أخبار عاجلة

قمة الجزائر لقاءات المصالحة الفلسطينية والفرصة الأخيرة

حسب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية المتفائل دائما، واتمنى لو أستطيع هذه المرة مشاركته تفاؤله، فإن جولة جديدة من لقاءات المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وإنهاء الانقسام المقيت، يشارك فيها عدد من الفصائل الفلسطينية الفعالة على الساحة، يجري الترتيب لعقدها في العاصمة الجزائرية، في منتصف الأسبوع المقبل، بدعوة من وزارة الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، ورعاية الرئيس عبد المجيد تبون.

وقد استضافت الجزائر الشهر الماضي “لقاءات استكشافية انفرادية” بهدف جس نبض الفصائل، وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس، تجاه ملف المصالحة، لكن تلا تلك اللقاءات، انفجار خلاف كبير جديد، تسببت به اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير في 6 / 7 فبراير الحالي، الذي قاطعته حماس والجهاد الإسلامي والشعبية وفصائل صغيرة أخرى، ما زاد من الخلافات المتفاقمة أصلا، بسبب إلغاء الانتخابات التشريعية منها، والرئاسية والمجلس الوطني، في مايو 2021، بعد ان رفضت دولة الاحتلال إشراك القدس وأهلها في الانتخابات.
ورفض أبو مازن إجراء الانتخابات من دون القدس عاصمة فلسطين الأبدية، معتبرا أن الانتخابات من غير القدس تسليم بالأمر الواقع، والتنازل عنها لدولة الاحتلال، وهذا ما لا يمكن أن يفعله، حسب قوله. وأنا شخصيا مع تأجيل الانتخابات، بل ضد إجراء انتخابات في ظل الاحتلال الجاثم على صدور الشعب الفلسطيني بمجمله. واعتبرت حماس وفصائل أخرى هذا التأجيل هروبا من جانب فتح وأبو مازن، من استحقاقات المرحلة وتحايلا على النتيجة الحتمية، وهي إلحاق الهزيمة النكراء بفتح والفصائل الملتفة حولها، في إطار منظمة التحرير في وضعها الحالي، وسحب البساط من تحت أرجلها. وأيا كان الطرف الأصدق، فإن تأجيل الانتخابات عمّق الخلافات والانقسام وخلط الأوراق لمن يريد خلطها.
هذه الخلافات لم تكن موجودة خلال محاولات إتمام المصالحة، وإنهاء الانقسام السابقة، السؤال الذي يفرض نفسه هنا، ما هي الأوراق الضاغطة التي بيد الجزائر ولم تكن موجودة لدى مصر أو قطر أو السعودية أو تركيا أو موسكو، لجعلها قادرة على تحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، بعد نحو خمس عشرة سنة. مع أنه كان في أيدي هذه الدول المذكورة، أو لنقل بعضها، أوراق ضغط مهمة للغاية. بالنسبة لتركيا على سبيل المثال، فإن هناك تقاربا سياسيا وفكريا مع حماس، لكن ليس معروفا إن كان هذا الانسجام السياسي سيدوم طويلا في الفترة المقبلة، مع التقارب الذي تشهده العلاقات التركية الإسرائيلية، الذي بالتأكيد سيقود إلى تطبيع في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، ستتوج بزيارة الرئيس الإسرائيلي هيرتسوغ إلى أنقرة في التاسع من الشهر المقبل، وسيردها بالطبع الرئيس التركي أردوغان لتعود العلاقات إلى مجاريها بين البلدين. أما مصر فإنها تمسك بأهم المفاتيح، مفاتيح بوابات قطاع غزة وتتحكم بالداخل والخارج من وإلى القطاع، يضاف إلى ذلك طبعا، إمساكها بورقة الوساطة بين حماس وإسرائيل للحفاظ على الهدوء الهش القائم على حدود غزة، وكذلك في قضية تبادل الأسرى التي ترى فيها حماس ورقة مهمة قد تقصم بها ظهر السلطة، إن هي نجحت في الإفراج عن أسرى من الوزن الثقيل، من أمثال مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي اختلف مع أبو مازن بشأن تأجيل الانتخابات. يضاف إلى ذلك طبعا أن القاهرة تمسك بورقة قوية ضد فتح، إنها ورقة محمد دحلان المنشق عن السلطة، الذي يسعى للعودة إلى الساحة الفلسطينية عبر قطاع غزة، الذي يعتقد خاطئا أنه قاعدته الأساسية.

وأما قطر فهي تحتضن قيادة حماس ويقيم فيها رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وخالد مشعل رئيس حماس في الخارج، وعدد كبير من قيادتها واعضاء مكتبها السياسي، وهي البلد الممول لمشاريع أو معظم مشاريع إعادة بناء قطاع غزة وإعمار ما دمرته دولة الاحتلال خلال الحروب الأربع الماضية.
وهذا يطرح التساؤل التالي، إذا كانت دول كهذه فشلت في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام فما هي فرص نجاح الجزائر. أنا شخصيا لا أرى أي ورقة بارزة ضاغطة بيد الجزائر، ولكن في الوقت نفسه أقول يجب ألا نقطع الأمل، ويجب أن نعمل على تعزيز فرص الجزائر الشقيق المعني جدا وجديا بإنهاء الانقسام، والحريص كما يقول على “عدم إضاعة الفرصة من بين يديه وربما تكون الفرصة الأخيرة قبل إعلان الانشقاق الطولي والنهائي الذي أتوقع ان يثبّت بتشكيل كيان مواز لمنظمة التحرير. وتأمل الجزائر ونحن معها في تحقيق اختراقة جوهرية وإعادة الثقة المفقودة بين الفصائل، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس وتمنع هذا الانشقاق، الذي اراه حتميا إن بقيت الأوضاع على ما هي عليه. وهناك من يتحدث عن وجود عروض ومبادرات جديدة للمصالحة تطبخ على نار هادئة بمشاركة الفصائل وشخصيات جزائرية مرموقة. إذن فإن العقبات التي يتوجب على الجزائر تخطيها لتصل إلى قمة الجبل:
العقبة الأولى إقناع حماس بالاعتراف بالاتفاقيات والالتزامات التي وقعتها منظمة التحرير ومنها، الاعتراف بالكيان الصهيوني، من أجل أن تلاقي الحكومة التي ستشكل بعد الاتفاق قبولا دوليا، وهو أمر منطقي لا مغالاة فيه، وإلا سنظل ندور في حلقة مفرغة، لكن حماس أعلنت رفضها لهذا الشرط. وهي إن قبلت به فهذا يعني انحرافا كبيرا عن موقفها السياسي. ولكن يمكن التحايل على ذلك وتجاوز هذه العقبة بقرار المجلس المركزي الأخير للمنظمة الذي يدعو إلى وقف التعامل مع اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي إلخ، مع دولة الاحتلال وسحب الاعتراف بها، وهو مطلب فصائلي.
العقبة الثانية، توقيع أي اتفاق من دون التوصل إلى تفاهم ملزم بشأن الانتخابات وهو أمر ترفضه حماس وفصائل غيرها كالجبهة الشعبية، لكن هذا لا يعني الجهاد الإسلامي من قريب او بعيد، وهي لم تشارك أصلا في أي من الانتخابات السابقة لأنها تأتي تحت سقف اتفاق أوسلو الذي ترفضه. وقد تكون هذه العقبة أعقد من الأولى، لأنه ليس ثمة بوادر تشير إلى أن حكومة الاحتلال وهي التي تسير بخطى حثيثة لتهويد القدس، ستغير من موقفها.
العقدة الثالثة هي سلاح المقاومة، فالسلطة متمسكة بموقفها الرافض لوجود سلاح غير سلاح السلطة الشرعي. وهذه من العقد الأكثر صعوبة؟ وعلى الجزائر أن تجد الحلول والمخارج الإبداعية.
وهذا ليس إلا غيض من فيض، شخصيا وبمعرفتي المتواضعة وبحكم خبرتي التي تمتد إلى نحو 54 عاما، ومتابعتي للوضع الفلسطيني والخلافات بحكم عملي الصحافي ونشاطي السياسي، أستطيع القول إن الفشل سيكون حليف المحاولة الجزائرية، لكنني لا أريد أن أكون متشائما، كالبوم الذي في الخراب، متمنيا ان تثبت الأيام المقبلة أن تشاؤمي كان في غير محله. صدقا أتمنى أن تتكلل خطوات الجزائر بالنجاح لأنها قد تكون الفرصة الاخيرة لمنع وقوع الكارثة.
وبعد حالة الاستقطاب الشديدة التي عاشتها وتعيشها الساحة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص بعد تأجيل الانتخابات، وازدادت حدة بعد عقد دورة المجلس المركزي الاخيرة، فلا مبالغة في القول إن محاولات الجزائر هي الفرصة الأخيرة أمام تحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام البغيض، الذي مضى عليه حتى الآن أكثر من 14 سنة ونيف، وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة، فقد مضى على الانشقاق الذي لن نلقي اللوم فيه على جهة دون الأخرى 14 عاما و8 أشهر و6 أيام.
فهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟ وهل تنجح الجزائر التي تتمتع بالمصداقية والاحترام عند كل الفصائل الفلسطينية ما أفسدته نحو 15 من سنوات الانشقاق الطويلة؟ هذا ما نتمناه من قلوبنا للأخوة الجزائريين وفعلا تصلح ما أفسده الدهر وتعود اللحمة الحقيقية للشعب الفلسطيني حتى يتفرغ لنضاله الطويل والشاق أمام أعتى قوة استعمارية واستيطانية لدحر الاحتلال، ونيل الاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، طال الزمان أم قصر. وشاء من شاء وأبى من أبى.

علي الصالح

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

فلسطين

الحل

حلوا المشكل اديالكم عاد فلسطين تمسك غريق بغريق مشكل فلسطين بيد الفلسطينيين .هم سبب التفرقة والتشتت تركت زوجها ممدود راحت اداوي ممدوح الله يلطف بنا جميعا

طبون dz

Buzz زكارة في مصر وفي المغرب رئيس لجنة القدس

الجزائر تحت عن البوز buzz وزكارة في مصر وفي المغرب وفي قطر وفي السعودية وفي تركيا و... لانه ليس لديها شيء تقدمه لفلسطين ولجمع جميع الفصائل الفلسطينية. .هدف اللقاء اخد الصور و الفشل قبل انطلاق اللقاء والايام القادمة Pour le buzz ni plus ni moins

ملاحظ جزائري

الخبطة حتى دارها الكأس يا تبون

قالها تبون في تصريحاته اجتماع والكأس يدور .... بحيث يزيلون حكومة ويصنعون حكومة وكأس الخمر rouge يدور فيما بينهم .

كلمة حق

خلكم في مصاءبكم

ياعمي حل مشاكل شعبك اولا وبعدها فكر في مشاكل الفلسطينيين الشعب الفلسطيني عايش احسن من الشعب الجزائري مايوقفش طوابير على الفول والحمص والعدس والحليب والغاز والزيت رغم الاحتلال الإسرائيلي عايشين معاهم ويتعاملوا بالشيكل مثلهم والامور ماشية وكلهم بخير وشبعانين عكس الجزايريين الفقر والقمع الحكرة والجوع والغلاء وانهيار الدينار الذي اصبح احقر واضعف عملة في العالم حلوا مشاكلكم اولا . المثل يقول خلات زوجها ممدود ومشات تعزي في محمود

L E M O N T A G N A R D

MISSI  IMPOSSIBLE POUR LES ALGERIENS QUI N  T PAS PU REGLER LE PROBLEME DU HIRAK QUI EST PACIFIQUE ET QUE LE PEUPLE ALGERIEN VIT DANS LA MESURE MALGRE LA GR ANDE RESSOURCE PETROLIERE SEULEMENT L ALGERIE A UNE MEDAILLE D  OR DU PAYS QUI JETTE S  ARGENT PAR LA FENETRE ET CE AFIN DE DEPENSER L ARGENT DU PEUPLE POUR DEFENDRE LE LE POLIZARIO LA DEVISE DE L ALGERIE EST LA DIVISI  DES PAYS ET LES PEUPLES ARABES EN PREMIER LIEU

Saad

Comment un régime fabriqué et inventé dtoute pièces de A à Z par le colonialisme sius couvert d un référendum et des accords secrets qui disent tout sur la nature de la batzrde comment un tel pays et don régime peut être crédible. Il faut vraiment être complètement débile ou un profiteur du petrodoliards pour croire ces chmaytes de kourghoulia la bâtarde.

متتبع حر

يا تبون خطي عليك فلسطين. لها رب يحميها

يا عمي تصالح مع نفسك.وتصالح واعتدر لشعبك.نصفه مقهور والنصف الاخر في البحر.وخطي عليك فلسطين.لها اصحابها يعرفون ما يفعلون وهم ادرى.لو رفع بخروبة والقدافي وحافظ الاسد يدهم على فلسطين لكانت محررة مند زمان.ىكن اىكل منكم يبحت عن البوز على ظهر القدس.حتى قنصلية اضعف الايمان غير موجودة للجزائر في فلسطين.