لا يمتدح العروس في أيام الخطبة وما قبل الزفاف سوى أهلها وهكذا فعلت مجلة الجيش الجزائري في عددها لشهر يوليوز الجاري أن “الجزائر الجديدة المنتصرة تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو غد مشرق ومستقبل زاهر”. وطبعا لا داعي لتقديم أي دليل مادي أو إحصائي في هذا الاتجاه.
وفي افتتاحية لهذه المجلة العسكرية تحت عنوان “على درب الوفاء”، قالت المجلة إن الجزائر “تعيش هذا الشهر نفحات الذكرى الثالثة والستين لاسترجاع استقلالها واستعادة سيادتها الوطنية”، ومرة أخرى دون تحديد مفهوم السيادي وقياسه على واقع الجزائر في علاقته بباقي القوى الإقليمية ولا الدولية.
وأضافت أن الجزائر “بزغ فيها فجر الحرية بعد ثورة عظيمة” ، وهذا صحيح جدا إذا استحضرنا “منسوب الحرية” التي تمتع بها بوعلام صنصال مثلا وصحافي فرنسي يقبعان في سجون العسكر بسبب مجرد تعبير عن رأي يتيم.
وأكدت بوق العسكر من جهة أخرى أن “جزائر اليوم هي الجزائر الجديدة المنتصرة التي تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو الهاوية عفوا غد مشرق ، والتي تعيش على وقع مكاسب وإنجازات غير مسبوقة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والتنموية”.
يا سلام على الانتصار والغد المشرق والإنجازات: الانتصار يعني خوض الحروب وعسكر ” القوة الضاربة” لم يضرب رصاصة واحدة منذ عقود وإن حاول أن يفعل فهو سيطلق النار على أقدامه من فرط عدم القدرة على “التنياش” بحكم سن الجنرالات العجزة المتحكمين به.
أما المنجزات الاقتصادية والتنموية فلا يسأل عنها محررو المجلة ببزاتهم العسكرية بل المواطن الجزائري المكتوي بنار الفقر و الأمراض والتعسف الأمني والسلطوي بكل ألوانه.
تعليقات الزوار
لا تعليقات