استشهد 44 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي شنته الطائرات الحربية على عدة منازل فلسطينية في وسط قطاع غزة، اليوم السبت.
وقالت مصادر طبية إن نحو 44 فلسطينيا وصلوا جثثا هامدة إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مشيرة إلى أن عشرات الجرحى أيضا وصلوا المستشفى لتلقي العلاج.
وقال شهود عيان في المنطقة الوسطى إنهم فوجئوا بأصوات انفجارات متتالية جراء القصف الإسرائيلي فيما سارعت سيارات الإسعاف إلى أماكن الاستهداف لنقل الشهداء والجرحى.
وقالت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني إن طواقمها تمكنت من انتشال 40 جثة فيما بقي العشرات تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.
مستشفى ناصر.. حصار واعتقالات
وفي مستشفى ناصر، أكبر مستشفى عامل في غزة، انقطع التيّار الكهربائي وتوقّفت المولّدات بعد مداهمته من قبل قوات الاحتلال، ما أدّى إلى وفاة ستة مرضى بينهم طفل بحسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة السبت.
ووصف الأطباء الوضع غير المحتمل في المستشفى، وهو واحد من 11 مستشفى لا يزال في الخدمة من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة قبل الحرب، وهو “بالكاد يعمل” وفق منظمة الصحة العالمية التي قالت إن “المزيد من الأضرار بالمستشفى تعني فقدان المزيد من الأرواح”.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن موظفيها “اضطروا إلى الفرار، تاركين وراءهم المرضى”. وقال الأمين العام للمنظمة كريستوفر لوكيير “كان الوضع فوضوياً وكارثياً”.
بدورها، دانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الاقتحام الذي يبدو كأنه “جزء من نمط من الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية الأساسية المنقذة للحياة في غزة، وخاصة المستشفيات”.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن المخاوف تتزايد بشأن ما لا يقل عن 120 مريضا ومصابا وخمسة من الكوادر الطبية محاصرين بدون ماء وطعام وكهرباء في المستشفى.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة “قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل عددا كبيرا من الطواقم الطبية من داخل مجمع ناصر الطبي الذي حولته إلى ثكنة عسكرية”.
وأثارت المداهمة الإسرائيلية للمستشفى قلقا إزاء المرضى والأطقم الطبية والفلسطينيين النازحين الذين يحتمون به.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن نحو 10 آلاف شخص حاولوا الاحتماء بالمستشفى خلال الأيام الماضية لكن كثيرين منهم غادروه إما تحسبا للمداهمة الإسرائيلية أو بسبب أوامر إسرائيل بالإخلاء.
ويشعر المجتمع الدولي بالقلق أيضا إزاء احتمال اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع حيث يتجمع 1,4 مليون شخص، معظمهم من النازحين، على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ومنذ بداية الحرب، دأب الجيش الإسرائيلي على قصف القطاع الصغير فدمر أحياء بأكملها، وتسبب بنزوح 1,7 مليون من أصل 2,4 مليون ساكن، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.
وخلف القصف الإسرائيلي الليلي نحو مئة شهيد في غزة، بحسب وزارة الصحة التي تعلن يوميا عن استشهاد عشرات الفلسطينيين في القطاع.
وأفاد شهود عيان بوقوع قصف في رفح حيث استهدفت الغارات منزلين على الأقل.
تعليقات الزوار
لا تعليقات