حلّت حاملة الطائرات “أيزنهاور” في شرق البحر المتوسط منذ الجمعة الماضية، لتضاف إلى عشرات السفن الحربية الأخرى نفسها في تمركز لا سابقة له في هذه المنطقة، مما يبرز تخوف الولايات المتحدة من استمرار التوتر الذي قد يؤدي إلى مواجهات في ظل تراجع مخزون العتاد الإسرائيلي بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب على غزة.
وأعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، والأسطول السادس منذ يومين، عن مرور حاملة الطائرات أيزنهاور من قناة السويس قادمة من البحر الأحمر لتتمركز في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط. وترافق حاملة الطائرات، مجموعةٌ قتالية كبيرة مكونة من عدد من المدمرات والبارجات والغواصات وتسمى هذه المجموعة بـ”مجموعة حاملة الطائرات الضاربة 2″.
وتولت هذه المجموعة مواجهة الحوثيين منذ أكتوبر الماضي لاسيما بعد اعتماد عملية “حارس الرفاهية” لحماية السفن التجارية والحربية في باب المندب والبحر الأحمر. وقال الأدميرال مارك ميغيز، قائد مجموعة حاملة الطائرات الضاربة، حول نقل أيزنهاور إلى شرق المتوسط ”إنها مجرد لفتة صغيرة لقدرتنا على إبراز تفوقنا القتالي في أي مكان بالعالم”. وكان البنتاغون يحتفظ منذ اندلاع حرب قطاع غزة بحاملة الطائرات جيرالد فورد في شرق المتوسط، وسحبها منتصف مارس/ آذار الماضي، لكنه الآن ينشر أيزنهاور في المنطقة نفسها.
وتنضاف أيزنهاور وباقي السفن التي ترافقها، إلى مجموعة أخرى من السفن الحربية المتواجدة في شرق المتوسط، ومنها بارجتا “يو إس إس كارني” و“أرلي بيرك” اللتين استعملهما البنتاغون في مواجهة الصواريخ الباليستية والمجنحة الإيرانية، وتعملان وفق برنامج “الدرع الصاروخي” أو ما يعرف بـ”حرب النجوم”. وهي أول مرة يلجأ البنتاغون إلى استخدام الدرع الصاروخي.
ويهدف البنتاغون من وراء هذا الحضور العسكري الضخم في شرق المتوسط إلى تحقيق هدفين، هما:
أولا، حماية الرصيف العائم الذي تشيده البحرية الأمريكية ليكون الأداة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، حيث تتواجد أربع سفن عسكرية عملاقة مخصصة لبناء هذه المرافئ وتقديم الدعم اللوجيستي، حيث سيتم الدفع بالرصيف إلى شاطئ غزة. وأعلن الجنرال بات ريدر، الناطق باسم البنتاغون الخميس الماضي، في اجتماع مع الصحافيين، أن الجنود الأمريكيين لن ينزلوا في البر الفلسطيني، بل ستتولى إسرائيل عملية الإشراف البري.
ثانيا، يريد البنتاغون تعزيز قوته بحاملة الطائرات لحماية باقي السفن وكذلك لحماية إسرائيل بعدما بدأت تعاني من تراجع مخزون القذائف ومضادات الطيران. وكانت السفن والمقاتلات الأمريكية هي التي تولت اعتراض أكثر من ثلث الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية التي ضربت إسرائيل.
وعلاقة بهذا، فقد سيّر البنتاغون أكثر من 250 رحلة جوية لنقل السلاح الى إسرائيل، ثم خصص الكونغرس الأسبوع الماضي أكثر من 36 مليار دولار للدعم العسكري الأمريكي المباشر للكيان الصهيوني.
تعليقات الزوار
لا تعليقات