أخبار عاجلة

سَيَـنْدَمِجُ البوليساريو في مرتزقة (فاغنر) الروسية بعد أن احتلت روسيا مالي ليتفرغوا للإرهاب الدولي

  • تحديد معاني  تعابير  وكلمات   سنشتغل عليها  في  هذا  المقال :

1) موت  البوليساريو : وانتهاؤه  بصفة  مطلقة ولم  يعد  له  وجود  باعتباره  مجموعة  من  المغاربة  الصحراويين الانفصاليين  يكافحون  من أجل  قضية   مجهولة ،  والدليل  أن  ملك  المغرب  قال  في آخر  خطاب له عن  قضية  الصحراء  المغربية : " إن المغرب لا يتفاوض على صحرائه ، ومغربية الصحراء لم تكن يوماً، ولن تكون أبداً مطروحة فوق طاولة المفاوضات"..  وهناك  دليل  آخر عن  نهاية  البوليساريو  باعتراف أحد  قادتها  في  منتصف  شهر ديسمبر 2021  ويدعى مصطفى سيد البشير حينما قال "أنا لست وزيرا للأراضي المحتلة، أنا مجرد لاجئ في دائرة المحبس، علينا أن نكون واقعيين ولن أكذب عليكم، فوزير خارجيتنا ولد السالك موجود في الجزائر العاصمة، علينا أن نكون واقعيين، كما أن رئيس وزرائنا بشريا بيون ليس رئيسا للحكومة "..وجاءت تصريحات مصطفى سيد البشير، الذي يشغل ما يسمى بمنصب "وزير الاراضي المحتلة والجاليات خلال لقاء عُـقِدَ  ببلدة مونت لا جولي الفرنسية، مع صحراويين يقطنون بباريس ، حيث زاد قائلا:"إبراهيم غالي هو أيضا لاجئ مسجل باسم غالي سيد المصطفى وليس هناك إبراهيم  ولا تعتبره وكالة اللاجئين رئيسا لدولة  ما  أو مسؤولا كبيرا، كل الصحراويين هم لاجئون يعيشون بفضل مساعدة الجزائر"... لم  يعترض  على تصريحات مصطفى سيد البشير أي أحد من الحاضرين. ( طبعا لم ولن  يقبل  بذلك  كابرانات  فرنسا  في  الجزائر حيث تم استدعاؤه وسحبوا منه جواز السفر الجزائري ، وأرغمته  الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية  بالقوة  للتراجع عن تصريحاته السابقة أمام  التلفزيون  الرسمي  الجزائري والإدلاء بتصريحات عكس تلك التي سبق وصرح بها، والتي أغضبت الأجهزة الجزائرية.)..لكننا نحن في هذا المقال سنتعامل مع  البوليساريو  بأنه  منظمة  قد  فشلت  وتحللت  إلى  عناصر  فردية  أصبح كل  عنصر منهم  يبحث  لنفسه  عن مصدر قوته .

2) إذا  تم استعمال كلمة  البوليساريو  في هذا  المقال  في  سياق  أي  فكرة  فهي تعني  مجموعة  من  المتشردين  جاءوا  إما من  الجزائر أو من  موريتانيا  أومن مالي  والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو وغيرها  من  متشردي  دول  إفريقية  أخرى ، وقد  يكون  بينهم  بضعة  صحراويين  انفصاليين  لكنهم  يشتغلون  مع  المافيات  المنتشرة  في  منطقة الساحل  والصحراء  بعدما تأكدوا  من  هزيمة  عسكر الجزائر  الحاكم  في هذا  النزاع  الذي  افتعله  المقبوران  القذافي  وبومدين  فغيروا  مجال  عملهم  من أجل الحصول على المال  بأي  وسيلة  وفي  مقدمتها  الاندماج  في  كل العصابات  التي  تنشط  في  منطقة  الساحل والصحراء  في تجارة المخدرات  وعلى رأسها  الكوكايين  والهيروين  القادم  من  أمريكا  الجنوبية  أو قناطر  الحشيش  التي  تروج  في  المنطقة  بواسطة  عصابات  جزائرية  متخصصة  في  ذلك ،  دون  أن ننسى  تجارة السلاح  والبشر بتنظيم  رحلات  الهجرة السرية  إلى أوروبا  وغيرها  من  أعمال  المافيات  المعروفة  والمنتشرة  في  فضاءات  لا توجد فيها  أي  سلطة  ولا تقع  تحت  سيادة  أي  دولة ، أي  ما يعرف  بالأرض  الخلاء  وهي  منطقة  الساحل والصحراء بامتياز .

3) لم  يبق في  مخيمات  العار بنواحي  تندوف  إلا  بضعة آلاف  صحراوي  رهائن  لدى  شنقريحة  يقدمهم  للزوار  الأجانب  المُغَفَّلين  أو لبعض  المنظمات  المِجْهَرِيَة  التي  تقتات  في  بلادها  من  قضايا  حقوق  الإنسان في  العالم . الدليل أن  كابرانات  الجزائر  يرفضون  رفضا  مطلقا  إحصاءهم  لكن  المنظمات  الحقوقية  الدولية  تعرف  حقيقة  عددهم  من خلال  تقزيم  كمية  المساعدات  التي من  المفروض أن  تذهب إلى مخيمات تندوف  وذلك باعتراف  البوليساريو  نفسه  بأن المساعدات الدولية  قد  انخفض حجمها  كثيرا  جدا .

4) تأكد  العالم  كله  أن  بوليساريو  1975  قد  انتهت  مدة  صلاحيته  قبل أن  يضع  كابرانات  فرنسا  المقبور  بوتفليقة  في  منصب  الرئيس  الصوري ، كما تأكد العالم أن القلة القليلة التي تطوف اليوم في العالم باسم  البوليساريو ليسوا سوى موظفين من مختلف الجنسيات  ينتحلون  صفة ( صحراوي) ويطوفون العالم  بجواز  سفر  جزائري  مهمتهم  الاتصال  بمنعدمي  الضمير لتمهيد  الطريق  للخارجية الجزائرية  التي  تأتي  بعدهم  لاستكمال المهمة رسميا وذلك  بدفع  ملايين  الدولارات لمنعدمي  الضمير المنتشرين  في العالم .

5) مرتزقة  فاغنر لا  جنسية  لهم  فهم  خليط  من  القَتَلَةِ  من  جميع  أنحاء  العالم  صَنَعَ  منهم  فلاديمير بوتين  شركة  اختصاصية  في  التقتيل ، يرحلون  إلى أي  بقعة  في  العالم  من أجل جًنْيِ المال  عن  طريق  شركة  بوتين  الذي  يتقاضى هو نفسه  أكثر من 1000  دولار يوميا عن كل  مرتزق لكنه  يعطي لكل  مرتزق ما  بين 200  و 300  دولار  يوميا عندما يقوم  بمهمة ما ، وبذلك يكون الرابح الأكبر هو بوتين من جهتين الأولى  فتح  الطريق  لجيوشه  لدخول  أي  بقعة  في  العالم  والثانية هي استقطاب أفضل وأجود القَتَلَة في العالم  يتحكم  فيهم  ويفعل  بهم  ما يشاء لأنهم  لا  عقيدة  لهم  بخلاف  الجيش  الذي  يقاتل  من أجل  عَلَمِ  بلاده بأجرٍ زهيدٍ .

وقد يُعْتَبَرُ خبر  صحيفة  لوموند  اليوم  ونحن  في  بداية  سنة  2022   مُتَجَاوَزاً  لأن  الأمر  قد  أصبح  في  يد القوات  المسلحة  الروسية  لتركيز  القوة  العسكرية  الروسية   في  مالي  حيث  لم  يعد خافيا أن روسيا  بوتين  قد  احتلت  مالي  بمساعدة  عسكر  الجزائر ، وتروج  بقوة  أخبار في  أقصى  جنوب  الجزائر حول   مشاهدة  الجزائريين  لمروحيات  جزائرية  تحمي  قوافل الشاحنات  الروسية  الضخمة  الكثيرة  العدد  التي  تحمل  الترقيم  الروسي  وعلى  متنها   دبابات  ومصفحات  روسية  متجهة  من  تامنراست  في  جنوب  الجزائر  إلى  الحدود  المالية ،  ومعلوم  لدى الجمبع  أن فرنسا  قد  انسحبت  من عدة  مواقع  في  مالي  منها : تمبوكتو  وتيسالي وكيدال ، وقد  أشارت  جريدة  لوموند إلى أن  استراتيجية  فرنسا  في  مالي  تتجه  نحو  تقليص  عدد  الجنود الفرنسيين من  5000  جندي  إلى  3000  بالإضافة  إلى  التركيز على  خصوصية  الجيش  الفرنسي  في  مالي  بتحويله  من  جيش  عادي  إلى  قوات  خاصة ، ومن  أكبر  المؤشرات  على  الزحف  العسكري  الروسي  على  مالي  بهذه  الكثافة  والنوعية  هو  تعويض   مرتزقة  فاغنر بالعسكر الروسي بعد  أن عَبَّدً  مرتزقة  فاغنر لهم  الطريق  المتجه  نحو مالي  بمساعدة  العصابة الحاكمة  في الجزائر للانتشار في عموم  مالي ،  وليس  ما حدث  في  الطريق  الرئيسية  نحو  باماكو  لسائقين  مغربيين  سوى  حادثة  فضحت  وجود  مرتزقة  فاغنر  في  مالي  وذلك  في  شهر شتنبر  2021  أي  قبل  مقال  لوموند  في  22 أكتوبر  2021 ....  ومن  المؤشرات  أيضا  على  زحف  الجيش  الروسي  بكثافة  في  عموم  مالي  هو  قرار  كابرانات  فرنسا   بمنع  تحليق  الطائرات  العسكرية  الفرنسية  فوق  الأراضي  الجزائرية  أولا  لإخلاء  الأجواء  الجزائرية  للطائرات العسكرية  الروسية  ، وثانيا   حتى  لا  تشاهد  فرنسا  كثافة  العتاد  وعدد  الجيوش  الروسية  التي  زحفت  على  مالي  واحتلتها ، وقد  كنا  نحن  في  الجزائر  نَـبْـتـلِعُ  أخبار  مزابل  إعلام  العصابة  الحاكمة  في  الجزائر  على  أن  قرار  منع  الطائرات  العسكرية  الفرنسية  من  التحليق  في  سمائنا  كان  ردا  على  سياسة  التأشيرات  الفرنسية  للجزائريين  نحو  فرنسا وهي أكذوبة  مفضوحة ، والحقيقة  أن  الأمر  أخطر  من  ذلك   بكثير ، لأن  قضية  التأشيرات  مع  فرنسا  هي  قضية  دائما  بين  المد  والجزر بين  البلدين ، و كان  رَدُّ  الجزائر هذا لا يتناسب  مع  فعل  فرنسا  في  قضية  التأشيرات  لكنه  مناسب  بالنسبة  لقطع  الطريق على  الطائرات  الفرنسية  المنخرطة   في  عملية ( برخان )  التي  لا تشارك  فيها  الجزائر  وتُعْرَفُ   ( باسم "جي 5 الساحل.")  التي  تقودها  فرنسا  بدعم  من  الاتحاد  الأوروبي  في إطار مكافحة التمرد والإرهاب في  منطقة  الساحل  والصحراء ، ويتكون  جي 5  من  خمس  دول  إفريقية  هي :  تشاد ، بوركينا فاسو ، مالي ، موريتانيا و النيجر وتدعمها  فرنسا  بجيشها  وعتادها وبأموال  أوروبية ...فالأخبار الأخيرة  القادمة  من  مالي  تقول بأن  السلطة  الانتقالية  الحالية  في  مالي  قد أعطت فرنسا مدة 6 أشهر من سنة  2022  لترحل نهائيا  من  مالي ،  أي  في  نهاية  شهر  يونيو  2022  مما  يعني أن  روسيا  قد  احتلت  مالي  نهائيا  بمساعدة  العصابة الحاكمة  في  الجزائر التي  ناورت  الاتحاد الأوروبي  وقامت  بحماية  الجيوش  الروسية  الكثيرة  بعتادها  الثقيل  لتركيز  وجودها  العسكري  في  مالي ...

  • مُسْلِمُوا  مَالي  يقاتلون  مُسْلِمِي  سوريا  في  سوريا

هذا ،  ولا يتورع  الروس  في  الاعتراف  بأن  جيوشها  بعتادهم  في  مالي  قد  جاءوا  من  سوريا ،  والفضيحة  التي  سقط  فيها  الشعب  المالي  بغباء  هي  أن روسيا  بعد أن  استقرت  في  مالي  نشرت  أخبارا  حول  فتح  أبواب  العمل  في  روسيا  بعقود  قانونية  لتشغيل  شباب  مالي  في  روسيا ،  وهكذا  تزاحم  الشباب  المالي  على  مكاتب  توقيع  اتفاقيات  تشغيلهم  في  روسيا ، لكن  تبين  فيما  بعد أن  روسيا  تنقل  هؤلاء  الشباب  المالي  إلى  سوريا  ، وهكذا  شرعت  روسيا  في  استبدال  مقاتليها  في  سوريا  برجال من  مالي  تستدرجهم   على أساس  أنهم  سيذهبون  للعمل  في  روسيا  بعقود  قانونية  ، لكن  الماليين  سرعان  ما يجدون  أنفسهم  في  قواعد  للتدريب  العسكري  في  سوريا  وليس  في  روسيا  حسب  ما  نصت  عليه  العقود  الموقعة  بين  العاطلين  من  شباب  مالي  وروسيا  كدولة ، وهناك  في  سوريا  يتم  تأهيلهم  عسكريا  لمواجهة  المعارضة  السورية  المسلمة  تحت  شعار  روسي  يقول " نحن نقاتل  مسلمي  سوريا ، فَـلِماذا  لا يتقاتل  مسلموا  مالي  مع   مسلمي   سوريا ؟ " ، وبهذا  تحول  الدُّب  الروسي  إلى  ذئب  خبيث  يدفع  المسلمين  إلى  الاقتتال  فيما  بينهم  في سوريا ، وكلنا  يعلم  كيف  تسللت  روسيا  إلى  سوريا  وليبيا ، فالبداية  تكون  بإرسال  مرتزقة ( فاغنر) الروسيين الأشداء في  القتال  والمدربين  أعلى  تدريب  في  روسيا  تحت  اسم  ( شركة  خاصة  وهي  فاغنر )  تكون البداية  بإرسال  مرتزقة  فاغنر  إلى  المكان  المقرر  احتلاله  من  طرف  الجيش  الروسي  ليُعَبِّدُوا  الطريق  للجيش  والطيران  الروسي  للدخول  في  أمن  وأمان إلى  سوريا  بالأمس  وهاهي  روسيا   تنقل  جيوشها  وطائراتها  من  سوريا  إلى  مالي  بمساعدة  كابرانات  الجزائر  بعد  أن  عَـبَّدَ  لهم  مرتزقة  فاغنر  الطريق  كما  فعلوا  في  سوريا ... لكن  هل  سيرتاح  الذئب  الروسي  بوتين  في  إفريقيا بعد أن  احتلها  بأمن  وأمان  أم  سيتكرر  سيناريو الاتحاد  السوفياتي  عندما  احتل  أفغانستان ، سيتكرر  في  إفريقيا  ؟

  • حكام الجزائر بين تسونامي الروسي الصيني  الأمريكي وعلاقتهم بالأم  فرنسا

لقد انتهى  نفوذ  فرنسا في إفريقيا  اقتصاديا وعسكريا ، والبداية  كانت  بمالي  وربما  سينتهي  قريبا  في عموم  إفريقيا  أمام  دول  أمريكا  والصين  وروسيا  ، فمستعمرات  أوروبا  في  إفريقيا  التي  لا تزال  (  أرضا  بكرا )  قد  أصبحت  مجالا  للصراع  بين  الدول  الكبرى  الثلاث ، وعليه  فدول  المنطقة  المغاربية  وخاصة  ( الجزائر  والمغرب )  تُسَابِقُ  الزمن  لمساعدة  هذه  الدول  الكبرى  الثلاث ، فمثلا  ليس  غريبا  أن يساعد  كابرانات  فرنسا  في  الجزائر  روسيا  للدخول  إلى  مالي  بكل  سهولة ،  كما  أنه  ليس  من  باب  الصدفة   أن  يربط  المغرب  علاقات  عسكرية  قوية  جدا  مع  أمريكا  وإسرائيل  لأن  خطرا  يتهدد  مصالحه  العليا  في إفريقيا   ليس  من جهة  العصابة  الحاكمة  في  الجزائر  فهي أضعف  بكثير من أن  تتصدى  لطموحات  المغرب  أو تنافسه  في غزو إفريقيا  اقتصاديا لأن  للجزائر  اقتصادٌ  بِدَائِي  غير  مهيكل  يعتمد  على  الضبابية ، الضبابية  التي  تعطى  كثيرا من  الفرص  لكابرانات  فرنسا  الحاكمين  في  الجزائر  ليسرقوا  خيرات  الشعب  الجزائري ،  هذا  من جهة  ومن  جهة  أخرى  لأن  المغرب  بنى  علاقاته مع  الدول  الإفريقية  على  أسس  اقتصادية  عصرية  متينة  وبسياسة  ( رابح رابح )  وليس  بشراء  الذمم  وتوزيع  الصدقة  على  الدول  الفقيرة  كما  تفعل  فرنسا  جدة   الكابرانات ، تشتري ذمم  حكامها  وتتركها لمصيرها  تصارع  التخلف  والفقر  والفاقة دون أي مشاريع  تنموية ، وهل أنجز حكام الجزائر مشاريع  تنموية  في  الجزائر حتى ينجزونها  في  دول إفريقية  أخرى ؟ إن الخطر الذي  يتهدد  المغرب – في  نظري  المتواضع - هو  روسيا والصين  بالدرجة  الأولى  أما  أمريكا وإسرائيل فهما حليفان له ضد تهديد روسيا والصين دون أن ننسى سياسة  المغرب في عقده اتفاقيات  استراتيجية منذ عام 2016 مع الصين وروسيا ، لكن  ليس  في  الاقتصاد  والتجارة  أصدقاء  بل  المصالح  العليا  فوق  كل  الاتفاقيات  الاستراتيجية  وخاصة  مع  الدول  الكبرى  مثل  أمريكا  وروسيا  والصين. ولعل الضجة  الإعلامية  التي  خاضها  كابرانات  فرنسا  الحاكمون  في  الجزائر  ضد  المغرب  والتي  طال  أمدها  كانت بهدف تغطية  الانتشارالروسي في مالي ، ولتحويل  الأنظار في  اتجاه عداوة الجزائر للمغرب حتى  يتم  احتلال  مالي من طرف روسيابهدوء وبدون ضجيج ، واليوم  بعد افتضاح  أمر كابرانات  فرنسا  بمساعدتهم  لاحتلال  مالي  من  طرف  روسيا  ، واضطراب  الأمور في  منطقة  الساحل  والصحراء  وضجة  الخلاف المفتعل  الجزائري  الفرنسي  وكذا اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء في إطار اتفاقية ( أبرهام ) ،كل  ذلك  يجعلنا  أمام  الإشكالية  التالية :  من  الذي  بدأ  في  الاستقواء  بالأجانب وتسهيل مُرُوقِهِمْ  إلى  إفريقيا ، هل  كابرانات  فرنسا  أم  المغرب  ؟  ففي  مقال سابق  لي  حول  التدخل  الروسي  في  سوريا   نشرته  مجلتنا  الموقرة  الجزائر تايمز بتاريخ  24 أبريل 2021  عنوانه " مافيا جنرالات الجزائر تُـقَـدِّمُ قاعدة عسكرية لروسيا في وهران مجانا "زكَّارة" في أمريكا وأوروبا والصين"  ذكرتُ فيه  بوضوح ما يلي : " كما  قلنا  في مقالات  عديدة  فإننا  سنرى  في  يوم من الأيام  عساكر  روسيا  يجوبون  شوارع  مدينة الجزائر العاصمة  ومدن  وهران وتلمسان ومستغانم وغيرها  من مدن  الغرب  الجزائري  كما  كان الأمر  في  سوريا  حينما  فتح  بشار  الكلب  المدن السورية  للعسكر الروسي لحمايته  هو وزبانيته." ( كان  هذا  الكلام  قبل  سنة  تقريبا  وها  نحن  نرى  مؤشراته  اليوم  واضحة ) لقد كانت  الأمور في ذلك الوقت ( بداية  عام  2021 )  تسير  نحو  ترحيل  الجيش الروسي  من  سوريا  إلى  مالي  عن طريق  الجزائر ، فالجيوش  الروسية  تَعْـبُـرُ  الجزائر  جوا  أما  السلاح  الثقيل  فيتم  نقله  من  القاعدة  الروسية في وهران عبر الطرق الجزائرية  لِـتَجْمِيعِهَا في تامنراست  ومنها تنطلق إلى مالي .السؤال : ما هو موقف  الدول الأوروبية  من  احتلال  روسيا  لمالي ؟  الجواب هو : لقد  كان أكبر  جُهْدٍ  قام به الاتحاد الأوروبي  هو فرض  عقوبات  على مرتزقة  فاغنر الروسية !!!  ماهي  هذه  العقوبات ؟  وهل  يمكن أن  نفرض عقوبات على مرتزقة لا يحكمهم أي قانون ويتكونون من جنسيات متعددة ؟ الاتحاد الأوروبي عاجزٌ  عن  فرض  عقوبات  مؤثرة على  صانعة  فاغنر وهي روسيا  ثم  تدَّعي أنها  فرضت  عقوبات  على  مرتزقة  شركة  فاغنر ، لأنه  كلما  اشتكى  العالم  إلى روسيا  على ما  تقوم به فاغنر من جرائم ترد عليهم  روسيا  بما يلي :" إن  فاغنر شركة  حرة  لا سلطة لروسيا عليها ، ألا  تؤمنون  بحرية  التجارة  والليبيرالية ؟ ". أما الذي  جمع  رجليه  من  مالي  فهي  فرنسا  التي  كانت  لها  قواعد  عسكرية  كثيرة في  مالي  لكنها  انسحبت من : " تمبوكتو  وتيسالي وكيدال "  ولم  يبق  لها  وجود  في  مالي إلا  في  كاو  وميناكا  قرب  النيجر لأن  كل  تلك  القواعد في  مالي  كانت  مهمتها  دعم  الوجود  الفرنسي  في  النيجر  المورد  الأساسي  لفرنسا  من  مادة   اليورانيوم  ، ومعلوم  أن  فرنسا  تعتمد  في الطاقة الكهربائية  بنسبة  85 %  على  محطات  إنتاج  الكهرباء  من الطاقة  النووية  المنتشرة  في  ربوع  فرنسا ، لأن النيجر  تضمن  لفرنسا حوالي  40 %  من  مادة  اليورانيوم  والباقي  من حاجياتها  من  اليورانيوم  تستورده  من الغابون  وجمهورية  إفريقيا  الوسطى  وغيرهما...

  • سَيَـنْدَمِجُ  البوليساريو في مرتزقة ( فاغنر ) الروسية بعد أن احتلت روسيا مالي  ليتفرغوا للإرهاب الدولي

كابرانات فرنسا  الحاكمون  في  الجزائر  قد  دعموا  روسيا  لتحتل  مالي  خصوصا  بعد  انتهاء  قضية  الصحراء  وبروز  المغرب  منتصرا  في  هذه  القضية ، وحكام  الجزائر  اليوم  في  حيص  بيص  بعد  صدور  قرار  مجلس  الأمن  2602   الذي  ركز  الدور الأساسي  لكابرانات  فرنسا  في  افتعال قضية  الصحراء  المغربية ، فحكام  الجزائر  ربما   يعتقدون  أن وجود  روسيا  بجانبهم  في  مالي  قد  حقق  لهم  التوازن  مع  المغرب  الذي  يَدَّعِي  الكابرانات أنه  أتى  بإسرائيل  على  حدود  الجزائر ، لكن  غباء  الكابرنات  يتجلى  في   جهلهم  المُطْبِقِ  لموقف  روسيا  من  الوجود  الإسرائيلي  أصلا ، فروسيا  من الدول  التي  قبلت  تقسيم  فلسطين  بين  العرب  واليهود  عام  1947  أي قبل  أن  تعترف  الأمم  المتحدة  بإسرائيل عام  1948 ، وما  يجمع  روسيا  بإسرائيل أكثر مما يجمعها بالجزائر أولها أن أكثر من مليون يهودي  من  أصل  روسي  في  إسرائيل  تضاف  إلى أكثر من  مليون  يهودي مغربي آخر  كلهم  يعيشون  في  إسرائيل  ، ثانيها : الاتفاقيات  التجارية  والعلمية  الكثيرة  جدا  التي  تربط  روسيا  بإسرائيل ،  فقد تم في يونيو عام 2006  توقيع مذكرة التعاون في مجال العلم  والتكنولوجيات والمبتكرات الصناعية بين الوكالة الفيدرالية للشؤون العلمية والمبتكرات الروسية ومركز الأبحاث العلمية الإسرائيلي ، ولذلك  فلكل دولة  قيمة  على أساسها  تُبْنَى العلاقات  بين الدول ، فماذا  سيستفيد  الروس من  الجزائر غير أنها  سوق  لخردة  الأسلحة   المتلاشية  التي  أكل  عليها  الدهر  وشرب ؟ فأي  تقدم  تكنولوجي  جزائري ستستفيد منه  روسيا  ؟ لا شيء سوى  ( الشمة والجهل  والعنتريات الكاذبة ) ... فروسيا  تحابي  كابرانات  الجزائر  وتعاملهم  حسب  مستوى  عقولهم  الفارغة  وتستغل  استبداد  العسكر  بالحكم  في  الجزائر  لتفعل  بهم ما تريد ، ويوم  تصبح  الجزائر دولة  ديمقراطية  فستعلن  روسيا  عداءها  للجزائر  فورا  وتنقلب  عليها  180  درجة ، إذن  كانت  روسيا  انتهازية  حينما  وظفت  كابرانات فرنسا  في  احتلالها  لمالي  في الوقت  الذي  غرق  فيه  الكابرانات  في  مستنقع  الإرهاب  الذي  ستمارسه  فاغنر  بدون  شك  على  الشعب  الجزائري  قبل  غيره  فيما  بعد وذلك  بأمر من  مافيا  الجنرالات  الحاكمين  في  الجزائر ،  وهذا  كافٍ  للشعب  الجزائري  الحر أن  يؤدي به  إلى إعلان  الجهاد  من  أجل  إسقاط   سلطة  العسكر  في  الجزائر ،  ولأنه  ليس من  المستبعد أن  يجد  فاغنر  في  الجزائر  مساعدة  من  مرتزقة  البوليساريو  لتنفيذ  جرائمه  في  الجزائر لأن هذا  الأخير  يعرف مصارين  كابرانات  فرنسا  ، ولتتضح  الصورة  أكثر يجب أن  نعلم  أولا : أن  روسيا  لن  تساعد  الكابرانات  إذا  تعرضوا  لأي  غزو  من  طرف  إسرائيل  انطلاقا  من  المغرب  نظرا  للاعتبارات  السابقة  الذكر   ثانيا :  لقد  استقدم كابرانات  الجزائر إلى  جوارهم  بل إلى داخل  الجزائر أخطر  مرتزقة  في  العالم  اليوم  وهم  (مرتزقة  فاغنر)  الذين  لا يعرفون  سوى  المال ، وبما  أن  البوليساريو  قد  أفلس  لأن  الكابرانات  الذين  كانوا  يحتضنونه  قد  أفلسوا  إفلاسا  داخليا  وخارجيا  ، فليس  غريبا  أن  يختار  فاغنر  من  بين  البوليساريو  العناصر الأكثر تدريبا  ، وبما  أن  فاغنر لا عقيدة  لها  وهي  مجموعة  من  القَتَلَةِ  تعيش  من أجل  كسب  المال ، وبما أن  فاغنر  تدفع  مالا  كثيرا  لمن  يشتغل  معها  وأصبح  قريبا  من  البوليساريو  في  الساحل  والصحراء  ومالي  على الخصوص ، فإن  اندماج  أجود  القَتَلَةِ  من  البوليساريو الذين  صرف  عليهم  عسكر  الجزائر  ملايين  الدولارات  ، سيكون  اندماجهم  بكل  سهولة  في  مؤسسة  فاغنر  الروسية ،وحتمي أن أَرَاذِلَ   البوليساريو  سيصبحون  على  الهامش  لأنهم  لم  يكسبوا  شيئا  من  تخاريف  المقبور بومدين  التي أطلقها  قبل  1975  تاريخ  استرجاع  المغرب  لصحرائه  ،  وكذلك  تخاريف  من  جاء  بعد  المقبور  بومدين  وأصبحوا  عالة  على  كابرانات  الجزائر وهذه  هي  الفرصة  للتخلص  منهم .. أظن  أنه  لم  يبق  أمام  الشردمة  القليلة  المرهونة تحت صباط  شنقريحة في مخيمات الذل والعار إلا أن تجنح إلى الواقعية  وترفع  رسائل إلى  أمين  عام  الأمم المتحدة  ومبوعثه  الخاص  لتشكو  محاصرتها  تحت  صباط  شنقريحة  وتطالب  بالتخلص  من  قبضته  الحديدية ، وتعمل على تنفيذ  القول السابق  للمدعو مصطفى سيد البشير : "أنا لست وزيرا للأراضي المحتلة، أنا مجرد لاجئ في دائرة المحبس، علينا أن نكون واقعيين ولن أكذب عليكم وزير خارجيتنا ولد السالك موجود في الجزائر العاصمة، علينا أن نكون واقعيين [....]  إبراهيم غالي هو أيضا لاجئ مسجل باسم غالي سيد المصطفى وليس هناك إبراهيم  ولا تعتبره وكالة اللاجئين رئيسا لدولة  ما  أو مسؤولا كبيرا، كل الصحراويين هم لاجئون يعيشون بفضل مساعدة الجزائر"... إذا كان  البوليساريو  وهو يطلق مئات  البيانات  العسكرية  بأنه  قد  دَكَّ  حصون  الجيش  المغربي ومع  ذلك  لا  يثير اهتمام  ولا  قناة  تلفزية  إخبارية  عالمية  واحدة  حتى  تلك  التي  لا  يراها  أحد ( طبعا  بوقهم  الوحيد هو  مزابل إعلام  كابرانات  فرنسا  في  الجزائر )  وإذا  كان  البوليساريو  كذلك  كما  وصفنا  وكما  يعرف  حقيقته  العالم ، فإن ( فاغنر) ستكون  ملاذه  الأخير ، وإذا  كانت بقية  تلك الشردمة  القابعة  تحت  صباط  شنقريحة  في  مخيمات  العار بتندوف  قد  أصبحت  عالة  على  كابرانات  فرنسا  في  الجزائر، فإن  المأزق  الذي  تعيشه  مافيا  الجنرالات  اليوم بخصوص  البوليساريو  مأزقا  ضارا  ويزيد في تَسَوُّسِ الكيان  العسكري  الجزائري  المنخور أصلا  بكثرة  النزاعات  الداخلية  في  الثكنات  التي  تدل  عليها  تكرار  شنقريحة  بأن الجيش  الجزائري  متلاحم  أي  إن  تَـشَرْدُمَ  قادة  العسكر  الجزائري  هو حقيقة  تخرج  من  فم  شنقريحة  وهو لا يدري أنه  يزكي ما يروج  من أخبار عن انهيار المنظومة  العسكرية  داخل  الثكنات  العسكرية  في  عموم  الجزائر ،  كل  هذه  المؤشرات  تجعل ما يسمى  بالقمة العربية  المزمع  عقدها  في  الجزائر  تميل  نحو  الإلغاء  أو  تغيير دولة  انعقادها من غير الجزائر التي  وضعها  كابرانات  فرنسا  سياسيا  وعسكريا  واجتماعيا  في  أبشع  صورة  لَخَّصَهَا  تقرير  البنك  الدولي  الأخير  والصادر  في  أواخر  شهر  ديسمبر  2021  والذي  قال : إن ثروة  الجزائر من الغاز والنفط  لن  تنقذ  الجزائر حتى من الكوارث الطبيعية  إذا حدثت  - لا قدر الله -  فالبنك  الدولي  له  نظرة  استراتيجية  علمية  تستنتج  أن  الكابرانات  الذين  يعتقدون  أن  كل  المشاكل  يمكن  حلها  بالمال  فهو  اعتقاد  خاطئ  لأن  حكام  الجزائر الذين  تركوا 94 %  من سكان  الجزائر  طيلة 61  سنة  مكدسين في 17 %  فقط  من مساحة  الجزائر  ويتبجحون  بأنها ( الدولة  القارة )  فهم  في الحقيقة  مجانين  القارة  الإفريقية ...

وبهذا  سيتفرغ  كابرانات  الجزائر للإرهاب الدولي مع مرتزقة  ( فاغنر) التي سَتَبْتَلِعُ مرتزقة البوليساريو، وللشعب الجزائري  ملايين  الطوابير من أجل قوته  اليومي  الذليل .

 

سمير كرم  خاص  للجزائر  تايمز

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

تندوف

مليون ونصف

ما من نائم في الكون مثل الشعب الجزائري، ويتكلم على تحرير أبطال فلسطين المقاومين لليهود.

الحارثي

الجزائر مشكلة

الجزائر ادخلت المشاكل الى المغرب العربي . فهي التي زرعت وخلقت البوليساريو وسلحته هي وليبيا باسلحة ثقيلة ودربته في كوبا ومع توسع ايران بجميع المناطق بلبنان والعراق واليمن وسوريا فتحت لها الجزائر الباب لمساعدة وتدريب البوليساريو وهو ما جعل المغرب يقطع علاقاته مع ايران واخيرا المخابرات الاجنبية حذرت من ان مرتزقة "فاغنر" وضعوا ارجلهم في الساحل وليس من المستبعد اتصالات بينهم وبين البوليساريو والجزائر . هذه الجزائر التي تحدث الرئيس تبون بانها تسعى الى السلم والامن وخلو منطقة المغرب العربي من تدخلات اجنبية

الروداني

الحسرة

مقال يبكي ويجعل كل غيور على الشعوب العربية والإسلامية يتحسر على ما آلت إليه الأمور نتيجة عدم وجود تكتلات سواء مغاربية أو عربية أو إسلامية تقف سدا منيعا أمام ما يهدد إستقرار وأمن المنطقة المغاربية ... ولعل الشعب الجزائري الشقيق هو الضحية الأولى لما تتجه له المنطقة....اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه آمين وتحية تقدير للكاتب سمير كرم على غيرته على المنطقة المغاربية

بالقاضي

كما تدين تدان

كالعادة مقال رائع وتحليل منطقي من كاتب اروع. من يتابع تطورات الوضع في الجزائر يدرك ان الكابرانات ارتكبوا خطأ سيكلف بلادهم الكثير. والادهى من ذالك انه بعد الهزائم التي منيوا بها تراهم يحاولون اصلاح خطإ بخطإ ابشع منه. وهكذا اصبح كل من ميليشيات البوليساريو والكابرانات دمى في ايادي الروس ولم يعد لهم ما ما يحكمون به البلاد سوى الاكاذيب

بالفيديو: العلبة السوداء للراحل "القايد صالح" يفجر من داخل السجن حقائق خطيرة تورط "شنقريحة" في جرائم عديدة

البشير

قليل من الحكمة يا حكام بلدي

على حكام بلدي ان يتصفوا بالحكمة وان يبعدوا اي شبح "فاغنر" او ميليشيات حزب الله من المنطقة .فما يجيئ منهم غير الدمار ولكم في الشرق الاوسط وشرق اروبا دليل على ان وجود هؤلاء لن يجلب السلم بل فقط تدخلات خارجية وستكون بلادي هي الخاسرة بما انها دولة بترو-غازية . علينا المصالحة مع المغرب الذي وقف معنا من اجل استقلالنا وحتى اثناء العشرية السوداء لم يساهم او يتدخل في شؤوننا الداخلية . هذا هو الحق والواقع من فم جزائري يحب بلده وكذلك الجار المغرب