أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد في أحدث خطوة تصعيدية، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب وسط التوتر مع الغرب بشأن أوكرانيا. وجاءت تلك الأوامر خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية.
ووجه بوتين في الاجتماع وزير دفاعه ورئيس الأركان العامة، لوضع قوات الردع النووي في "حالة تأهب قتالية خاصة"، موضحا أن هذه الخطوة تأتي ردا على مسؤولي الغرب قائلا إنهم "لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولهم بحلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا".
وسارعت الولايات المتحدة إلى الرد على هذه الخطوة، متهمة بوتين بـ"فبركة تهديدات". وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي عبر محطة إيه بي سي التلفزيونية عندما سئلت عن إعلان موسكو "هذا نمط رأيناه لدى الرئيس بوتين طوال فترة هذا الصراع، وهو فبركة تهديدات غير موجودة من أجل تبرير المزيد من العدوان".
اعتبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأحد أن قرار الرئيس الروسي وضع قوة الردع النووية في حالة تأهب هو سلوك "غير مسؤول".
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لشبكة سي إن إن ، "هذا خطاب خطير وسلوك غير مسؤول"، مضيفا "وبالطبع، إذا جمعت هذا الإعلان مع ما يفعلونه على الأرض، يشنون حربا على دولة مستقلة ذات سيادة ويشنون عملية غزو شامل لأوكرانيا، فهذا يزيد من خطورة الوضع".
وحضّ ستولتنبرغ الولايات المتحدة وأوروبا على "الوقوف معا" في مواجهة العدوان العسكري لروسيا و"تهديداتها"، لكنّه أكد أن التحالف "لا يريد حربا".
وقال في تصريح لهيئة "بي.بي.سي" البريطانية إن "حلف شمال الأطلسي لا يريد حربا مع روسيا، نحن لا نسعى إلى مواجهة"، مضيفا "نحن تحالف دفاعي، لكن يجب أن نحرص على عدم إتاحة مجال لإساءة الفهم وإساءة التقدير في ما يتعلق بقدراتنا الدفاعية وبحماية الحلفاء".
وحلف شمال الأطلسي بصدد نشر قوّته للاستجابة السريعة للمرة الأولى لتعزيز جناحه الشرقي في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. وتندرج الخطوة في إطار سلسلة تدابير يتّخذها حلف شمال الأطلسي وترمي إلى تعزيز دفاعاته بعد نشر حلفاء على رأسهم الولايات المتحدة قوات في دول شرقية منضوية فيه بعد مهاجمة روسيا لأوكرانيا.
لكن ستولتنبرغ شدد على أن "المسؤولية الأساسية والمهمة الرئيسية" لحلف شمال الأطلسي هما تجنيب دوله الأعضاء أي هجوم، مضيفا "أوكرانيا شريك نقدّره كثيرا وندعمه، لكن أوكرانيا غير مشمولة بالتغطية الأمنية نفسها، التغطية الأمنية المطلقة... التي تنطبق على الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي".
ويعد هذه القرار تصعيدا خطيرا للتوتر بين الشرق والغرب بسبب العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، ويزيد من مخاطر تحول التوترات الناشئة إلى حرب نووية، بحسب وكالة أسوشييتد برس الأميركية.
وأطلقت روسيا فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات على موسكو.
وإزاء عنف الغزو الروسي لأوكرانيا، قرر الأوروبيون إرسال أسلحة لأوكرانيا من صواريخ وقاذفات صواريخ ورشاشات، بعدما امتنعوا لفترة طويلة عن ذلك ولو أن إمداداتهم الأولى تبدو هزيلة بالمقارنة مع القوة النارية الروسية.
وفي نهاية يناير في وقت كانت فيه روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، أثارت الحكومة الألمانية المتمسكة بموقفها التقليدي المعادي لتسليم أسلحة، انتقادات ساخرة بإعلانها تزويد كييف بخمسة آلاف خوذة عسكرية.
لكن بعد ثلاثة أيام على بدء الغزو الروسي، تبدل الوضع، إذ كسرت ألمانيا محظورا بموافقتها على تسليم أسلحة إلى أوكرانيا، خارجة عن سياستها القاضية بمنع أي صادرات من الأسلحة الفتاكة إلى مناطق نزاع.
وأجازت برلين تسليم كييف ألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستينغر وتسعة مدافع هاوتزر، وفق ما أعلنت الحكومة. كما أعلنت ألمانيا عن إرسال 14 آلية مدرعة وعشرة آلاف طن من الوقود إلى أوكرانيا، وقال مصدر حكومي "يجري حاليا درس إجراءات دعم أخرى".
كذلك أعلنت فرنسا مساء السبت أنها قررت تسليم المزيد من المعدات العسكرية الدفاعية لأوكرانيا. وقال قصر الإليزيه بعد اجتماع لمجلس الدفاع ترأسه الرئيس إيمانويل ماكرون، إنه "تقرر تسليم المزيد من المعدات الدفاعية إلى السلطات الأوكرانية بالإضافة إلى دعم بالوقود".
وكانت هيئة أركان القوات المسلحة الفرنسية أعلنت في وقت سابق أنها "صادقت" على عمليات تسليم أسلحة دفاعية لكييف، بعدما طلبت أوكرانيا بصورة خاصة "وسائل دفاع جوي" ورقميّ، بحسب ما أوضح سفيرها في باريس.
وبعدما انتقد لفترة طويلة عدم تحرك الغرب، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت بـ"تشكل تحالف دولي قوي لدعم أوكرانيا، تحالف مضاد للحرب" وكتب على تويتر إن "أسلحة ومعدات من شركائنا في طريقها إلى أوكرانيا".
خسائر روسية في مدينة خاركيف وغموض يرافق المعارك في محيط العاصمة الأوكرانية
خسائر روسية في مدينة خاركيف وغموض يرافق المعارك في محيط العاصمة الأوكرانية
من جانبها، أعلنت بلجيكا السبت إمداد الجيش الأوكراني بألفي رشاش و3800 طن من الوقود، فيما أفادت وزارة الدفاع الهولندية بأنها "أرسلت السبت قسما من المعدات الموعودة ولا سيما بنادق فائقة الدقة وخوذات".
وفي رسالة إلى البرلمان الهولندي، كتبت وزارة الدفاع أنها ستؤمن "في أقرب وقت ممكن مئتي صاروخ أرض-جو ستينغر لأوكرانيا".
وبعدما صادقت الجمهورية التشيكية على منح كييف أربعة آلاف قذيفة مدفعية، أعلنت السبت أنها سترسل "في الساعات المقبلة" لأوكرانيا ثلاثين ألف مسدس وسبعة آلاف بندقية هجومية وثلاثة آلاف بندقية رشاشة وعشرات البنادق الفائقة الدقة فضلا عن مليون رصاصة، بينما أرسلت بولندا عشرات آلاف الذخائر إلى الدولة المجاورة.
وأكد مكتب رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده سترسل "معدات دفاعية" ومساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، بعدما اتّهمت أثينا روسيا بقتل 10 من أفراد الجالية اليونانية خلال الغزو.
وأكد البيان أن طائرتين لنقل المعدات العسكرية ستتوجهان إلى بولندا الأحد من دون تحديد طبيعة المعدات التي ستنقلها، فيما أعلنت وزارة الدفاع البرتغالية أيضا أن لشبونة سترسل معدات عسكرية إلى أوكرانيا تشمل "سترات وخوذ ونظارات للرؤية الليلية وقنابل يدوية وذخيرة بمختلف العيارات". كما أكدت بأنها على استعداد لاستقبال "آلاف الأوكرانيين" الفارين من بلدهم. وأعلنت رومانيا أيضا أنها سترسل معدات بقيمة ثلاثة ملايين يورو إلى أوكرانيا.
وقال المدير السابق للمدرسة الحربية الفرنسية المرموقة فينسان ديبورت إن "الصعوبة في المسألة هي أن لا أحد كان يصدّق" أن روسيا ستشن عملية غزو واسعة النطاق على كامل الأراضي الأوكرانية.
وتابع أن "الكل يفعل ما بوسعه الآن ولا أحد يملك مليارات قطع السلاح الزائدة. كل الجيوش الأوروبية تعاني من نقص في التجهيزات" في وقت يشن مئتا ألف عسكري روسي هجوما على أوكرانيا مدعومين بصواريخ بالستية.
وقال ديبورت "حين يتم إرسال ألفي بندقية رشاشة، فهي تُقتطع من مخزون البلد نفسه.. الجيوش الأوروبية هي جيوش فقيرة. لا نملك المعدات، ولا المال".
وبمواجهة هذا الوضع الأوروبي، بإمكان الولايات المتحدة الأفضل تجهيزا عسكريا، أن تحدث فرقا وقد أعلنت السبت إرسال مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 350 مليون دولار لتصل القيمة الإجمالية إلى "أكثر من مليار دولار من المساعدة خلال العام الماضي"، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت.
لكن الجنرال ديبورت لفت إلى أن "الطرقات مقطوعة تماما والمطارات تحت القصف. حين يكون لديك أسلحة في بالتيمور، لا يمكن القول إنها في كييف".
غير أن دبلوماسيا غربيا في بروكسل بدا أكثر تفاؤلا الجمعة إذ قال ردا على سؤال حول هذا الموضوع إن "العديد من القادة الحلفاء" في الحلف الأطلسي يرغبون في تزويد أوكرانيا "قدر الإمكان" بمعدات عسكرية، مضيفا "من مصلحتنا أن نحاول إبطاء التقدم الروسي قدر المستطاع وجعل كلفته باهظة قدر الإمكان على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
ومع استمرار الزحف العسكري الروسي، قال رئيس بلدية كييف اليوم الأحد إنه لا توجد قوات روسية في العاصمة الأوكرانية المتمسكة بدفاعاتها في مواجهة الهجوم.
وقال فيتالي كليتشكو إن 31 شخصا في المجمل لقوا حتفهم بالمدينة منذ بدء الهجمات منهم تسعة مدنيين في حين أصيب 106 بجروح.
وكتب على قناته على تيلغرام "لكن جيشنا وأجهزة إنفاذ القانون والدفاع الإقليمي يواصلون الكشف عن المخربين وتحييدهم".
وأعلن المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينيغوبوف الأحد أن ثاني كبرى المدن (الأوكرانية) عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية، بعد ساعات قليلة من إعلانه وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة.
وكتب سينيغوبوف عبر شبكات التواصل الاجتماعي "خاركيف تحت سيطرتنا التامة"، مؤكدا أن عملية "طرد الأعداء من المدينة" جارية، مضيفا أن "العدو الروسي محبط تماما"، متخليا عن مركباته ومجموعات من الجنود "استسلموا للجيش الأوكراني".
وخاركيف التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة هي المدينة الرئيسية في شمال شرق أوكرانيا وتقع على مقربة من الحدود الروسية والأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك ولوغانسك.
وكان قد أعلن سينيغوبوف في وقت سابق أن الجيش الروسي وصل إلى وسط المدينة في اليوم الرابع من غزو موسكو للبلاد.
تعليقات الزوار
دعما لاوكرانيا
اجتماع سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالمغرب لدعم أوكرانيا نقلا عن جريدة هيسربيس المغربية كشف مصدر دبلوماسي أوروبي لجريدة هسبريس أن “سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين في المغرب عقدوا، السبت الماضي، اجتماعا مع سفيرة دولة أوكرانيا، للتعبير عن تضامن القارة الأوروبية مع كييف في النزاع العسكري المستمر مع روسيا”. وأوضح المصدر الدبلوماسي ذاته، الذي يشغل مهمة في بعثة الاتحاد الأوروبي، أن “الاجتماع الذي عُقد يأتي في خضم تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا”، مشددا على أن “سفراء الاتحاد الأوروبي أرادوا من وراء هذا الاجتماع مع سفيرة أوكرانيا في المغرب التعبير عن وقوفهم إلى جانب كييف في هذه الحرب”، لافتا إلى أن “الغرض من هذه الاجتماعات هو مواصلة دعم أوكرانيا في هذه الأزمة”. وأفاد المصدر ذاته بأن “هذا اللقاء هو دوري وطبيعي بسبب الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، حيث حضر جميع سفراء الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ممثلين عن دول الاتحاد في حال غياب أو تعذر قدوم سفير معتمد
البمعاملة بالمثل
ربما يكون حل ازمة الحرب في اوكرانيا بتهور الرئيس بوتين يمر عبر المعاملة بالمثل بان تقوم الولايات الامريكية المتحدة بغزو و اجتياح فينيزويلا
le dictateur et les monsenges
كل الانظمة الديكتاتورية تكدب وتكدب ابتدءا من الجزائر مرؤرا بايران وفنزيلا ثم روسيا الحمقاء