شارك الأستاذ الدكتور خالد بن ناجي، ممثلا عن العراق وجامعة سامراء، بورقة بحثية عنوانها "أثر الإعلام الفضائي في تغيير القناعات التعاملية المتوارثة للمرأة العراقية"، وذلك ضمن أعمال المؤتمر العلمي الدولي العاشر "الإعلام وقيم الأسرة في المجتمع المعاصر" الذي أقامته جامعة عبدالحميد بن باديس/ مستغانم - الجزائر للفترة بين 2 و5 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وعلى هامش المؤتمر قام الدكتور خالد بن ناجي، وهو أستاذ الأدب والنقد العربي، بجولة موسعة في أروقة جامع الجزائر الكبير الذي يعد ثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي.
وخلال الجولة التي تعد جزءا من مشروع تراثي وثقافي عراقي كبير بعنوان "حكاية مسجد وقصة مُعلَمٍ وأثر" انطلق بالتزامن مع إعلان المنظمة العربية للسياحة اختيار العاصمة بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، عقب اجتماع الدورة السابعة والعشرين للمجلس الوزاري العربي للسياحة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث قدم الدكتور خالد بن ناجي شرحا مفصلا ومصورا عن الجامع الكبير، مبينا بأن "جدرانه مزينة بالزخارف النباتية والخطوط الكوفية ومعظمها آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم ومواعظ"، لافتا إلى أن "الجامع الجميل قد أقيم على مساحة 400 ألف متر مربّع، وبما يتسع لـ120 ألف مصلٍ على ضفة البحر المتوسط، في ذات المكان الذي كان يسمى أيام الاستعمار الفرنسي لافيجري، نسبة إلى المبشر الكاثوليكي الفرنسي شارل لافيجري، ليكون الجامع الذي افتتح رسميًا في 25 فبراير/شباط 2024 بموقعه المتميز في قلب العاصمة الجزائرية إيذانا بتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي والتخلص من آثاره وغباره وتبعاته".
وأردف الباحث العراقي بأنه "وعلى رفوف مكتبة الجامع المركزية يصطف أكثر من مليون كتاب مع قسم متخصص بترميم المخطوطات العربية والإسلامية، أما عن مركزه البحثي فيتكون من 10 طوابق خصصت لإقامة علاقات التعاون المشترك وتبادل الزيارات والندوات والمؤتمرات والفعاليات مع المؤسسات الثقافية والعلمية المماثلة على الصعيدين الجزائري والدولي"، مشيرا إلى أن "الجامع الكبير يحتضن دار القرآن الكريم للدراسات العليا، واعداد العلماء في تخصّصات علوم الشّرِيعة، وفن العِمارة الإِسلاميّة، بينما تعد منارة الجامع أطول مئذنة في العالم وهي تعانق السماء بارتفاع يصل إلى 265 مترا وقد صممت بخمسِ كتل هندسية إشارة إلى أركان الإسلام الخمسة".
وفي سياق جولته بين أروقة متحف الحضارة الإسلامية في الجزائر بين الدكتور ناجي بأن "المتحف الملحق بالجامع يتألف من 15 طابقا مخصصة للتراث الإسلامي والثقافي والجزائري، إضافة إلى تاريخ كتابة المصحف الشريف وطبعه، أما منبر الجامع فيُعد واحدا من أكبر المنابر في العالم وبالإمكان تحريكه آليا، وقد استلهم تصميمه من منبر صلاح الدين الأيوبي، هذا المنبر الذي أحرقه المتطرف الأسترالي دينيس مايكل روهان، وبما يعرف بحريق المسجد الأقصى في أغسطس/آب عام 1969، وكان محراب صلاح الدين الذي يحاكيه محراب جامع الجزائر الكبير قد صنع في حلب بأمر من نور الدين زنكي سنة 1168 قبل استعادة الأقصى من الصليبيين بـ19 عاما".
وأردف بالقول أن "حديقة الجامع الكبيرة الخضراء اليانعة تضم ثلاث شجيرات زيتون نقلت من ساحة المسجد الأقصى لتغرس في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مع مناسبة ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية التحريرية ضد المستعمر الفرنسي عام 1954"، مضيفا أن "للجامع أربعة مداخل رئيسة هي باب المحمّدية، نسبة إلى اسم المنطقة التي شُيّد على ربوعها الجامع وقد سميت بهذا الاسم تيمنا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كذلك باب النصر، ويمثل انتصار الجزائر على الفرنسيين، وباب الفتح، وباب المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب كافة على اختلاف أعراقهم وقومياتهم".
وزاد ناجي بأن "الجامع صديق للبيئة ويعتمد على الطاقة الخضراء المستدامة، حيث تنتج الكهرباء في أروقته من الألواح الشمسية، فيما تُعالج المياه المستخدمة بالتكنولوجيا الحيوية، كما يختزن مياه الأمطار بدلا من إهدارها ويحولها إلى الخزانات الكبيرة للفائدة كما يضم الجامع الكبير 1200 مكان للوضوء، و285 حماما صممت على الطريقة الأندلسية".
تعليقات الزوار
لا تعليقات