في دليل جديد على قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء القنابل والصواريخ على قطاع غزة، بغرض إيقاع خسائر بشرية في صفوف السكان المدنيين، ارتقى عشرات الضحايا في مجازر جديدة، كان من بينهم أطفال ونساء اصطفوا في طابور طويل أمام أحد المراكز للحصول على “مكمل غذائي” للأطفال.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة لشبكة “الجزيرة” بارتفاع عدد الشهداء إلى 74 جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في القطاع منذ فجر أمس الخميس.
وأدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” عمليات القتل الإسرائيلي، وقالت في منشور على منصة “أكس” إن قتل عائلات تحاول الوصول إلى مساعدات منقذة للحياة في غزة أمر لا يمكن تبريره.
وكانت قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة خطيرة في وسط القطاع، قتلت فيها 17 مواطنا بينهم 10 أطفال وثلاث نساء، بعد أن استهدفت تجمعا للمواطنين في مدينة دير البلح، كانوا ينتظرون في طابور أمام أحد المرلكز الخيرية للحصول على “مكملات غذائية” خاصة بالأطفال.
وقال شهود عيان لـ”القدس لعربي” إن مشهد جثامين الضحايا والمصابين كان مؤلما، وقد وضعت جثامين أكثر من 6 أطفال فوق بعضها البعض على متن عربة يجرها حمار.
سياسيا، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس، إن الولايات المتحدة متفائلة حيال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف متفائل أيضا بأنه سيتم عقد محادثات غير مباشرة قريبا.
ويأتي هذا فيما تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وإسرائيل في الدوحة لليوم الخامس على التوالي، حسبما أفاد مسؤول مطلع على المحادثات لوكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المفاوضات، إن الوسطاء “يتنقلون بين الطرفين لتبادل الأفكار بهدف سد الفجوات المتبقية والحفاظ على الزخم للتوصل إلى الاتفاق” .
وفي واشنطن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لذوي المحتجزين الذين التقاهم إن “الجهود متواصلة لإعادة المختطفين” .
وفي تصريحات لاحقة، توعّد نتنياهو بأنه إذا لم يتم نزع سلاح “حماس” وتفكيك الحركة خلال فترة 60 يوما فستعود إسرائيل للقتال، مشيرًا إلى أن مفاوضات إنهاء الحرب في غزة “ستبدأ فورا مع بداية وقف إطلاق النار”.
وقال “إذا تم نزع سلاح “حماس” بالمفاوضات، فهذا جيد، وإلا فسنقوم بكل ما في وسعنا لتحقيق أهدافنا”.
وكانت “هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين” في غزة شددت على أهمية التوصل إلى صفقة تبادل، قائلة إن “هذه هي الفرصة لعودة كل المختطفين في دفعة واحدة ولا يجوز أن ندعها تفلت”، وفق تعبيرها، لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أنه أبلغهم بعدم إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة حاليًا.
ماكرون يدعو لاعتراف مشترك بفلسطين من باريس ولندن
دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب فرنسا والمملكة المتحدة، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى “التركيز” على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال ماكرون في ختام زيارة دولة للمملكة المتحدة استمرت ثلاثة أيام “اؤمن بمستقبل حل الدولتين (…) الذي سيتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها. اؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وفي كل مكان للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية التي تؤدي وحدها الى أفق للسلام”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني خلال مؤتمر صحافي مشترك أن “السياسة الراسخة” لحزب العمال وحكومته هي “الاعتراف بفلسطين كجزء من العملية”. وأضاف “هذا هو موقفنا”.
وتوصّل الاتحاد الأوروبي أمس الخميس إلى اتفاق مع إسرائيل، قال إن من شأنه أن يؤدي إلى دخول مزيد من شاحنات الأغذية إلى غزة وفتح نقاط عبور إضافية، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للتكتل.
ولم تتضح الآليات التي سيعتمدها الاتحاد لإيصال المساعدات، ودور وكالات الأمم المتحدة التي تشن عليها إسرائيل حملة شعواء، ولا سيما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
إلا أن موقع “بوليتيكو” ذكر أن الاتحاد الأوروبي أكد أن “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل ليست جزءا من الاتفاق.
ويأتي الاتفاق بعدما وجد الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي أن هناك مؤشرات على أن إسرائيل انتهكت التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان بموجب بنود اتفاق ينظم علاقاتها مع الاتحاد.
وقالت كايا كالاس أمس الخميس “هذا الاتفاق يعني فتح مزيد من المعابر، ودخول مزيد من شاحنات المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة، وإصلاح بنى تحتية حيوية، وحماية عمال الإغاثة. نعوّل على أن تنفذ إسرائيل كل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها”.
وأشارت إلى أن الخطوات تشمل “زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالأغذية والمواد غير الغذائية” التي تدخل غزة، وفتح نقاط عبور أخرى في المناطق الشمالية والجنوبية من القطاع، وإعادة فتح ممرات نقل المساعدات من الأردن ومصر.
وحسب موقع “بوليتيكو” تشمل التدابير التي اتفقت عليها إسرائيل والاتحاد الأوروبي أيضا إعادة فتح طرق المساعدات عبر الأردن ومصر.
المقاومة تقتل جندياً إسرائيلياً وتصيب آخر في الضفة
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين، واحد في جنين، واثنان في مدينة الخليل، فيما قُتل جندي إسرائيلي خلال عملية للمقاومة الفلسطينية، وأصيب ثان في عملية أخرى. ورحبت الأذرع المسلحة للمقاومة الفلسطينية بالعمليتين.
وقالت وزارة الصحة إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشابين محمود يوسف محمد عابد (23 عاما) من بلدة حلحول في محافظة الخليل، ومالك إبراهيم عبد الجبار سالم (23 عاما)، من محافظة طولكرم، جنوب بيت لحم، وتم احتجاز جثمانيهما.
وكان جيش الاحتلال اعترف صباح أمس الخميس بإصابة أحد جنوده في عملية طعن في بلدة رمانة شمال غرب جنين، فيما استشهد منفذ العملية أحمد علي العمور (55 عامًا)، بعد أن أطلقت النار عليه ودهسته مرارا، ثم احتجزت جثمانه، واعتقلت أبناءه.
في سياق متصل، رفض عضو اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها، الدكتور أحمد أبو هولي، سياسة تهجير سكان المخيمات شمال الضفة بحجة إعادة إعمارها.
وقال: “نحن مع إعادة الإعمار بشرط ألا يقود إلى التهجير”. ورأى أن “طريق الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي طويل جدا وهو ما يتطلب وحدة فلسطينية في مواجهة سياسات شطب حق العودة”.
عدد سكان غزة ينخفض 10٪
كشف تقرير رسمي فلسطيني عن انخفاض عدد سكان قطاع غزة بشكل غير مسبوق، بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، التي أدت إلى تزايد أعداد الشهداء والمفقودين، ومغادرة الآلاف إلى خارج القطاع.
وأوضح جهاز الإحصاء الفلسطيني أن التقديرات السكانية تشير إلى أن عدد السكان انخفض إلى نحو 2129724 نسمة؛ أي بانخفاض نسبته 6٪ مقارنة بالتقديرات المتوقعة لمنتصف عام 2024، فيما تراجع العدد إلى 2114301 نسمة، بانخفاض نسبته 10٪ مقارنة بتقديرات منتصف عام 2025.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يطرأ تغير جذري في التركيب العمري والنوعي للسكان في قطاع غزة، نتيجة الاستهداف المتعمد من قبل الجيش الإسرائيلي للفئات العمرية الشابة، لا سيما الأطفال والشباب.
وبين التقرير أن هذا الاستهداف يهدد بـ “تشويه شكل الهرم السكاني”، وخاصة في قاعدته التي تمثل أساس النمو الطبيعي لأي مجتمع.
تعليقات الزوار
لا تعليقات