تستضيف دار الثقافة في ولاية الشلف الساحلية الواقعة في شمال الغرب الجزائري، هذا الأسبوع، معرض فني بعنوان "الشلف في عيون فنانيها"، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للفنان.
المعرض ضم أعمالاً لعشرة فنانين من أبناء المدينة الذين يستحضرون من خلال أعمالهم تاريخ المدينة ويضيئون على حاضرها ومعالمها العريقة.
وقالت الفنانة التشكيلية الجزائرية إشراق نعيمة المشاركة بالمعرض، إن المعرض الذي تنظمه جمعية الورشة لترقية الفنون التشكيلية في الوسط الشبابي، برعاية مديرية الثقافة والفنون بولاية الشلف ودعم من مديرية تنظيم وتوزيع الإنتاج الثقافي والفني بوزارة الثقافة، يضم أعمالاً تشكيلية لفنانين ينتمون لمدارس واتجاهات فنية مختلفة، الأمر الذي يجعل من المعرض مناسبة لتبادل الخبرات والرؤى والأفكار بين هؤلاء الفنانين، ويُتيح للجمهور التعرف على أعمال فنية متنوعة من حيث الأساليب الفنية والاهتمامات الجمالية والفلسفية.
وتضيف إشراق نعيمة بأن الشلف التي تدور لوحات المعرض حول تاريخها وعمارتها وآثارها، هي مدينة قديمة تعود تسميتها بهذا الاسم إلى عهد الفنيقيين، إذ يعتبرون أول من أطلق عليها هذه التسمية نسبة إلى وادي الشلف الذي يعتبر من أكبر الأودية بالجزائر.
وبحسب نعيمة، فقد استقر الفينيقيون بسواحل الشلف وبالأخص في مدينة الشلف الساحلية حيث شيدوا مرافئ تجارية تحولت فيما بعد إلى مدينة عرفت بكرتينا خلال القرن الرابع قبل الميلاد. وخلال القرن الأول الميلادي بسط الرومان نفوذهم على المنطقة بدءا من مدينة تنس بعدها بنوا بها مدينة وأبراجا للمراقبة وبعدها توغلوا إلى المناطق الداخلية.
وتواصل إشراق نعيمة، بأنه مع حلول القرن السابع الميلادي حلت جيوش الفتح الإسلامي، وخلال تلك الفترة شهدت المدينة ازدهارا في العلوم والفنون وخاصة المعمار.
وبعدها دخلت الشلف تحت حكم الدولة العثمانية من سنة 1517 إلى غاية 1830 حيث احتلتها الجيوش الفرنسية، وظل السكان يقاومون هذا الاحتلال حتى تحقيق الاستقلال الوطني.
وحول المعرض وما يُعرض فيه من أعمال تشكيلية والفنانين المشاركين به، قال الدكتور قرزيز معمر، رئيس جمعية الورشة لترقية الفنون التشكيلية في الوسط الشبابي، أنه برغم أن الفنانين المشاركين في معرض "الشلف في عيون فنانيها" ينتمون لأجيال مختلفة، وتتنوع توجهاتهم الفنية، إلا أنهم اجتمعوا على فكرة واحدة وهي التعبير عن مدينتهم العريقة بماضيها وحاضرها، بمآسيها وبأفراحها وكرم وجود أهلها، وبواديها الحامل لكنيتها وطبيعتها الخلابة وعمرانها الشامخ في وجه زلزال شوه جماليتها مرتين، لتبقى أبدية البهاء عند محبيها.
يُذكر أن المعرض سيضم أعمالاً للفنانين: شالولي عبدالقادر، وبكفوسة الفول شارف، وبربري مصطفى، وعمر بلفيل، وقرزيز معمر، وعزيز عايشين، وإبراهيم بن نمري، وإشراق نعيمة، ودلمي بوراس الحاج، ونعاس مهدي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات