تضرب مصر حاليا موجة غلاء فاحش أصابت المصريين بصدمة كبيرة، جراء الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي بسبب الحرب في أوكرانيا وغزو روسيا لها.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بتعليقات غاضبة. جراء ارتفاع سعر السلع الأساسية بشكل غير مسبوق “وكأن الحرب في مصر وليست في أوكرانيا” حسب وصفهم.

وبحسب وسائل إعلام مصرية فقد ارتفعت أسعار السلع في مصر ما بين 20 -50%. حيث زادت أسعار اللحوم نحو 50 جنيها منذ نهاية فبراير الماضي، بحسب شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة.

مخابز العيش السياحي هي الأخرى رفعت أسعار الخبز بنسبة 50%. فالرغيف الذي يباع بـ50 قرشًا أصبح سعره 75قرشًا، والكبير من جنيه لجنيه ونصف.

ومن ناحيته أكد عطية حماد، رئيس شعبة المخابر بالغرفة التجارية بالقاهرة، ارتفاع سعر طن الدقيق السياحي لـ12 ألف جنيه بعدما كان بـ 9 آلاف جنيه.

وزاد هذا الغلاء الفاحش من معاناة المصريين الذين يعانون في الأساس من تدهور وضعهم المعيشي، منذ صعود نظام عبدالفتاح السيسي الذي أغرق مصر في الديون بشكل غير مسبوق.

وكتب ناشط باسم “أبويوسف” ساخرا: “اذا تعثرت بغله في العراق، الأسعار تغلي في مصر.”

فيما قال محمود سعيد علي مستنكرا تصريح لرئيس شعبة مخابز القاهرة قال فيه “لازم كلنا نشيل مع بعض مشكلة زيادة الأسعار. واللي مايشلش مع الدولة في الوقت الحالي مينفعش يكون مواطن مصري”. “منذ 8 سنوات والشعب بيدفع وارتفاع الاسعار فى مصر لم يحدث على مستوى العالم.

وتابع علي: “وبكل تأكيد التأكيد أن مسؤولين مصر عندهم مليارات الدولارات فى البنوك خارج مصر.”

سخرية من ارتفاع الأسعار

هذا وعبر الكثير من النشطاء المصريين عن امتعاضهم من الزيادة الجنونية تلك بأسعار السلع. عبر السخرية ونشر الكومكسات كعادة المصريين في الأزمات.

فيما دون الكاتب عبدالقادر سعيد:”الأسعار في مصر بقت في مستوى لاعب في باريس سان جيرمان.”

وقال الممثل المصري عمرو واكد، إن سبب زيادة الأسعار في مصر هو أن “في شخص واحد ـ يقصد السيسي ـ استلف بإسمك وبأسم الناس كلها كمية مجنونة من القروض من غير أي دراسة أو مراجعة أو محاسبة.”

وتابع في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بتويتر :”قروض أغلبها اتصرف على شراء الولاء ليه من جو ومن برة. بيشتري ولاء بقروض انت اللي هتسددها. تأثير حرب أوكرانيا لسه ما وصلش ولما هيوصل الأسعار هتزيد تاني”.

ارتفاع أسعار القمح

وتسبب ارتفاع أسعار القمح في زيادة أسعار الدقيق، وبالتالي المكرونة التي أصبح سعر الطن منها يصل إلى عشرة آلاف جنيه (636 دولار). مقابل 7500 جنيه و8 آلاف جنيه (541 دولار)، قبل الزيادة.

ويشار إلى أن سعر طن الزيت ارتفع إلى 28 ألف جنيها، مقابل 25 ألف جنيه. كما صعدت أسعار الذرة الصفراء خلال الأسبوعين الماضيين في الأسواق ألفي جنيه للطن، والتي تذهب منها نسبة 60 إلى 70 في المئة، كعلف للحيوانات، بحسب وسائل إعلام مصرية.

وتخطى سعر طن الحديد حاجز ال16 إلف جنية (تسليم المصنع) مسجلا زياد تتراوح بين 500-1200 جنية للطن منذ مطلع الشهر الجاري، بحسب موقع الساحة.

ومن جانبها أعربت جمعية مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك عن قلقها من “الارتفاعات الجنونية غير المبررة لأسعار السلع الغذائية”. على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

وبحسب صحيفة الغارديان، ارتفعت الأسعار في مصر بنسبة 80٪ بين أبريل 2020 وديسمبر 2021.