عملياً سياسة تسامح تجاه بوتين: “الحيادية بين المعتدي والمعتدى عليه، بين المحتل والخاضع للاحتلال، بين الدكتاتوري والديمقراطي، بين التضامن مع القامع والمساعدة للمتمرد على القمع، أمر الساعة هو التوقف عن هذا السير بين القطرات؛ هذه ليست قطرات، هذه صواريخ.

يعلمنا التاريخ بأن محاولة إشباع العملاق الإمبريالي من خلال التضحية بالشعوب الصغيرة لا يؤدي إلا إلى زيادة عدوان العملاق وشهيته إلى ابتلاع العالم بكامله. وإن لم يكن فتدميره. حذار التعاون معه، وحذار مداعبة ذيله، وحذار أن ننسى تحذير نتان الترمان من “فرحة الفقراء”: “للمنسيين يحسن، وللحياة يشفي، ولكن إلى أين نسير بالعار؟”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات