أخبار عاجلة

قلق في الجزائر من حرب "روسية – أوكرانية" على حدودها مع مالي

تعيش منطقة شمال مالي على مقربة من الحدود الجنوبية الجزائرية، مواجهات عسكرية دامية بين الجيش المالي ومتمردين تابعين لحركة أزواد الانفصالية، وقد أدت مؤخرا إلى تعرض الجيش المالي لهزيمة قاسية على يد المتمردين الأزواديين أواخر يوليوز، وفق ما كشفه موقع "RFI" الفرنسي أمس الاثنين.

وحسب نفس المصدر، فإن مالي أعلنت عن وجود دور أوكراني في الهزيمة التي تعرض لها جيشها، مما دفعها إلى إعلان قطع علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع كييف، مبررة قرارها باعتراف مسؤول أوكراني بدور بلاده في مساعدة انفصاليين في شن هجوم دموي على الجيش المالي الذي كان مدعوما من ميليشيات فاغنر الروسية.

    

ووفق "RFI" فإن باماكو أعلنت قطع علاقاتها بـ"آثر فوري" مع أوكرانيا، معتبرة أن كييف انتهكت سيادة مالي وتصرفها يشكل تدخلا أجنبيا غير مقبول ودعما للإرهاب الدولي، في وقت يزداد التوتر في شمال مالي وميليشات حركة الأزواد التي تطالب بانفصال شمال البلاد عن باقي التراب المالي.

ووفق تقارير إعلامية دولية، فإن هذه التوترات تثير قلق الجزائر، التي تخشى أن تصل تداعيات الاضطرابات والمواجهات في شمال مالي إلى المناطق الجنوبية من الجزائر، ولا سيما أن العلاقات بين الجزائر ومالي في الأصل هي متوترة.

واتهمت الجزائر في مارس الماضي النظام العسكري في مالي، بنهج سياسة "إقصائية" في المفاوضات التي يُجريها لحل المشاكل الداخلية في البلاد، مما دفع  بباماكو إلى مطالبة الجزائر بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأدت تلك التطورات إلى أزمة دبلوماسية بين الطرفين لازالت مستمرة إلى اليوم.

وكانت مالي قد قررت إيقاف العمل باتفاق "السلم والمصالحة" التي كان قد تم توقيعه تحت الرعاية الجزائرية في 2015، لإيقاف الخلافات بين النظام المالي وجماعات انفصالية في شمال البلاد، وقد خرج على إثر ذلك وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بتصريحات يُحذر فيها من احتمالية حدوث "حرب أهلية" في مالي.

وتخشى الجزائر أن تتطور الأوضاع في مالي، ولا سيما في ظل وجود ميليشيات فاغنر في البلاد تدعم النظام العسكري الجديد، وظهور مؤشرات على وجود تورط أوكراني في دعم حركة الأزواد، مما يجعل شمال مالي وكأنها ساحة حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا.

جدير بالذكر أن رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، كان قد صرح بأن على الجيش القيام بالعديد من المناورات والتداريب، استعدادا "لأي طارئ"، بسبب "تنوع التهديدات والتحديات" التي يجب على الجيش الجزائري مواجهتها، دون أن يقوم بتحديد نوعية تلك التهديدات أو التحديات، في الوقت الذي أشارت تقارير إعلامية أن التهديدات التي أشار إليها شنقريحة تتعلق بالتوترات في شمال مالي.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات